أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-10
857
التاريخ: 2023-07-27
1070
التاريخ: 2024-03-26
799
التاريخ: 2023-07-31
959
|
سر التمثيل بالبعوضة
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26].
- عن الصادق (عليه السلام) : «إنما ضرب الله المثل بالبعوضة، لأن البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة
عضوين آخرين، فأراد الله تعالى أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه، وعجيب صنعه» (1).
- عن الباقر (عليه السلام) «فلما قال الله تعالى: «يا أيها الناس ضرب مثل وذكر الذباب في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} [الحج: 73] الآية ، ولما قال: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41] ، وضرب المثل في هذه السورة بالذي استوقد ناراً، وبالصيب من السماء (2).
قالت الكفار والنواصب: وما هذا من الأمثال فيضرب! يريدون به الطعن على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)فقال الله: (يا محمدا (إن الله لاً يستحيي) لا يترك حياء (ان يضرب مثلا) للحق ويوضحه به عند عباده المؤمنين (ما بعوضة) أي ما هو بعوضة المثل (فما فوقها) فوق البعوضة وهو الذباب، يضرب به المثل إذا علم أن فيه صلاح عباده ونفعهم»(3).
- عن ابن مسعود: لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين قوله: «كمثل الذي استوقد ناراً)، وقوله: (أو كصيب من السماء) قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال. فأنزل الله: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً...) إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [البقرة: 27](4).
إشارة: شأن النزول المذكور يتوقف على كون الأمثلة المشار إليها قد نزلت مسبقا. بالطبع إن امثال الآيات السابقة في هذه السورة قد نزلت قبل ذلك، لكن لابد من إحراز سبق الأمثال الواردة في آيات سورة الحج على الآية محل البحث في النزول، وإن كان باقي آيات سورة الحج قد نزل بعد ذلك.
ب: من الممكن أن تكون عبارة (ما فوقها) قد استعملت بمعناها الجامع حيث تشمل «فوق»، بلحاظ الكبر، مثل الذبابة التي هي أكبر من البعوضة، وبلحاظ الصغر، مثل المكروبات الحية التي هي أصغر من البعوضة، وكذلك أبعاض البعوضة وأجزائها؛ نظير جناح البعوضة، حيث ورد في بعض النصوص ما يلى: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافراً ولا منافقاً منها شيئاً»(5) ، فلا محذور من استعمال لفظ «ما فوق» في الجامع؛ كما أن استعماله في أكثر من معنى لا إشكال فيه.
ج: بعد تفسير أبي جعفر الطبري ل (ما فوقها) بالأعظم قال : وقيل في تأويل قوله: (وفما فوقها) في الصغر والقلة... وهذا قول خلاف تأويل اهل العلم، الذين تُرتضى معرفتهم تأويلا القرآن(6).
وهذا الكلام غير صائب؛ لأن الشاهد الباطني والسياق الداخلي هو أفضل شاهد على لطافة هذا المعنى. وقد ذكر هذا الاحتمال أيضاً كل من الزمخشري والشيخ الطوسي رحمه الله(7).
د: الاحتمال القائل: بأن الآية نزلت من دون شأن نزول ليس بالاحتمال القوي؛ إذ أن محتوى الآية ليس من المسائل البرهانية أو المواعظ الأخلاقية الابتدائية، إلاً إذا كان بلحاظ دفع الدخل المقدر؛ لأنه سبق أن اورد مثلان في السورة نفسها، ولكي لا يطعن أحد في التمثيل الإلهي قدم هذا الحكم الجامع بخصوص ضرب الأمثال في القرآن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1. مجمع البيان، ج 1 - 2، ص165؛ وتفسير الصافي، ج 1، ص90
2.راجع سورة البقرة، الآيات 17 - 20.
3. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص167 - 168؛ وبحار الانوار، ج24، ص388؛ والبرهان، ج 1، ص158.
4.الدر المنثور، ج 1، ص103.
5. التمحيص، ص48؛ وبحار الأنوار،ج16، ص284.
6. جامع البيان، ج 1، ص236.
7. التبيان، ج 1، ص113؛ والكشاف، ج1،ص 15 - 116.
|
|
دور النظارات المطلية في حماية العين
|
|
|
|
|
العلماء يفسرون أخيرا السبب وراء ارتفاع جبل إيفرست القياسي
|
|
|
|
|
اختتام المراسم التأبينية التي أهدي ثوابها إلى أرواح شهداء المق*ا*و*مة
|
|
|