أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-11
1022
التاريخ: 2024-05-07
730
التاريخ: 2024-06-29
627
التاريخ: 2024-09-01
305
|
لا توجد أدلة كثيرة على أن كليوباترا كانت ترغب في أن تظهر على أنها حاكمة هلنستية في مصر. والاستثناء الوحيد لهذه الملاحظة هو صورتها على العملات وعلى عدد قليل من قطع الرخام، والتماثيل ذات الطابع الإغريقي التي تتخذ شكل صور شخصية ونسبت إليها. ونظرًا لأن العملات لم تكن تُستخدم عادةً في مصر، أفترض أن هذه الوسيلة كانت موجهة إلى جمهور عالمي أو ربما إلى الجيوش التي كانت تحمي الملكة ودولتها. إن استمرار كليوباترا في استخدام اللقب الديني «المحبة لأبيها» يُعتبر أحد الأمثلة على الطابع غير المصري، إلا أن الشعائر الدينية لهذه الحاكمة قد اعتنقها بحماس الكهنة والمعابد المصرية في أثناء فترة حكم بطليموس الثاني؛ ومن ثم أصبحت جزءًا من الشعائر الدينية القومية لأكثر من 200 عام. ومع ذلك نجد في هذا السياق استمرارًا لأحد المفاهيم الإغريقية الأساسية؛ فعلى الرغم من وجود الكثير من الجدل حول أصول الشعائر الدينية الملكية لأسرة البطالمة الحاكمة، فإن حقيقة اشتراك الحكام الهلنستيين المعاصرين مع نظائرهم البطالمة في الألقاب نفسها يشير إلى أن الفكرة كانت موروثة من البلاط المقدوني أو مستوحاة من الإسكندر. من بين الأبحاث التي عُرضت في مؤتمر المتحف البريطاني عام 2003 «إعادة تقييم كليوباترا» (ووكر وأشتون 2003) أُشير إلى عدد من الصور الشخصية المحتملة لكليوباترا على النمط الإغريقي الهلنستي. من المهم التأكيد على أن هذه الصور الشخصية على الأرجح لا تقترب من تصوير الشكل الفعلي لكليوباترا أكثر من صورها على الطراز المصري، فيميل مؤرخو الفن إلى تصنيف هذه الصور على أنها «طبيعانية»، وهذا المصطلح هو أحد المصطلحات المضللة الذي يرتبط بافتراضات داخل الثقافة الأوروبية. تتسم الصورة الأولى على الطراز الإغريقي (ووكر وهيجز 2003: 71 ــ 74) بأنها أصغر من الصور الأخرى المتعارف عليها من الطراز نفسه؛ فيصل طولها إلى 23 سنتيمترًا ولها عنق طويل واضح؛ مما يشير إلى أنها ركبت من قبل على جسد، وربما صُنع من مادة مختلفة. لا توجد معلومات مؤكدة عن مصدرها المصري؛ فقد كان الرأس في البداية ضمن مجموعة في متحف جيميه وتوجد حاليا في متحف اللوفر. تتسم خصلات الشعر المميزة التي تتخذ شكل قوقعة الحلزون وتظهر على جبهة التمثال بأنها أكثر التزاما بالنسق الإغريقي من تلك الموجودة في التماثيل الإغريقية الأخرى التي اعتُبرت تمثل كليوباترا. لوحظت هذه السمة المميزة لأول مرة في شكل أضفي عليه الطابع القديم لصور كليوباترا الثانية والثالثة ثم تكرر استخدامه في بعض التماثيل على الطراز المصري التي اعتُبرت تمثل كليوباترا السابعة (أشتون 2001 أ: 47). يبدو شعر الرأس الموجود في متحف اللوفر قد صفف على شكل خصلات عريضة مربوطة للخلف وترتدي الملكة إكليلا، وهي سمة لا توجد في تماثيل الملكة المصممة على الطراز المصري؛ ففي التماثيل المصرية يكون تصفيف الشعر المتموج مصحوبًا بتموجات منمقة تكون غرة على جبهتها لا تظهر على الصورة علامات الشباب مثل الأمثلة الموجودة في روما أو غيرها التي تظهر كليوباترا السابعة أو ابنتها كليوباترا سيليني في مدينة شرشال في الجزائر ووكر وهيجز 2003: 72). يبدو أن الرأس الذي نتحدث عنه يُظهر سيدة ناضجة، وقد أدى هذا، مع التحليل الأسلوبي، إلى جعل بعض الدارسين يقترحون أن هذه الصورة صُنعت بعد وفاتها (كريلايس 1975: 86). يبدو هذا الاقتراح غير محتمل نظرًا لأن كليوباترا تبدو في صورة ملكة حية أكثر من إلهة. وإذا كان هذا الرأس يمثل بالفعل هذه الملكة على وجه التحديد فمن المرجح أنه صُنع في أثناء حياتها، وقد يُقدم بديلًا لتماثيلها الشابة التي صُنعت في روما (الشكلان 3 - 14 و3-15). أُشير أيضًا إلى أن تاريخ هذا التمثال يرجع إلى حكم كليوباترا سيليني بناءً على التموجات المصففة على شكل قوقعة حلزون، التي نجد مثيلا لها في صور مومياوات القرن الأول الميلادي، لكن كما أشرنا سابقًا يمكننا رؤية هذه السمة أيضًا في صور ترجع إلى عهد كليوباترا الثانية والثالثة والسابعة. يتمثل الفرق الأساسي بين الرأس الموجود في متحف اللوفر وصور كليوباترا الثانية والثالثة في أن ملامحها أكثر نضجا لكنها أنثوية؛ فلا توجد أية إشارة إلى الصور ذات المظهر الذكوري التي نجدها في صور كليوباترا الثالثة تحديدًا في الحقيقة تبدو تماثيل كليوباترا السابعة ذات الطابع الإغريقي أنها تعبر عن محاولة متعمدة للعودة إلى نماذج أوائل القرن الثالث قبل الميلاد (أشتون 2003 أ: 96). فإن صور كليوباترا الشخصية هي هجين من صور الملكات أرسينوي الثانية وبرنيكي الثانية وأرسينوي الثالثة وتشترك في بعض سماتها مع سمات صور والدها، خاصة أنفه وذقنه الناتئ. كذلك يشبه الوجه الممتلئ وجه برنيكي الثانية (أشتون 2003 أ: 80-85)، وبوجه عام لا تختلف الملامح الناضجة الموجودة في رأس متحف اللوفر عن ملامح أرسينوي الثالثة، ومع ذلك نرى في رءوس الملكة المصنوعة على الطراز الإغريقي الموجودة في إيطاليا، الطابع الشاب الذي يحاكي نمط صور أرسينوي الثانية؛ مثلها الأعلى (قارن أشتون 2003 أ: 76-79). يوجد رأس رخامي آخر ضمن مجموعة خاصة لها الأبعاد المعتادة الأقل من الحجم الطبيعي والتي ارتبطت أيضًا بكليوباترا في شبابها (بيانشي 2003: 20، الصورة 6). تماما مثل الرأس الموجود في متحف اللوفر نرى في ذلك التمثال عنقا طويلًا ونحيلًا؛ مما يشير إلى التقليد البطلمي الكلاسيكي المعتاد الذي يتمثل في تركيب صورة الوجه على جسم مصنوع من مادة أخرى. يبدو أن نحت الشعر لم يكتمل أكثر من كون سطحه قد تأكل ما يتفق مع الأسلوب السكندري الذي يتمثل في إنهاء التماثيل الرخامية بطبقة من الجبس (الجص). يوجد إكليل عريض يمكن رؤيته بسهولة؛ مما يشير إلى أن هذا التمثال لشخصية ملكية. توجد علامات مقنعة على أن هذا التمثال يصور وجه كليوباترا السابعة؛ فالفم عابس والذقن واضح المعالم والشكل العام للوجه مستدير والأنف مستقيم والجبهة صغيرة. قورنت هذه الملامح بالملامح الموجودة على العملات التي ضُربت في دمشق عام 36-37 قبل الميلاد (بيانشي :2003: رقم 105)، إشارة إلى أن هذه إحدى صورها المبكرة، ويدعم مظهرها الشاب هذه النظرية. يلفت بيانشي الانتباه أيضًا إلى صورة شخصية أخرى على الطراز الإغريقي توجد أيضًا في مجموعة خاصة (2003: 19، الصورة 5). تُظهر هذه الصورة سيدة أكثر نضجا لديها ملامح أكثر قسوة. حُفرت العينان عميقًا، ويظهر الفم مقوسا لأسفل بالطريقة المعتادة أما الشفتان فرفيعتان جدًّا؛ مما يتسبب في وجود تجاعيد على جانبي الفم. نُحتت عظام الوجنتين أعلى من المعتاد والذقن ناتئ ومدبب في شكل جانبي. تشبه هذه الصورة الشخصية كثيرًا تمثال كليوباترا الشهير الموجود في الفاتيكان، الذي صُنع في إيطاليا (شكل 3-14). الرأس مكسور عند الرقبة؛ لذلك من غير الممكن تحديد إن كان هذا الجزء رُكَّب على الجسم أم كان جزءًا من تمثال كامل. يُقال إن الرأس صُنع في الإسكندرية على أساس الشعر غير المكتمل في أعلى الرأس الذي نُحت بخشونة؛ ولذلك افترض أنه قد وضع عليه في النهاية طبقة من الجبس كجزء من عملية التصنيع المعتادة. أما الشعر الذي يؤطر الوجه فقد نُحت جيدًا ويشمل عقدة كبيرة في مقدمة الرأس. تظهر هذه السمة على وجه الخصوص بشكل أصغر حجمًا في كلٌّ من تمثالي رأس كليوباترا في برلين والفاتيكان (ووكر 2003 ب)، ويُقال إن كليوباترا اتبعت هذا الأسلوب في مرحلة مهمة في أثناء فترة حكمها. من الواضح أن هذه السمة كانت جزءا من الأسلوب الفني الذي طبق في أثناء فترة إقامتها في روما، كما اتضح من تماثيلها سابقة الذكر. توجد سمة مربكة في التمثال المكتشف حديثًا تتمثل في ضفيرة شعر تمتد أسفل عقدة الشعر والشعر المربوط غير المكتمل الموجود في الرأس من الخلف، رغم أنها قد تكون مجرد إكليل. لكن على عكس الشكل المعتاد للإكليل نجد هذا الشكل رفيعًا، مما قد يشير إلى أن الشكل المعتاد العريض للإكليل قد أضيف فوقه وكان مصنوعًا إما من الجبس أو الذهب.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|