المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإمام علي (عليه السلام) يشبه النبي سليمان (عليه السلام)  
  
1588   03:02 مساءً   التاريخ: 2023-11-15
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص283-285
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين سليمان بثمانية أشياء : أولها : بالفتنة والابتلاء في نفسه ، والثّاني : بتسليط الجسد على كرسيه ، والثالث : بتلقين الله تعالى إياه في صغره وما استحق به الخلافة ، والرابع : بردّ الشمس لأجله بعد المغيب ، والخامس : بتسخير الهواء والريح له ، والسادس : بتسخير الجن له ، والسابع : بعلم الحكل[1] وكلام الجوامد إياه ، والثامن : بالمغفرة ورفع الحساب عنه .

1 - أما الابتلاء : فإنه صلّى الله عليه وآله وسلّم ابتلي في نفسه ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه . . . ابتلي ببلايا . . . كثيرة .

2 - وأما تسليط الجسد على كرسيه : فقوله تعالى : ( وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ )[2] فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما صار الأمر اليه كما كان الرسول عليه السّلام دلّ عليه قام بالأمر أياماً يدعو اليه أنصاراً وأقواماً ، ثم بغت عليه طوائف من أهل الخطأ والخطل ، ومدهم على ذلك أهل الزلل حتى انفتقت الفتن وتزاحمت عليه وجوه المحن . . . وقتل ابنه الحسين . . . وسبي أولاده إلى الشام واقتادوهم على أقبح الوجوه الملام . . .

3 - وأما تلقين الله تعالى إياه في صنعه وما استحق به الخلافة : فقوله تعالى : ( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ[3] ، * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً ) ذكر إنّ داود عليه السّلام كان إذا جلس للقضاء يأمر ابنه سليمان عليه السّلام فيقعد على الدهليز ويعرض عليه ما كان يقضي به بين المتخاصمين ، فإن رآه صواباً أقضاه وإن لم يره صواباً راجع فيه أباه وكان يومئذ ابن اثنتي عشرة سنة ، فرد في يوم واحد على أبيه داود عليه السّلام سبع حكومات . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، اختصه الله سبحانه في صغر سنّه بالعلم ، فلقد كان أصغر الخلفاء سناً وأوفرهم ذهناً حيث رجعوا إليه في الحوادث والمسائل كما ذكرنا بعضها[4].

4 - وأما ردّ الشمس لأجله بعد المغيب : فلقد ذكر في قوله ( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ )[5] إنّ الهاء والألف راجعتان على كناية الشمس من قوله توارت يعني الشمس . إنّ سليمان اشتغل عن صلاة العصر حتى غابت الشمس ، فسأل الله تعالى إنّ يردّ الشمس عليه حتى يصلي صلاة العصر ، فردّ الله تعالى عليه الشمس بعد المغيب حتى صلى صلاة العصر ثم عادت للمغرب .

وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ردت عليه الشمس حتى صلى صلاة العصر . . .

5 - أما تسخير الهواء والريح : فقوله تعالى : ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ )[6] وقوله تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ )[7].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، في ما روى من خبر هبيرة بن عبد الرحمن معه .

6 - أما تسخير الجن : فقوله تعالى : ( وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ )[8]. فكذلك المرتضى رضوان الله عليه وجوابه مسألة الجن . . .

7 - وأما علم الحكل وكلام الجوامد : قوله تعالى : ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَلاَ أَرَى الْهُدْهُدَ )[9] الآية ، وقوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ )[10] إلى قوله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْء )[11] الآية . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من ذلك نصيباً وافراً . . .

8 - وأما المغفرة ورفع الحساب عنه : فقوله تعالى : ( هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَاب )[12] يعني فلا حساب عليك في الآخرة . . . وكان عمر سليمان سبعاً وستين سنة ، وملك وهو ابن سبع عشرة سنة وقيل ابن اثنتي عشرة سنة . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أكرم بالمغفرة لذنوبه . . . .

2 - قال البياضي : " سليمان طلب الملك فاعطي خاتم الملك ، وعليّ تصدق بالخاتم فنزلت فيه آية الولاية ، وقال : يا صفراء ويا بيضاء غرّي غيري ،

حملت الريح بساطه وردّت الشمس له ، وحملت عليّاً على بساط النبي وردّت الشمس له "[13].

 

[1] الحكل : ما لا نطق له ، كالّنمل وغيره ( مهذّب الأسماء ) . الحكل : ما لا يسمع له صوت يقال : تكلم كلام الحكل ، أي كلاماً لا يفهم ( المنجد ) .

[2] سورة ص : 34 .

[3] سورة الأنبياء : 78 - 79 .

[4] راجع الفصل التّاسع عشر من الباب الثّاني من المصدر .

[5] سورة ص : 32 - 33 .

[6] سورة ص : 36 .

[7] سورة سبأ : 12 .

[8] سورة سبأ : 12 .

[9] سورة النمل : 20 .

[10] سورة النمل : 18 .

[11] سورة الّنمل : 16 .

[12] سورة ص : 39 .

[13] الصّراط المستقيم إلى مستّحقي التّقديم ج 1 ص 102 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.