إن الانتشار الكبير للأتربة بأنواعها المختلفة في البيئة يكسبها أهمية بالغة بسبب احتمالية استخدامهما كأدلة مادية مفيدة في موقع الجريمة، حيث إن الاهتمام بدراسة تلك الآثار يساعد الباحث الجنائي في الكشف عما يبحث عنه، فعند الكشف عن وجود تربة في ملابس المجني عليه أو الجاني، فإن هذا يساعد على تحديد نوعية التربة وبالتالي تسهيل مهمة كشف خيوط القضية عن طريق حصر البحث في مناطق معينة تحمل خصائص التربة المفحوصة وهذا في النهاية يصب في مصلحة العدالة، كإثبات التهمة على الجناة، أوتبرئة الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالقضية .
من جهة أخرى يجب على الخبير الجنائي تحريز وحفظ هذه الآثار بالطرق العلمية الصحيحة، كما يجب عليه إجراء تجارب الكشف والتحليل لها بأساليب متناهية في الدقة؛ لأن هذا يساهم في التوصل إلى أسباب منطقية تمكن الخبراء في النهاية من ربط المشتبه به مع موقع الجريمة.
تعتمد عملية التحليل الجنائي للتربة كغيرها من الأدلة المادية الأخرى على مبدأ المقارنة، حيث إن التربة التي يتم العثور عليها عالقة على الشخص المشتبه به يتم جمعها بحذر شديد لمقارنتها مع عينات التربة الموجودة في مسرح الجريمة والمناطق المجاورة لها.
يمكن معرفة الكثير من الخواص الدقيقة لأنواع التربة وأماكنها المختلفة عند تجهيز عينتين من التربة ومقارنتهما من ناحيتي اللون والمكونات ( التركيب البنائي)، ويجب على المحلل الكيميائي أن يأخذ في الحسبان إن لون التربة الرطبة أغمق من الجافة ، لذلك عند المقارنة لابد أن تكون جميع عينات التربة تحت ظروف مخبرية متطابقة.
والجدير بالذكر أنه تم اكتشاف 1100 لون مختلف للتربة، وعلى ذلك فإن مقارنة ألوان التربة تعد خطوة أولية مفيدة في عمليات المقارنة الجنائية لعينات التربة. ⁽¹⁾

---------------------------------------------

(1) Saferstein, R. « Forensic Science- An Introduction», Prentice Hall, USA, (2011).