المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



بعث سعيد بن العاص بهدايا إلى المدينة وإلى علي  
  
3834   04:45 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد حسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص186-187
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

من اخباره(عليه السلام) في خلافة عثمان أمر الهدية التي بعث بها إليه سعيد بن العاص أيام ولايته على الكوفة من قبل عثمان في جملة من بعث إليهم ، ومر أن ولاية سعيد هذا على الكوفة كانت سنة ثلاثين إلى آخر سنة 33 ، ولا يدري في أي سنة منها كان ذلك .

روى أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني بسنده عن الحارث بن حبيش قال : بعثني سعيد بن العاص أيام ولايته على الكوفة من قبل عثمان بهدايا إلى المدينة وبعثني إلى علي (عليه السلام) وكتب إليه : إني لم ابعث إلى أحد بأكثر مما بعثت به إليك الا أشياء في خزائن أمير المؤمنين ، قال : فاتيت عليا فأخبرته فقال لشد ما تحظر بنو أمية تراث محمد (صلى الله عليه واله) ، اما والله لئن وليتها لأنفضنها نفض القصاب التراب الوذمة ، قال أبو جعفر الطبري هذا غلط انما هو الوذام التربة . وبسنده بعث سعيد بن العاص مع ابن أبي عائشة مولاه بصلة إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : والله لا يزال غلام من غلمان بني أمية يبعث إلينا مما أفاء الله على رسوله بمثل قوت الأرملة والله لئن بقيت لأنفضنها نفض القصاب الوذام التربة ، هكذا في هذه الرواية (اه) .

وفي النهاية قال الأصمعي : سألني شعبة عن هذا الحرف فقلت ليس هو هكذا انما هو نفض القصاب الوذام التربة . تفسير الغريب في هذا الخبر قوله لشد ما تحظر الخ تحظر من الحظر وهو المنع أي لشد ما حازوه ومنعوه غيرهم أو من الحظيرة وهي الموضع الذي يحاط عليه فيمنع ذلك من دخوله ، اي لشد ما جعلوا حظيرة على تراثه ومنعونا منه والضميران في لئن وليتها لأنفضنها يمكن رجوعهما إلى الخلافة أو إلى بني أمية أو بالاختلاف أي لئن وليت الخلافة لأنفضن الخلافة وأنقيها مما دنسها ، أو لئن وليت بني أمية لأنفضن بني أمية ، والظاهر الوجهان الأولان ، ومما فعله لما ولي الخلافة رد قطائع عثمان إلى بيت المال والقصاب بتشديد الصاد المهملة والرواية قد رويت بوجهين كما سمعت والطبري قال إن روايتها على الوجه الأول غلط من الرواة والصواب الوجه الثاني ، وابن الأثير في النهاية تكلف في تفسيرها على الوجه الأول فقال : التراب بكسر التاء جمع ترب بسكون الراء تخفيف ترب بكسرها يريد اللحوم التي تعفرت بسقوطها في التراب ، والوذمة المتقطعة الأوذام وهي السيور التي تشد بها عرى الدلو وقيل أراد بالقصاب السبع والتراب أصل ذراع الشاة ، والسبع إذا اخذ الشاة قبض على ذلك المكان ثم نفضها (اه) فأنت ترى عدم المناسبة بين تفسير التراب وتفسير الوذمة على التفسير الأول والتكلف الظاهر في التفسير الثاني .

 اما على الوجه الثاني للرواية ففي القاموس الوذمة محركة المعى والكرش جمعها وذام ككتاب (اه) والتربة التي سقطت في التراب فان القصاب ينفضها حينئذ لينقيها من التراب .

والرواية لما أخطأ فيها بعض الرواة فقلبها تكلف العلماء في تفسيرها بهذه التكلفات .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.