أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-27
1159
التاريخ: 2023-10-14
1071
التاريخ: 2023-10-01
1039
التاريخ: 2023-09-28
984
|
وعني لاوون بالتشريع كما فعل والده من قبل، وأمر بتأليف لجنة من كبار رجال القضاء لتعيد النظر فيما تم في عهد والده، فظهرت على يد هذه اللجنة ما بين السنة 886 والسنة 892 مجموعةٌ جديدةٌ للقوانين باللغة اليونانية، دعيت الباسيليكة. واللفظ مشتقٌّ من كلمة فسيلفس، لا من كلمة باسيليوس، ومعناه: الشرائع الإمبراطورية (1)، وليس لدينا نسخةٌ كاملةٌ تشمل الكتب السِّتِّين التي تألفت منها هذه الباسيليكة، وجُلُّ ما وصل إلينا نُسَخ متعددةٌ ناقصةٌ، تضم بمجموعها حوالي ثلثي هذا المؤلف النفيس، بيد أن القاضي باتزس Patzes الذي عاش إما في القرن السادس عشر أو الثاني عشر، صنَّف التيبوكيتوس Tipucitus فجعله جدولًا كاملًا لمحتويات الباسيليكة (2). وقد يعود كتاب الأبارخوس الذي وجده العالم السويسراني نيقولا في أواخر القرن الماضي في جنيف إلى عهد لاوون، والأبارخوس لقب حاكم القسطنطينينة أعلى الموظفين الإداريين في الدولة، وكان عليه أن يوطد الأمن في العاصمة وأن يدبر شُئُون جميعِ النقاباتِ الصناعيةِ والتجارية، ومن هنا كانت أهمية هذا الكتاب؛ فإنه يحفظ لنا ما لا نجده في غيره من المصنفات، فهو يصف أنظمتها وسير أعمالها، ويبدأ بنقابة الكتَّاب العدول، ثم يصف نقابات الصاغة، فرجال الحرير، فالكتان والشمع والصابون، والدباغين، والخبازين، واللحامين وغيرهم (3)، وهنالك أكثر من مائة قانون تعود إلى عهد لاوون أيضًا ولكنها لم تدرس بعد درسًا وافيًا (4). وعلى الرغم من هذا الاهتمام بالاشتراع؛ فإن بلاط لاوون السادس الحكيم ظَلَّ مسرحًا للمؤامرات والدسائس طوال مُدَّة حكم هذا الفسيلفس، وتفصيلُ ذلك أن لاوون آثر الاهتمام بتنظيم القوانين على تطبيقها، وشغل بالاستقبالات والتشريفات عن الإشراف على الإدارة، فنفذت كلمة استليانوس تزاوتزس الأرمني الموظف في بلاط باسيليوس الذي كان قد أَيَّدَ لاوون في نزاعه مع والده، وتغاضى عن علاقات لاوون مع ابنته زويه، وعندما أصبح لاوون فسيلفسًا جعل من استليانوس هذا لوغوثيتًا وأعطاه صلاحياتٍ واسعة بحيث أصبح وزيره الأول، وكان استليانوس في نزاع دائم مع أفثميوس الراهب معلم ذمة الفسيلفس، وأصبح الشغل الشاغل لكلٍّ منهما الدس على الآخر. وتُوُفي استليانوس في السنة 698 فنال الحُظوة عند لاوون خصيٌّ عربيٌّ اسمه ساموناس، كان قد تقبل الدين المسيحي، وكشف للفسيلفس مؤامرةً مخيفة؛ فأحبه الفسيلفس وقرَّبه وغمره بالمال، وأفاض عليه الرُّتَبَ والألقاب، وعلى الرغم مِن أنه حاول الفِرار إلى بلاده بأمواله في السنة 904 فإن لاوون اكتفى بإهماله بضعة أشهر، ثم أعاده إلى سابق عِزِّهِ ونُفُوذِهِ، وما فتئ كذلك حتى السنة 911، ففيها ثبت لدى الفسيلفس أن هذا الخصي العربي هو الذي نظم الأهجية الفاضحة بحقه، فصادر الفسيلفس أمواله وحبسه في أحد الأديرة (5)، وأحل محله الخصي قسطنطين البافلاغوني. ويعزو بعض رجال الاختصاص إلى لاوون الحكيم إنشاء سلسلة من القلاع المُحصنة في أماكن متقدمة عند الحدود العربية الإسلامية دعيت كليسورات Clisurae، وكانت الغاية من إنشائها، فيما يظهر، تدعيم الحدود وبث الدعاية السياسية والدينية، وأهم ما أُنشئ منها قام في قبدوقية الشرقية وفي أعالي الفرات (6)، وخسر الروم إكسارخوسية أفريقية؛ لوقوعها في يد العرب، وإكسارخوسية رابينة لوقوعها في يد اللومبارديين أولًا، ثم الإفرنج بعدهم، وفي السنة 754 كانت هذه الإكسارخوسية قد أصبحت نواة مملكة البابا الزمنية، على إثر تنازُل بابينوس عنها وإهدائها لحبر رومة، وفي أوائل القرن التاسع كان لدى الروم عشر ثيمات: خمسٌ في آسية، وأربعٌ في أوروبة، وواحدةٌ بحرية، ويَرى رجالُ الاختصاص أن باسيليوس الأول ولاوون السادس زَادَا عَدَدَ هذه الثيمات، فجَعَلاها خمس عشرة، وأضافا إليها دوقية واحدة، وكليسوريتين، وإرخونيتين، ودليلهم على هذا مأخوذٌ من نص ابن خرداذبه المشار إليه سابقًا، ومن بعض النصوص الأُخرى(7).
...................................................
1- Heimbach, G., Basilicorum Libri.
2- Ferrini, C., Opere de Contardo Ferrini, I, 349–363.
3- Stockle, A., Spatromische und Byzantinische Zunfte, Leipzig, 1911.
4- Monnier, H., Les Novelles de Léon le Sage.
5- Janin, R., Un Arabe minister à Byzance, Echos d’Orient, 1935, 308–318.
6- Gelzer, H., Ungedruckte ⋯ Texte der Notitiae Episcopatum, 562ff.
7- Bury, J. B., Imperial Adm. System in Ninth Cent., 146-147; Diehl et Marçais, Monde Oriental, 448-449.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|