أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-13
887
التاريخ: 2024-09-18
211
التاريخ: 2023-10-29
911
التاريخ: 2023-11-19
996
|
وهكذا عاش البشر في رغد من العيش وبذخ، وكلما زاد ازدهارهم زاد غضب جوبيتر، وأخيرًا استقر على خطة خبيثة للتغلُّب على بروميثيوس، وبمساعدة ابنه فولكان (هيفايستوس الإغريقي) سيد كير الحدادة، ومساعدة الآلهة الآخرين صنع امرأة فاتنة الجمال، اسمها باندورا (كلمة إغريقية معناها «جميع الهدايا»)، ومنحها كل واحد من الآلهة نعمة من الجمال، وأرسلها إلى بروميثيوس، وأرسل معها جرة كبيرة كالتي يُخزَّن فيها الزيت، وأحكم إقفال هذه الجرة، فاشتبه بروميثيوس في وجود خدعة من جانب جوبيتر، فرفض قبول المرأة والجرة، فما كان من جوبيتر إلا أن أرسلها إلى إبيميثيوس، الذي سبق أن حذره أخوه من أحابيل جوبيتر، ولكنه ما إن رأى تلك المرأة ذات الجمال الفائق، حتى غلب على أمره، فقبلها زوجة له. عندما سأل إبيميثيوس باندورا عما بالجرة، قالت: «إنها بائنتي» وكسرا معًا ختم الجرة وفتحاها، وعلى الفور طارت منها سحابة من الشرور؛ جميع الأمراض والمصائب والهموم التي تصيب البشر. فحاوَلَا إعادة الغطاء مكانه، ولكن بعد فوات الأوان، غير أنَّ روحًا واحدة بقيت في الجرة «هي الأمل «. وبالطبع لم يقنع جوبيتر بنتيجة خطته هذه، لقد تأكَّد من إصابة البشر بأضرار وهموم كثيرة، ولكن بروميثيوس ما زال بغير عقاب. فأمر عملاقَيْن بأن يقبضا عليه، كما أمر فولكان الذي أطاعه على مضضٍ بأن يشدَّ وثاق بروميثيوس إلى صخرةٍ عاتيةٍ في جبال القوقاز. ترك بروميثيوس هناك، حيث يأتي نسر ضخم (ويقول البعض إنه طائر جارح آخر)، فينهش بالنهار جزءًا من جسمه، وفي كل ليلةٍ ينمو ذلك الجزء، فيغدو جسمه كاملًا كما كان. قال له جوبيتر بلهجة الأمر: «اخضع لي أطلق سراحك. « ولكن بروميثيوس لم يخضع قط لجوبيتر، ولم يتنازل عن حبِّه للبشر وولائِه لهم. وزيادةً على ذلك نظر إلى المستقبل، فرأى أنه سيأتي إليه في يومٍ ما من يخلصه، وسيكون ذلك المخلِّص من ذرية جوبيتر نفسه. كما رأى أيضًا أن جوبيتر سيُهزم في يومٍ آخر، وأن الإله المنتصر، وهو الإله الحقيقي سيثبت حاكمًا على الكون؛ ولذا تحمل آلامه في صبرٍ دون أن يتملل. وفي تلك الأثناء، قرر جوبيتر أن يتخلَّص من البشر جميعًا بطوفانٍ عظيم. فحذر بروميثيوس ابنه ديوكاليون من مجيء هذا الطوفان، فاختبأ الابن مع زوجته «بيرها» فوق جبل بارناسوس، فلما غمرت الفيضانات المائجة الأرض وجميع سكانها، نجا هذان الزوجان؛ لأن جوبيتر أشفق عليهما على الأقل، وتذكر حياتهما التي لا غبار عليها. عندما انحسرت المياه لجأ ديوكاليون وبيرها إلى معبد للآلهة، حيث كلمهما صوت خفي غامض قائلًا: «أعيدوا تعمير الأرض بالسكان من عظام أمكما.» ففسر ديوكاليون هذا القول بأنه يعني الحجارة، فغطى هو وامرأته رأسَيْهما، وأخذا يرميان الحجارة خلف ظهريهما وهما سائران. فالحجارة التي رماها ديوكاليون صارت رجالًا، والتي رمتها زوجته صارت نساء. فكان هؤلاء تبعًا للأساطير القديمة، أسلاف جميع سكان الأرض اليوم. وصار ديوكاليون ملكًا على أولئك القوم، فعلمهم كثيرًا من الفنون النافعة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|