يعد علم البيئة Ecology من العلوم الحديثة ذات المجالات الواسعة التي يصـعب تعريفها، وذلك بسبب تعدد المجالات العلمية التي تنضوي تحت راية هذا العلم. البيئة، هذا المجال الرحب الواسع الذي تعيش فيه الكائنات وتتفاعل معه، مؤثراً ومتأثراً بها، كانت ومازالت تعاني الكثير من المشكلات التي تركت بصماتها فيها. والمشكلات التي كانت طاغية أمس، مثل الأحداث الداخلية للأرض من براكين وزلازل، والظواهر الجوية العنيفة من عواصف وأعاصير، مغايرة لمشكلات اليوم التي باتت تقلق مضاجعنا وتهدد مستقبلنا، حيث يقف الإنسان وراءها لكونها من مخلفات تطوره الحضاري. فبعد الاكتشافات الكبرى والثورة الصناعية، ساء الوضع مع تقدم التقنيات وتكاثر البشر بشكل لا مثيل له، وممارستها لتأثير أكثر فأكثر قوة على عالم الأحياء وأخطر تلك المشكلات التي يعيشها الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته، مشكلة التلوث التي يعاني منها هواؤنا الذي نستنشقه وتربة أرضنا التي نستقي منها مواردنا الغذائية، ومياهنا التي نشرب منها، ونروي مزروعاتنا بها بالاضافة إلى الضوضاء التي لا يجد الإنسان اليوم مهرباً منها.

من هنا نجد أن علم البيئة الذي كان في الماضي مجهولاً أو متجاهلاً، غدا اليوم ضمن المفردات التي يستخدمها إنسان الشارع والعمل المطلوب فعله يتطلب تضافر الجهود جميعها للوصول إلى عالم سليم، وذلك انطلاقاً من العمل الفردي، وهكذا كان مضمون شعار مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة (إستوكهولم، 1972):

Thing Global and act local" ، أي "فكر شمولياً واعمل محلياً"