آراء المفسرين في الحروف المقطعة : الله سبحانه وتعالى تحدى الناس بهذه الحروف |
1229
02:28 صباحاً
التاريخ: 2023-11-21
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-11-2014
2321
التاريخ: 23-04-2015
2168
التاريخ: 23-04-2015
2353
التاريخ: 23-09-2014
2866
|
آراء المفسرين في الحروف المقطعة : الله سبحانه وتعالى تحدى الناس بهذه الحروف
...كما تم بيانه في الرأي التاسع على نحو مجمل، فإن الله سبحانه وتعالى تحدى الناس بهذه الحروف(1) ، وإن إتيانه بها في اوائل السور هو من باب تعداد وبيان حروف الهجاء، وذلك يعني أنكم إن شككتم في إعجاز القرآن فأتوا بكتاب، أو عشر سور، أو حتى سورة واحدة من مثله من نفس تلك الحروف التي صيغ القرآن منها. وعجزكم عن الإتيان بكتاب أو سورة مما يماثله، من جنس الحروف التي تتحاورون أنتم بها في كلامكم وخطابكم، وهي ذات الحروف التي يتألف منها القرآن، لدليل على إعجاز القرآن الكريم، واستناده إلى الله عز وجل. فمثلما أن أصناف لمأكولات، والفاكهة، وكذلك الناس فد صنعوا من التراب، وليس غير الله من هو قادر على صنعهم منه، فإن آيات القرآن هي من تلكم الحروف، لكنه لا أحد سوى الله يستطيع أن يصوغها بهذه الصورة.
ما يؤيد هذا الوجه هو - كما جاء في بيان خواص الحروف المقطعة - أن معظم السور التي ابتدأت بهذه الحروف تحدثت طلائع آياتها عن عظمة القرآن وإعجازه، أو عن الوحي والرسالة؛ فأكثر الحواميم السبع تطرقت إلى الحديث عن الوحي والقرآن، وهذا التناسب مدعاة لتقوية الرأي القائل بأن الغرض من الحروف المقطعة هو التحدي.
الجواب: بالرغم من أن هذا الوجه، كبعض الآراء الأخرى، من أنسب الوجوه المذكورة حول الحروف المقطعة، وهو مقبول في الجملة، إلا ان الدليل المعتبر لا يدعمه.
في مثل تلك الوجوه، حيث لا دليل يقام على إثباتها، ولا برهان على نفيها، فإنه يقال لتقريرها «استحسان»، ولنفيها «استبعاد». فمتوسطو الناس تتولد عندهم الطمأنينة من تراكم الوجوه المستحسنة، ذلك أنهم يخالون الظنون المتراكمة علماً، ويتركون التحقيق ظناً منهم بالحصول على العلم. إلاً أن العلماء المحققين، الذين ينظرون إلى «وجوه الاستبعاد» جنباً إلى جنب مع «وجوه الاستحسان، فتحدوهم رغبة أشد إلى التحقيق. والسر في تبيين الوجوه المستحسنة هو أن لا نكتفي بها وحدها في مراحل التحقيق.
فما قيل عن تناسب هذا الوجه مع أوائل آيات السور المبتدئة بالحروف المقطعة صحيح؛ إذ، باستثناء سورة مريم، والعنكبوت، والروم، والقلم، تصدر الحديث عن الوحي والقرآن جميع السور المفتتحة بتلك الحروف. وحتى تلك السور الأربع فقد تحدثت أواسطها عن الوحى والقرآن، وإن لم تتعرض صدورها لتلك العناوين.
تنويه: مع ان الناس كانوا يعلمون بان القران جاء بالعربية، وإنه مكون من هذه الحروف، إلاً أن ذكر هذه الحروف هو من لوازم التحدي. فالله سبحانه يقول لهم: إن النبي فرد واحد، وقد أتى بكتاب معجز مؤلف من نفس هذه الحروف، وإنكم لو استعنتم بالجن والإنس على أن تأتوا ولو بسورة واحدة من مثله لما استطعتم إلى ذلك سبيلا.
استنادأ إلى هذا الوجه لا يلزم أن تدل الحروف المقطعة على مدلول خاص، لأن معناها لا يخرج عن: أن هذه المواد الخام هي ليست في عالم الغيب وبعيداً عن متناولكم، فإن كان القرآن كلام بشر فأتوا بمثله.
من جملة وجوه الاستحسان لهذا الرأي هو ما قيل: كما أن كل أسماء الله الحسنى تحوي واحداً أو أكثر من الحروف المقطعة، فإنه أيضاً ما من آية في القرآن تخلو من بعض تلك الحروف؛ أي، إن كل آية إما أن تتشكل من الحروف المقطعة فقط، مثل: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] ، {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6] ، و {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [الحاقة: 29] ، .. الخ، أو مركبة من الحروف المقطعة وغيرها، مثل: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] فالواو فيها ليست من جملة الحروف المقطعة.
من هذا المنطلق، يمكن الحدس بأن تصدير بعض السور بالحروف الأربعة عشر المشار إليها هو لأن الحروف المقطعة موجودة في كل آية من القرآن، وعلى هذا الأساس يكون التحدي بذكر تلك الحروف أمراً في محله.
___________________
1. راجع التبيان، ج 1، ص48؛ وفي ظلال القران، ج 1، ص38.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|