يعد الفوسفور من المواد المغذية الضرورية، وقد يكون محددة لوجود بعض الكائنات خاصة الأشنيات بالإضافة إلى كونه أساسياً لنمو العظام والأسنان والمحافظة عليها.

عموماً، لا يوجد على شاكلة مركبات غازية ثابتة، إذ تتوزع دورة الفوسفور بين الأوساط المائية والتربة (Endogenic  ) يوجد في المركبات الباطنية بشكل أملاح لاعضوية غير منحلة، وتعد أملاحه مع الكالسيوم الاحتياطي الأكبر للفوسفات في البيئة. تبدأ دورة الفوسفور في التربة بامتصاص النباتات لأملاح الفوسفور غير العضوية من التربة، أو الأسمدة الفوسفاتية، محولة إياها إلى فوسفات عضوي، وتحصل الحيوانات عن طريق أكل النباتات على حاجتها من الفوسفور العضوي. ثم يعود الفوسفور الممتص من التربة إليها ثانية بموت الأحياء ومن بقاياها العضوية، ويكون معظم فوسفات التربة إما مثبتاً أو ملتصقاً على جزيئات التربة، غير أنه تتم خسارة بعضاً منه خلال عملية الغسل المائي منتقلاً إلى المجاري المائية.

في الأوساط المائية، الشكل (1-3)، تقوم الطحالب الطافية أو البلانكتون النباتي phytoplankton التي تعيش في المياه العذبة بالامتصاص السريع للفوسفات غير العضوية المنحلة، محولةً إياها إلى فوسفات عضوية، مقدمةً بذلك الغذاء للبلانكتون الحيواني Zooplankton الذي يستهلك بدوره من قبل الحيوانات الأخرى، ومن بعد موت الأحياء تترسب بقاياها العضوية في قيعان المياه لتتحلل بفعل الكائنات الحية الدقيقة، فينطلق الفوسفور إلى الماء أو يترسب في القيعان وفقاً لقيم pH لوسط ليعيد الدورة من جديد.



تأثرت الدورة الطبيعية للفوسفات بشكل ملحوظ بالملوثات، فالاستخدام المتزايد للمخصبات الزراعية والأسمدة ومخلفات الجسم والمنظفات الكيميائية والمبيدات الحشرية، تطرح كميات كبيرة من الفوسفور في البيئة، ستنتهي في المياه العذبة لتلوثها. وتكون نتيجة الإفراط في كمية الفوسفور في المياه زيادة الطحالب الطافية التي تستهلك المزيد من O₂ المذاب في الماء عند موتها وتحللها، مما يترتب عليه في النهاية نقص في O₂ المنحل في الماء، مهدداً بذلك الكائنات الحية الهوائية، ويسبب خللاً في السلاسل الغذائية الطبيعية. ففي المملكة المتحدة مثلاً، قدرت كمية الفوسفور التي تدخل سنوياً مجارير المياه بحوالي 200 ألف طن، يتسرب منها حوالي %66 إلى مياه الأنهار.