المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الطفل في كنف التأييد
15-1-2016
صفات النبي صلّى الله عليه وآله
28-4-2021
روح معروف مُعَد من الجماجم البشرية
11-12-2021
الأشكال الهندسية للصورة
21/11/2022
حجية خبر الواحد من الكتاب الكريم
6-9-2016
الجهل عامل الخلاف والفرقة
24-11-2015


الإمام علي وشبهه بالأنبياء (عليهم السلام)  
  
8519   07:30 مساءً   التاريخ: 2023-11-07
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص249-254
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الحمويني بإسناده عن ابن عمر : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يفتخر يوم القيامة آدم بابنه شيث ، وافتخر أنا بعلّي بن أبي طالب "[1].

وروى ابن حجر بإسناده عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : " قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمته ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى علي رضي الله عنه "[2].

وروى الحاكم الحسكاني بإسناده عن أبي الحمراء قال : " كنّا عند النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فاقبل علي ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من سرّه إنّ ينظر إلى آدم في علمه ، ونوح في فهمه ، وإبراهيم في خلّته ، فلينظر إلى علي ابن أبي طالب عليه السّلام "[3].

وروى الكنجي بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : " بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس في جماعة من أصحابه اقبل علي عليه السّلام فلما بصر به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : من أراد منكم أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمته ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب .

قلت : تشبيهه لعلي عليه السّلام بآدم في علمه ، لأن الله علّم آدم صفة كلّ شئ ، كما قال عزّوجلّ : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا )[4] فما من شئ ولا حادثة ولا واقعة إلاّ وعند علي عليه السّلام فيها علم وله في استنباط معناها فهم ، وشبهه بنوح في حكمته - أو كما في رواية : في حكمه ، وكأنّه الأصح - لأنّ علياً عليه السّلام كان شديداً على الكافرين رؤوفاً بالمؤمنين ، كما وصفه الله تعالى في القرآن بقوله : ( وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )[5] وأخبر الله عزّوجلّ عن شدّة نوح عليه السّلام على الكافرين بقوله : ( رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً )[6]. وشبهه في الحلم بإبراهيم عليه السّلام خليل الرّحمن كما وصفه الله عزّوجلّ بقوله ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ) فكان متخلّقاً باخلاق الأنبياء متّصفاً بصفات الأصفياء "[7].

وروى أحمد بإسناده عن ابن أبي ليلى عن أبيه ، قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الصدّيقون ثلاثة ، حبيب بن مري النجّار ، وهو مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم "[8].

وروى الخوارزمي بإسناده عن أبي الحمراء مولى النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : قال رسول الله : " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، والى موسى في شدّته ، والى عيسى في زهده ، فلينظر إلى هذا المقبل . فاقبل عليّ "[9].

وعن الحارث الأعور صاحب راية علي بن أبي طالب عليه السّلام ، قال : " بلغنا إنّ النّبي صلّى الله عليه وآله كان في جمع من أصحابه ، فقال : أريكم آدم في علمه ونوحاً في فهمه وإبراهيم في حكمته ، فلم يكن بأسرع من أن طلع علي عليه السّلام ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، أقست رجلا بثلاثة من الرّسل ؟ بخّ بخّ لهذا الرجل ، من هو يا رسول الله ؟ قال النبّي صلّى الله عليه وآله وسلّم : أو لا تعرفه يا أبا بكر ؟ قال : الله ورسوله اعلم ، قال : هو أبو الحسن علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال أبو بكر : بخِّ بخِّ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن "[10].

وعن أبي الحمراء قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه ، وإلى يحيى بن زكريّا في زهده ، وإلى موسى ابن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب "[11].

قال البياضي : " أسند ابن جبير إلى ابن عبّاس ، قول النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه والى نوح في فهمه وإلى موسى في مناجاته وإلى عيسى في سمته وإلى محمّد في تمامه ، فلينظر إلى هذا الرّجل ، فتطاولت الأعناق وإذا هم بعلي عليه السّلام "[12].

وقال محمّد بن طلحة : " قال البيهقي في كتابه المصنف يرفعه بسنده إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال : " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى علّي بن أبي طالب عليه السّلام .

فقد أثبت النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلّي عليه السّلام بهذا الحديث علماً يشبه علم آدم ، وتقوى يشبه تقوى نوح وحلماً يشبه حلم إبراهيم ، وهيبة تشبه هيبة موسى وعبادة تشبه عبادة عيسى ، عليهم أجمعين الصّلاة والسّلام ، وفي هذا تصريح لعلّي بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته ، وبعلّو هذه الصفات إلى أوج العلى حيث شبههّ بهؤلاء الأنبياء المرسلين عليهم صلوات الله أجمعين في الصّفات المذكورة والمناقب المعدودة "[13].

وروى الكنجي بإسناده عن أبي سعيد قال : " سأل أبو عقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا رسول الله من سيّد المسلمين ؟ فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : من تراك تظنّ يا أبا عقال ؟ فقال : آدم فقال ها هنا من هو أفضل من آدم ، فقال : يا رسول الله ، أليس الله خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ، وزوّجه حواء أمته وأسكنه جنّته فمن يكون أفضل منه ؟ فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من فضّله الله عزّوجلّ فقال : شيث ؟ فقال أفضل من شيث فقال : إدريس ، فقال : أفضل من إدريس ونوح فقال : فهود ، فقال : أفضل من هود وصالح ولوط ، قال : موسى ، قال : أفضل من موسى وهارون قال : فإبراهيم إذن ، قال : أفضل من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، قال : فيعقوب ، قال أفضل من يعقوب ويوسف ، قال : فداود ، قال : أفضل من داود وسليمان ، قال : فأيّوب إذن ، قال : أفضل من أيّوب ويونس ، قال فزكرّيا إذن ، قال : أفضل من زكريّا ويحيى ، قال : فاليسع إذن ، قال : أفضل من اليسع وذي الكفل ، قال : فعيسى إذن ، قال : أفضل من عيسى .

قال أبو عقال : ما علمت من هو يا رسول الله ؟ ملك مقرّب ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : مكلّمك يا أبا عقال ، يعني نفسه صلّى الله عليه وآله وسلّم . فقال أبو عقال : سررتني والله يا رسول الله .

فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أزيدك على ذلك ؟ قال : نعم فقال : إعلم يا أبا عقال ، إنّ الأنبياء والمرسلين ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّاً لو جعلوا في كفّة وصاحبك في كفّة لرجح عليهم . فقلت : ملأتني سروراً يا رسول الله ، فمن أفضل النّاس بعدك ؟ فذكر له نفراً من قريش ، ثم قال : علي بن أبي طالب ، فقلت : يا رسول الله ، فأيهم أحبّ إليك ؟ قال : علّي بن أبي طالب ، فقلت : ولم ذلك ؟ فقال : لأنّي خلقت أنا وعلّي بن أبي طالب من نور واحد ، قال : فقلت فلم جعلته آخر القوم ؟ قال : ويحك يا أبا عقال ، أليس قد أخبرتك إني خير النبّيين ، وقد سبقوني بالرسالة وبشّروا بي من قبلي فهل ضرّني شئ إذ كنت آخر القوم ، أنا محمّد رسول الله ، وكذلك لا يضرّ علّياً إذا كان آخر القوم . ولكن يا أبا عقال ، فضل علي على سائر النّاس كفضل جبريل على سائر الملائكة . قلت : هذا حديث حسن عال "[14].

وروى بإسناده عن موسى بن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم " خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعلّي بن أبي طالب من طينة واحدة . قلت : هذا حديث حسن "[15].

وروى الوصّابي بإسناده " عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، من سرّه إنّ ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى إبراهيم في خلّته ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب "[16].

وروى البدخشي باسناده " عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام "[17].

 


[1] فرائد السّمطين ج 1 ص 232 .

[2] لسان الميزان ج 6 ص 24 .

[3] شواهد التّنزيل ج 1 ص 79 / رقم 116 .

[4] سورة البقرة : 31 .

[5] سورة الفتح : 29 .

[6] سورة نوح : 26 .

[7] كفاية الطّالب ص 122 .

[8] الفضائل ج 1 حديث 192 .

[9] المناقب الفصل التّاسع عشر ص 219 .

[10] المناقب الفصل السابع ص 45 .

[11] المناقب الفصل السابع ص 40 ، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج 1 ص 80 ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل وتصحيح الفضائل ص 459 .

[12] الصّراط المستقيم ج 1 ص 103 .

[13] مطالب السّؤل ص 56 ، مخطوط .

[14] كفاية الطّالب ص 315 - 317 .

[15] المصدر ص 319 .

[16] أسنى المطالب الباب التّاسع ص 48 رقم 19 .

[17] مفتاح النّجاء ص 76 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.