أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-10
437
التاريخ: 2023-11-13
1214
التاريخ: 2023-10-06
909
التاريخ: 2023-11-19
909
|
وكان أسطفان دوشان ملك الصرب قد استغل فرصة الحروب الأهلية، فاحتل مقدونية الشرقية، واستولى على قَوَلة وسيريس، ووصل إلى بحر إيجه، واتجهت أنظارُهُ شطر القسطنطينية وحلم بالاستيلاء عليها وبتأسيس دولة صربيةٍ كبيرةٍ تشمل جميع البلدان البلقانية، وفي الثالث عشر من نيسان سنة 1346 جمع أساقفة الصرب لانتخاب بطريرك عليهم ففعلوا، ثم توَّجوا أسطفان «فسيلفسًا» على الصرب والروم (1). وعلم يوحنا السادس — حق العلم — أنه ليس بإمكانه أن يصد الصرب عن تحقيق آمالهم وحده دون مساعدة خارجية، فلَجَأَ إلى أورخان سلطان العثمانيين الأتراك، ثم أوفد إلى أسطفان دوشان وفدين للتفاوض معه حول مصير ثيسالية (آذار-نيسان 1348) فلم يُصْغِ إليه، فاستقدم يوحنا عشرة آلاف تركي عثماني وأنفذهم إلى ثيسالية، فأخرجوا أسطفان منها ولكنهم نهبوها. وبعد أن استولى يوحنا على ثيسالونيكية في خريف السنة 1349 قام بهجومٍ واسع النطاق على ممتلكات دوشان، وكان هذا منهمكًا آنئذٍ في حربٍ ضد المجر لاستعادة بلغراد، فاستمال يوحنا عددًا من أمراء الإقطاع الصرب واستعاد قسمًا كبيرًا من مقدونية واحتل عاصمة الصرب، فعاد أسطفان مسرعًا من حدوده الشمالية إلى مقدونية للمفاوضة. وفي مطلع السنة 1350 اتفق يوحنا السادس ويوحنا الخامس من جهة وأسطفان دوشان من الجهة الثانية على أن تعاد أكرنانية وثيسالية ومقدونية الجنوبية الشرقية إلى الروم، ووقعوا معاهدة بهذا المعنى (2)، ولم يَعْنِ هذا أن أسطفان تحوَّل عن مطامعه في البلقان وفي القسطنطينية، ولكنه اضطر اضطرارًا إلى أن يؤجل تحقيق هذه المطامع ريثما يتمكن من محاسبة أمرائه الذين انحازوا إلى جانب الروم ومن إيجاد القوة البحرية اللازمة للاستيلاء على القسطنطينية، ومن هنا — في الأرجح — كان تحالفُهُ مع البنادقة (3). وكان الوباءُ الأسودُ قد وصل إلى القسطنطينية وانتشر فيها في السنة 1348، ويُستدل من وصفه الذي ورد في المراجع الأُولى أنه كان نوعًا من الطاعون الدملي الفتاك، فاجتاح القسطنطينية وغيرها من مدن السواحل والجزر من بلاد القباجقة في ساحل بحر آزوف، واشتدَّ فتك هذا الداء وكثرتْ ضحاياه فزاد الروم فقرًا على فقر، وانتقل من بحر الأرخبيل إلى إيطالية، ففرنسة وإنكلترة (4). وظلت المشادة قائمةً حول موقف رئيس أساقفة ثيسالونيكية بالاماس من النور الإلهي، وكان البطريرك يوحنا كاليكاس قد دعا إلى مجمع جديد للنظر في قضية بالاماس فحكم عليه وقضى بحبسه، فلما استوى يوحنا السادس على عرش القسطنطينية أنزل البطريرك عن عرشه لتآمره مع أبوكوكوس وأحلَّ محله أسيدوروس مرشح الصامتين، فدعا البطريرك الجديد إلى مجمع ثالث في السابع والعشرين من أيار سنة 1351 وخرج بالاماس ظافرًا وانتصر الصامتون (5).
..................................
1- Ostrogorsky, G., Seminarum Kondakovianum, 1936, 46
2- Jirecek, C., Gesch. der Serben, I, 401-402
3- Cantacuzenus, J., Op. Cit., IV, 22
4- Glotz, G., Moyen Age, VI, 527-528
5- Bréhier, L., Byzance, 442
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|