أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3404
التاريخ: 29-01-2015
3495
التاريخ: 5-5-2016
4535
التاريخ: 2-5-2016
3543
|
وأخرج الحاكم بإسناده عن أبي عبد الله الجدلي قال : " حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا النّاس عنق واحد ، فاتبعتهم فدخلوا على أمّ سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فسمعتها تقول : يا شبث بن ربعي ، فأجابها رجل جلف جاف : لبيك يا أُمّاه ، قالت : يسبّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ناديكم ؟ قال : وأنّى ذلك ؟ قالت : فعلي بن أبي طالب ، قال : إنّا لنقول أشياء نريد عرض الدنّيا ، قالت : فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من سبّ علياً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله تعالى " .
وبإسناده عن ابن أبي مليكة عن أبيه قال : " جاء رجل من أهل الشام ، فسبّ عليّاً عند ابن عبّاس فحصبه ابن عبّاس ، فقال : يا عدو الله ، آذيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً )[1] ، لو كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيّاً لآذيته "[2].
وقال محمّد بن يوسف الزرندي : " وروي عن ابن عبّاس رضي الله عنه انّه مرّ على مجلس من مجالس قريش بعد ما كف بصره وبعض أولاده يقوده ، فسمعهم يسبون علياً رضي الله عنه فقال لقائده : ما سمعتهم يا بني يقولون ؟ قال : سبّوا علياً رضي الله عنه قال : ردّني إليهم فرّده ، فلما وقف به عليهم ، قال : أيكم السابّ لله عزّوجلّ ؟ قالوا : سبحان الله ، من سبّ الله فقد كفر ، قال : فأيكم الساب رسول الله ؟ قالوا : سبحان الله ومن سبّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد كفر ، قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ قالوا : أما هذا فقد كان ! ! قال : فأنا اشهد بالله إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من سبّ علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزّوجل ، ومن سب الله أكّبه الله على منخريه في النّار ، ثم ولّى عنهم ، فقال لولده ما سمعتهم يقولون ؟ فقال : ما قالوا شيئاً ، قال : فكيف رأيت وجوههم حين قلت لهم ما قلت ؟ قال :
نظروا إليك بأعين محمرة * نظر التيوس إلى شفار الجازر
فقال له : ردني فداك أبوك ، قال :
خزر العيون نواكس أبصارهم * نظر الذليل إلى العزيز القاهر
قال : زدني فداك أبوك ، قال : ما عندي مزيد ، فقال : لكن عندي :
أحياؤهم عار على أمواتهم * والميتون فضيحة للغابر "[3].
وروى عن صدى قال : " بينا أنا ألعب وأنا غلام بالمدينة عند أحجار الزيت إذ أقبل رجل راكب على بعير فوقف يسب علياً رضي الله عنه ، فحفّ به النّاس ينظرون إليه ، فبينا هو كذلك إذ طلع سعد بن مالك فقال : ما هذا ؟ قالوا : يشتم علياً فقال : اللهم إنّ كان كاذباً فخذه . وفي رواية : اللّهم إنّ كان يسبّ عبداً صالحاً فأر المسلمين خزيه ، فما لبث إنّ تعثر به بعيره فسقط واندقت عنقه وخبطه بعيره فكسره وقتله "[4].
وروى الحمويني بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " اشتكى علياً النّاس فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خطيباً فسمعته يقول : أيّها النّاس ، لا تشكوا علياً فوالله انّه لأخيشن في ذات الله أو في سبيل الله عزّوجلّ "[5].
وروى الخوارزمي بإسناده عن علي بن زيد قال سعيد بن المسيّب : " مر غلامك فلينظر إلى وجه هذا ، فقلت : وما هو ؟ قال : انّه كان يسب علياً عليه السّلام فسوّد الله وجهه "[6].
وروى ابن عساكر بإسناده عن عيسى بن عبد الله مولى بني تميم عن شيخ من بني هاشم ، قال : " رأيت رجلا بالشام قد اسودّ نصف وجهه وهو يغطيه ، فسألته عن سبب ذلك ، فقال : نعم قد جعلت لله عليّ إنّ لا يسألني أحد عن ذلك إلاّ أخبرته ، كنت شديد الوقيعة في عليّ بن أبي طالب كثير الذكر له بالمكروه ، فبينا أنّا ذات ليلة نائم ، أتاني آت في منامي ، فقال : أنت صاحب الوقيعة في علي وضرب شقّ وجهي ، فأصبحت وشقّ وجهي أسود كما ترى "[7].
وروى محبّ الدّين الطّبري ، بإسناده عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : " اشهد بالله ، لسمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من سبّ علياً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله عزّوجلّ ، أكبّه الله على منخريه "[8].
وأخرج الحاكم بإسناده عن علي بن أبي طلحة ، قال : " حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن خديج ، فقيل للحسن : إنّ هذا معاوية بن خديج الساب لعلي ، فقال : عليّ به ، فأُتي به ، فقال : أنت الساب لعليّ ؟ فقال : ما فعلت ، فقال : والله إنّ لقيته - وما أحسبك تلقاه يوم القيامة - لتجده قائماً على حوض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يذود عنه رايات المنافقين ، بيده عصا من عوسج . حدّثنيه الصادق المصدق وقد خاب من افترى "[9].
وروى البدخشي بإسناده عن الحسين بن علي ، إنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " لا تسبّوا عليّاً فإنّه من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله فقد عذّبه الله "[10].
دلالة الحديث
دلّ هذا الحديث على أنّه لا يوجد في شخص أمير المؤمنين عليه السّلام أيّ موضع لأن يطعن عليه أو يتكلّم فيه ، كما ليس في شخص النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك ، فحقيقة وجودهما واحدة وشؤونهما متحدّة ، فمن سبّ علياً فقد سبّ رسول الله ، ومن سبّه كان كافراً بالضرورة . وفي الأحاديث الدالة على هذا المعنى - بألفاظها المختلفة - ما هو صحيح سنداً يقيناً .
فيكون هذا الحديث من أحسن الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام بعد رسول الله مباشرةً ، لأنه - في أقل تقدير - يدلّ على أفضليّته ، والأفضلية دليل الإمامة عند الجمهور ، حتى عند مثل ابن تيمية المتعصّب ضد أهل البيت عليهم السّلام .
[1] والآية في سورة الأحزاب : 57 .
[2] المستدرك على الصحّيحين ج 3 ص 121 ورواه المتّقي في كنز العمّال ج 11 ص 602 ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 .
[3] نظم دُرر السّمطين ص 105 ورواه الوّصابي في أسنى المطالب الباب الثّامن ص 43 رقم 10 .
[4] نظم درر السّمطين ص 106 ، ورواه الحمويني ج 1 ص 304 ، والخوارزمي ، الفصل 25 ص 274 .
[5] فرائد السمطين ج 1 164 ، الحديث 126 ، ورواه المتّقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 34 .
[6] المناقب ، الفصل الخامس والعشرون ص 274 .
[7] ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينه دمشق ج 3 ص 263 رقم 1338 .
[8] ذخائر العقبى ص 66 ، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص 220 ، والسيد شهاب الدين أحمد بإسناده عن جابر وابن عبّاس في توضيح الدلائل ص 369 مع فرق .
[9] المستدرك على الصحّيحين ج 3 ص 138 ، ورواه الزرندي في نظم درر السمطين ص 108 والكنجي في كفاية الطالب ص 88 .
[10] ر
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|