أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2016
1764
التاريخ: 9-11-2016
2293
التاريخ: 2024-01-14
1015
التاريخ: 9-11-2016
1862
|
كانت دولة الحيرة في سطوتها تشمل المنطقة الواقعة غرب الفرات، ابتداء من مجراه الأوسط إلى منتصف الخليج الفارسي، وكان نفوذها يمتد إلى كافة القبائل الضاربة في هذه المناطق، وكانت الدولة مستقلة استقلالًا يكاد يكون تامًّا، وقد استمرت زهاء أربع قرون وربع قرن ابتداء من أوائل القرن الثالث، وكان على رأس الدولة ملك له بلاط يكاد يكون صورة مصغرة من بلاط المدائن، وله وزير يُسمى الرديف، وتحت تصرفه قوة عسكرية بعضها نظامي وبعضها غير نظامي، وكان الجند النظامي كتيبتين إحداهما فارسية يقال لها: الشهباء، وأخرى عربية يقال لها: دوسر. أما القوة غير النظامية فكانت تنظم القبائل الموالية التي كان معظمها يستنفر وقت الحرب، وكان أهمها كتائب الرهائن والصنائع والرضائع، وكانت لهذه الكتائب كلها حصون تُعرف بالمسالح «جمع مسلحة «. ويبدو أن الحضارة العربية في الحيرة، التي كانت تواجه فارس لم تصل إلى الدرجة العالية، التي وصلت إليها الحضارة العربية في بطرة وتدمر وأرض الغساسنة، تحت التأثير البيزنطي السوري. وكان عرب الحيرة يتكلمون العربية الشمالية في حاجاتهم اليومية، ولكنهم في الغالب كانوا يستعملون السريانية في كتابتهم، وهم من هذه الناحية يشبهون الأنباط والتدامرة، الذين كانوا يتكلمون العربية ويكتبون الآرامية، وقد أدت هذه الدولة خدمة كبيرة للغة العربية، بما احتضنت من الشعراء، كما أنه كان لها فضل كبير — فيما بعد — في تعليم الخط العربي، وفي إغناء اللغة العربية بكثير من الألفاظ الفارسية، التي تعبر عن أشياء لم يكن العرب يعرفونها. وكان الملوك في الشطر الأول من الدولة وثنيين، أما في الشطر الثاني فقد اعتنق معظمهم النصرانية، وسبب عدم اعتناق الأولين منهم للنصرانية — ديانة البيزنطيين — يرجع إلى أن ملوك الحيرة، وجدوا — من حسن السياسة — أن يظلوا على صداقتهم مع الفرس، وكان معظم النصارى في الحيرة من النسطوريين، وطبيعي أن النصرانية انتقلت إليهم من الشام، حيث كان أصحاب المذهب النسطوري مضطهدين، وكان المذهب النسطوري «مذهب شرق الشام» أقل مذهب يلقى اعتراضًا في الفرس، وإلى نصارى الحيرة — والعباد أهم فرقة فيهم — يرجع الفضل في نشر المسيحية في بعض الأجزاء التي انتشرت فيها في بلاد العرب، كما يرجع إليهم الفضل أيضًا في تعليم العرب الوثنيين القراءة والكتابة والدين، وتذكر بعض الروايات أن قريشًا تعلمت من الحيرة فن الكتابة والزندقة. ويجب أن لا ننسى أثرهم أيضًا في حمل بعض مظاهر الحضارة الفارسية إلى بلاد العرب، ولا ما شيدوه من أبنية رائعة كالخورنق والسدير.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|