خلاصة الكلام على وسط بلاد العرب من سنة 206 إلى سنة 620 بعد الميلاد وعلى مكة والمدينة وشوكة قريش. |
894
01:02 صباحاً
التاريخ: 2023-08-28
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2017
28134
التاريخ: 6-11-2016
2016
التاريخ: 2-2-2017
4297
التاريخ: 2024-01-25
1135
|
كانت بلاد العرب في القرن السابع من الميلاد في أخطار عظيمة من الإمبراطور اليوناني وملك الفرس المتمكنين بحدودها؛ فإن كلا منهما أخذ إقليمًا ألحقه بمملكته، فالتجأت الأمة العربية إلى نجد والحجاز السالمين من تغلُّب الأجانب عليهما، لتظهر بعد على البلاد مع خلو هذين الإقليمين عن دولة منتظمة كدولة التبابعة، بل هما في ذلك الوقت وما قبله في قبضة قبائل متحدة الأخلاق والعوائد، تخاطر بإتلاف أموالها وأنفسها حفظًا لحريتها، فبقي منظر وتاريخ هؤلاء الأقوام الكثيرون مدة قرون كمنظر وتاريخ جماعات قليلة متحدة الكلمة لما بينهم من الترتيب السياسي المؤدي إلى اتحادهم على غيرهم، وإن كان بعضهم منفصلا عن بعض بما يقع بينهم من المنافسات والمشاجرات المقرونة بسفك الدماء. وكانوا متساوين تقريبًا في الأموال لتماثلهم في وسائلها الحربية، ومن استغنى منهم بالتجارات ألجأته العلائق والمخالطات إلى أمور عادلوا بها غيرهم في الغنى. وأعظم تلك القبائل رتبة ذوو السطوة في أعظم مدائن الحجاز وهما المدينة ومكة. وكان المهاجر إلى الحجاز عدة عشائر من بني قحطان اليمنيين، فنزلت جرهم ببطحاء مكة وعاهدوا إسماعيل عليه السلام - ثم غلبوا ولده فأخذوا منه سدانة الكعبة زمنًا طويلًا حتى طردوا عن بطحاء مكة سنة 206 بعد الميلاد؛ لعبادتهم الأوثان المخالفة لما لولد إسماعيل من عبادة الإله الذي اهتدى إليه الخليل. عليه السلام – ونزلت قضاعة في شمال المدينة، ونزل الأزد في منزلة بطن مر التي أسسوها سنة 180 بعد الميلاد، ثم نزلوا البحرين والعراق، وخلفت خزاعة - التي هي فرع من الأزد – بني جرهم في سدانة الكعبة سنة 207 بعد الميلاد، فأحدثوا بمكة أوهاما باطلة منها عبادة هبل أحد 306 صنما داخل الكعبة حتى ارتحلوا، ونزلوا في منزلة بطن مر حين ظهرت قريش وتولى الحكم رئيسهم قُصَيٌّ سنة 440 بعد الميلاد، فجمع القبائل القرشية تحت يده وجعل الحكومة في أيدي جمهور من العرب، وقسم الوظائف المتعلقة بسدانة الكعبة بين فروع العائلة القرشية، وخص هاشمًا بالرفادة والسقاية اللتين هما أكبر تلك الوظائف، واشتهر بتوزيعه على العرب كل يوم الدشيشة المعروفة بالشربة، واتسعت مكة في زمنه، ثم خلفه المطلب ثم عبد المطلب جد النبي (صل الله عليه وآله وسلم) . ونقل إن العمالقة بَنَوُا المدينة فكانت في حيازتهم، ثم في حيازة أقوام من اليهود، منهم بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع، ثم نزلها قبيلتان من الأزد سنة ثلاثمائة وأخذاها سنة 492 بعد الميلاد، وقاوما تبابعة اليمن حين هجموا عليهما، ثم تفاشلا وضعفا بحروب داخلية في سني 497 و520 و583 و615 بعد الميلاد، ثم تحابًا بعد ذلك بخمس سنين، وبايعا النبي (صل الله عليه وآله وسلم). وكانت قبائل اليهود بالمدينة مشتغلة بالتجارة مع الجِدِّ والاهتمام؛ حتى كانت المدينة منافسة في ذلك العصر لمكة التي حجت إليها العرب واحترمتها لاختصاصها بالبيت المقدس حتى بنى أبرهة الأشرم بصنعاء الكنيسة السابقة، وأطاع تبالة والطائف وأغار على الحجاز لهدم الكعبة بأربعين ألف مقاتل فخُذلوا، فتوغل القرشيون حماة مكة إذ ذاك في الأوهام الفاسدة ونسبوا نجاة مكة من أبرهة إلى الأصنام التي يعبدونها، فازداد احترامهم مكة، وصارت إذا ذاك التخت الحقيقي للبلاد العربية، إلا أن الأحكام السياسية لقريش لم تَسِرْ حينئذٍ إلى عرب نجد والحجاز الحاكمين أنفسهم بلا اهتمام بالمصالح الوطنية العامة . مع علمهم بما وقع من القرشيين للنبطيين والحميريين من الإساءة التي لم يَرَوْا طريقًا للنجاة منها سوى اتحادهم التام.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|