المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



من سبّ علياً (عليه السلام) فقد سبّ الله ورسوله  
  
3642   01:44 صباحاً   التاريخ: 2023-11-04
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص229-232
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

وأخرج الحاكم بإسناده عن أبي عبد الله الجدلي قال : " حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا النّاس عنق واحد ، فاتبعتهم فدخلوا على أمّ سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فسمعتها تقول : يا شبث بن ربعي ، فأجابها رجل جلف جاف : لبيك يا أُمّاه ، قالت : يسبّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ناديكم ؟ قال : وأنّى ذلك ؟ قالت : فعلي بن أبي طالب ، قال : إنّا لنقول أشياء نريد عرض الدنّيا ، قالت : فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من سبّ علياً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله تعالى " .

وبإسناده عن ابن أبي مليكة عن أبيه قال : " جاء رجل من أهل الشام ، فسبّ عليّاً عند ابن عبّاس فحصبه ابن عبّاس ، فقال : يا عدو الله ، آذيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً )[1] ، لو كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيّاً لآذيته "[2].

وقال محمّد بن يوسف الزرندي : " وروي عن ابن عبّاس رضي الله عنه انّه مرّ على مجلس من مجالس قريش بعد ما كف بصره وبعض أولاده يقوده ، فسمعهم يسبون علياً رضي الله عنه فقال لقائده : ما سمعتهم يا بني يقولون ؟ قال : سبّوا علياً رضي الله عنه قال : ردّني إليهم فرّده ، فلما وقف به عليهم ، قال : أيكم السابّ لله عزّوجلّ ؟ قالوا : سبحان الله ، من سبّ الله فقد كفر ، قال : فأيكم الساب رسول الله ؟ قالوا : سبحان الله ومن سبّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقد كفر ، قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ قالوا : أما هذا فقد كان ! ! قال : فأنا اشهد بالله إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من سبّ علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزّوجل ، ومن سب الله أكّبه الله على منخريه في النّار ، ثم ولّى عنهم ، فقال لولده ما سمعتهم يقولون ؟ فقال : ما قالوا شيئاً ، قال : فكيف رأيت وجوههم حين قلت لهم ما قلت ؟ قال :

نظروا إليك بأعين محمرة * نظر التيوس إلى شفار الجازر

فقال له : ردني فداك أبوك ، قال :

خزر العيون نواكس أبصارهم * نظر الذليل إلى العزيز القاهر

قال : زدني فداك أبوك ، قال : ما عندي مزيد ، فقال : لكن عندي :

أحياؤهم عار على أمواتهم * والميتون فضيحة للغابر "[3].

وروى عن صدى قال : " بينا أنا ألعب وأنا غلام بالمدينة عند أحجار الزيت إذ أقبل رجل راكب على بعير فوقف يسب علياً رضي الله عنه ، فحفّ به النّاس ينظرون إليه ، فبينا هو كذلك إذ طلع سعد بن مالك فقال : ما هذا ؟ قالوا : يشتم علياً فقال : اللهم إنّ كان كاذباً فخذه . وفي رواية : اللّهم إنّ كان يسبّ عبداً صالحاً فأر المسلمين خزيه ، فما لبث إنّ تعثر به بعيره فسقط واندقت عنقه وخبطه بعيره فكسره وقتله "[4].

وروى الحمويني بإسناده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " اشتكى علياً النّاس فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خطيباً فسمعته يقول : أيّها النّاس ، لا تشكوا علياً فوالله انّه لأخيشن في ذات الله أو في سبيل الله عزّوجلّ "[5].

وروى الخوارزمي بإسناده عن علي بن زيد قال سعيد بن المسيّب : " مر غلامك فلينظر إلى وجه هذا ، فقلت : وما هو ؟ قال : انّه كان يسب علياً عليه السّلام فسوّد الله وجهه "[6].

وروى ابن عساكر بإسناده عن عيسى بن عبد الله مولى بني تميم عن شيخ من بني هاشم ، قال : " رأيت رجلا بالشام قد اسودّ نصف وجهه وهو يغطيه ، فسألته عن سبب ذلك ، فقال : نعم قد جعلت لله عليّ إنّ لا يسألني أحد عن ذلك إلاّ أخبرته ، كنت شديد الوقيعة في عليّ بن أبي طالب كثير الذكر له بالمكروه ، فبينا أنّا ذات ليلة نائم ، أتاني آت في منامي ، فقال : أنت صاحب الوقيعة في علي وضرب شقّ وجهي ، فأصبحت وشقّ وجهي أسود كما ترى "[7].

وروى محبّ الدّين الطّبري ، بإسناده عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : " اشهد بالله ، لسمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من سبّ علياً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله عزّوجلّ ، أكبّه الله على منخريه "[8].

وأخرج الحاكم بإسناده عن علي بن أبي طلحة ، قال : " حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن خديج ، فقيل للحسن : إنّ هذا معاوية بن خديج الساب لعلي ، فقال : عليّ به ، فأُتي به ، فقال : أنت الساب لعليّ ؟ فقال : ما فعلت ، فقال : والله إنّ لقيته - وما أحسبك تلقاه يوم القيامة - لتجده قائماً على حوض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يذود عنه رايات المنافقين ، بيده عصا من عوسج . حدّثنيه الصادق المصدق وقد خاب من افترى "[9].

وروى البدخشي بإسناده عن الحسين بن علي ، إنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " لا تسبّوا عليّاً فإنّه من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله فقد عذّبه الله "[10].

دلالة الحديث

دلّ هذا الحديث على أنّه لا يوجد في شخص أمير المؤمنين عليه السّلام أيّ موضع لأن يطعن عليه أو يتكلّم فيه ، كما ليس في شخص النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك ، فحقيقة وجودهما واحدة وشؤونهما متحدّة ، فمن سبّ علياً فقد سبّ رسول الله ، ومن سبّه كان كافراً بالضرورة . وفي الأحاديث الدالة على هذا المعنى - بألفاظها المختلفة - ما هو صحيح سنداً يقيناً .

فيكون هذا الحديث من أحسن الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام بعد رسول الله مباشرةً ، لأنه - في أقل تقدير - يدلّ على أفضليّته ، والأفضلية دليل الإمامة عند الجمهور ، حتى عند مثل ابن تيمية المتعصّب ضد أهل البيت عليهم السّلام .

 

[1] والآية في سورة الأحزاب : 57 .

[2] المستدرك على الصحّيحين ج 3 ص 121 ورواه المتّقي في كنز العمّال ج 11 ص 602 ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 .

[3] نظم دُرر السّمطين ص 105 ورواه الوّصابي في أسنى المطالب الباب الثّامن ص 43 رقم 10 .

[4] نظم درر السّمطين ص 106 ، ورواه الحمويني ج 1 ص 304 ، والخوارزمي ، الفصل 25 ص 274 .

[5] فرائد السمطين ج 1 164 ، الحديث 126 ، ورواه المتّقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 34 .

[6] المناقب ، الفصل الخامس والعشرون ص 274 .

[7] ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينه دمشق ج 3 ص 263 رقم 1338 .

[8] ذخائر العقبى ص 66 ، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص 220 ، والسيد شهاب الدين أحمد بإسناده عن جابر وابن عبّاس في توضيح الدلائل ص 369 مع فرق .

[9] المستدرك على الصحّيحين ج 3 ص 138 ، ورواه الزرندي في نظم درر السمطين ص 108 والكنجي في كفاية الطالب ص 88 .

[10] ر




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.