المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

لفحة كرفيولاريا في النجيل
27-6-2016
بويز ، السير تشالز فيرتون
20-10-2015
الأثر الكهربائي الحركي electrokinetic effect
6-12-2018
مفهوم القياس الحراري عند أبو القاسم المجريطي (القرن 5هـ/11م)
2023-05-07
ما يجب في سجدتي السهو.
13-1-2016
مفهوم إدارة البيئة الحضرية
4-6-2020


التشاؤم وظن السوء  
  
1019   01:27 صباحاً   التاريخ: 2023-12-26
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 101 ــ 104
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22/9/2022 1756
التاريخ: 7-4-2022 1985
التاريخ: 12-7-2018 2265
التاريخ: 29-12-2022 1065

من الأمراض الروحية الخطرة، التشاؤم وظن السوء.

وكل من ابتلي به ففي انتظاره المصائب، والآلام، والتمزق النفسي وغير ذلك من المصائب.

وهذا المرض قد يشتد أحياناً فيبلغ بالشخص إلى ان يسيء الظن بكل شيء يراه وكل أمر يفكر به فيسعى ليجد نقصاً وعيباً فيه غاضاً النظر عن محاسنه وناسياً إياها...

فإذا لاحظ عمارة رائعة، كتاباً مفيداً قيماً، كلاما أو كتابة جيدين، إنساناً كثير العطاء، فبدلاً من أن يمدح ما في هذه الأمور من محاسن، فانه يصرف وقته ودقته وهمه لتبيين ما إذا كان من الممكن أن يجد عيباً ونقصاً فيها ليعتبرها أموراً وضيعة حقيرة.

ان هذه الصفة القبيحة والمرض الأخلاقي يعتبر من البلايا الكبرى الخطرة في عالم اليوم بحيث ان سوء الظن وعدم الإطمئنان والوثوق بأي شيء وأي شخص حتى بالحياة، يسيطر على الكثير من القلوب.

وبدلاً من البحث عن علاج هذا المرض نجد أيادي خفية تشعل نارها على لسان شاعر أو كاتب أو فليسوف غربي وغير ذلك فتطلق صيحات مألومة محزونة حاقدة على البشرية والأشياء، بأسلوب شعري أو روائي أو فلسفي مصطنع يحدث الناس عن الآلام وأنواع الشقاء واليأس.

والأنكى من ذلك ان يجري الإنسان للتشاؤم من الحياة والنفر منها وأنها مما لا معنى له فما هي الا الخواء. وكل ذلك يدفع الأفراد بالتالي إلى الإنتحار.

الأضرار الإجتماعية:

ان (ظن السوء) هذه الصفة القبيحة تسلب ثقة الأفراد بعضهم بالبعض الآخر، فهي بالتالي لا تدع للأشخاص أي اعتبار وحيثية.

ان ظن السوء أكبر مانع من التعاون الإجتماعي. والاتحاد والتجمع القلبي ودافع للإنسان نحو العزلة، والتفرد في السلوك والأنانية...

ان ظن السوء منبع لأنواع الغضب، والحرب وإراقة الدماء... وما أكثر ما جرت الناس إلى الفناء، وحطمت كيان العوائل. وما أكثر ما شاهدنا من افراد ذوي مواهب عالية كانوا يستطيعون ان يقوموا بأعمال مهمة نافعة لكنهم لم يقوموا بها على أثر ظنهم السيء أو ظن الآخرين السيء بهم.

كما ان هذه الخصلة الذميمة تطفئ شعلة الحب والمودة وبدلا منه تزرع بذور النفاق والشقاق في قلوب الأفراد وتنميها، ذلك لان المتشائم الظان سوءاً اما ان يعتزل الآخرين أو يتظاهر بالمحبة فقط ويبدي نفسه بشكل لا يعبر عن واقعه السيء.

ولأنه ينظر للأشخاص والحوادث بمنظار السوء فهو لا يستطيع ان يحكم عليها حكماً موضوعياً محايداً فيفهمها كما هي عليه في الواقع، وعليه فانه سيبتلي بالوصول إلى أحكام غير صحيحة وهذا نفسه يؤدي به إلى الضلال والتأخر الفظيع، وتضييع الفرص الذهبية وعدم الإستفادة من الأشخاص الموهوبين.

فسوء الظن يؤدي للبحث والتجسس على أحوال الآخرين مما يؤدي إلى عوارض خطرة كما يوجب الغيبة وإطلاق اللسان بالتعبير السيء عن الآخرين وهذا بنفسه ذنب عظيم مضر جداً.

الأضرار الفردية:

ثم ان ظن السوء يعتبر منبعاً لكل الآلام الروحية وموجباً، للاضطراب والقلق. فصاحبه دائماً، مغموم مهموم. تملأ نفسه الحسرة ويأكله ظن السوء هذا فلا يدع له راحة فهو على أثر ظنه السيء بالأشخاص والحوادث يتألم كثيراً أو تتحطم روحه تحت سياط العذاب الداخلي.

انه يهرب من مجالسة الأحبة والتجول معهم، ويميل للعزلة والتقوقع ولذا فهو محروم من النشاط الروحي، وقد يصل به الأمر إلى حد يجعله يخاف من كل شخص وكل شيء، ويرى كل الظواهر وأعمال الآخرين في ضرره ويتصور ان جميع الموجودات قد اتحدت لتعمل على محوه من الوجود.

ان القرآن الكريم: يقول حول المنافقين انهم: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} [المنافقون: 4].

والشخص الظان سوءاً يقعد عن التكامل والرشد الفكري على أثر بعده عن انماط المعاشرة المفيدة، وانزوائه عن أفكار الآخرين ... فهو يرى نفسه وحيداً بين ألف شخص ويعيش وحيداً حتى آخر عمره.

انه لا يمتلك صفاء روحياً، يظل دائماً يستغيب الآخرين في أعماقه ومن هنا فقد بحث بعض علماء الأخلاق عن (سوء الظن) تحت عنوان (الغيبة القلبية).

ان احدى علل لجوء الناس وخصوصاً النسل الشاب في الأقطار المتمدنة صناعياً نحو مبادئ التحلل واللاإنتماء مثل الهيبية... هي هذا المرض الوبيل.

ومع الالتفاف للأثار المشؤومة الفردية والإجتماعية لهذا الإنحراف الأخلاقي فان علماء النفس يرونه مرضاً خطيراً. والإنسان الظان بالسوء يصوغ حياته بشكل ما جهنماً، ويعذب نفسه في جهنمه التي صنعها فيعيش دائماً في غضب ونفور وحقد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.