أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-09
1734
التاريخ: 2023-06-07
972
التاريخ: 2024-11-10
169
التاريخ: 2024-11-10
164
|
كانت القبائل العربية تقطن العراق قبل ظهور الإسلام منذ عصور بعيدة من السنين، وبعد الفتح العربي الإسلامي توجهت عشائر كثيرة عدنانية وقحطانية من شبه الجزيرة العربية إلى ضفاف الفرات، ومن العشائر العدنانية التي اشتهرت فيما بعد في العراق، هي عشائر عنزة، والضفير، وحرب والمنتفك وربيعة، وكعب، وقيس، وعبادة، وتميم، ومن العشائر القحطانية التي ذاع صيتها عشائر الزبيد، والعشائر الطائية، وما يتصل بها من فروع وا وأفخاذ، وقد أسست مجموعة من هذه العشائر أحلافاً وأمارات عربية وقفت في وجه المحتلين وناضلت من أجل استقلال العشيرة عن السلطة الحاكمة الأجنبية. وتقسم القبائل العراقية إلى قسمين:
- القسم الأول: العشائر البدوية الصرفة التي كانت تهيم في حيز غير محدود من الأراضي وتعتمد على تربية الأبل في معيشتها. وقد اشار الفرنسي سوفبوف الى ان البدو الرحل يعيشون في الصحاري وهم منقسمون الى قبائل ويمارسون تربية المواشي بشكل رئيس، وتشكل الخيول والحمير والماعز والاغنام ثروتهم.
-القسم الثاني: العشائر شبه المستقرة التي كانت تعتمد في معيشتها على تربية المواشي، أو حراسة البضائع أو نقلها.
كان حوالي ثلث العشائر تقريباً يعيش أو يتجول في المنطقة المطرية في الشمال، بينما كانت بقية العشائر تقطن أو تتنقل في أواسط العراق وجنوبه حيث المنطقة الأروائية. من جهة أخرى كانت سهول أربيل ووديان سليمانية تضم أكبر عدد من القبائل الكردية المستقرة. وفي أعالي الجبال كانت تستقر وتتجول القبائل المتنقلة منها والمشتغلة في الرعي. أما سهول الجنوب والوسط فأنها كانت موطأ للقبائل العربية المتنقلة وشبه المستقرة، وقسم من هذه العشائر كان يتنقل بين بغداد والعمارة بمحاذاة نهر دجلة ويعيش قسم منها في الصحراء الممتدة بين الفرات، ونجد وهذه العشائر برمتها كانت تسكن الخيام وتعتمد على تربية الخيل والجمال وتحتفظ بمراعيها الخاصة تتجول فيها بحثاً عن الكلأ والماء، ولم تترك هذه العشائر أماكنها طالما كانت الماشية تجد ما تأكله من عشب وما تشربه من ماء. إن العشائر العربية في العراق حافظت باستقلاليتها على وجه العراق العربي ووقفت بشموخ في وجه الغزاة المحتلين من مغول، وجلائريين، وتركمان وصفويين ومنعتهم من توسيع نفوذهم خارج المدن التي أحتلوها، حتى سقطت بغداد بيد العثمانيين عام 1534م، وهؤلاء حاولوا فرض سيطرتهم على الأطراف وإخضاع العشائر لهيمنتهم، إلا أن كثيراً من القبائل لم ترضخ للمحاولات القسرية للدولة العثمانية بل وقاومتها، حتى اضطرت الدولة إلى مهادنة بعضها والاعتماد على بعضها الآخر في حروبها. أن من الصفات التي اشتركت بها القبائل في العراق هي الانتقال من مكان إلى آخر سواء كان ذلك بشكل واسع أو محدود ضمن ديرة القبيلة، وكذلك الزعامة الرئيسة حيث كان يتزعم القبيلة الأم شيخ رئيس له صلاحيات واسعة منها اتخاذ القرار بالارتحال من مكان إلى آخر، وعندما كانت القبيلة تنوي الانتقال كان يعقد اجتماع في خيمة الشيخ الرئيس حيث يتم الاتفاق على تحديد يوم التحرك وموضع النزول الجديد، وحين الوصول إلى المكان المتفق عليه يختار شيخ القبيلة محل نزوله وتحدد كل أسرة مكان خيمتها ثم يجري اقتسام المرعى على أساس عدد الماشية، ولذلك فأن أحسن الأقسام كانت تخصص لأفراد القبيلة المتنفذين الذين يملكون عدداً أكبر من الجمال والخيل، أما تدبير شؤون المخيم فكان يقع بالدرجة الأولى على النساء حيث كن يقمن بأكثر الأعمال صعوبة فهن اللواتي يحلبن الماشية ويغزلن الصوف وينسجن البسط بالإضافة إلى نصبهن الخيام. كانت الخيمة في العادة تنقسم إلى قسمين أحدهما للرجال والآخر للنساء، ويضم النصف الأول السلاح والسروج، في حين أن النصف الثاني يستخدم للنوم ويشغل كمطبخ ومستودع للمؤنة حيث تخزن فيه أكياس المؤن وكافة اللوازم الضرورية، من جرن خشبي لطحن البن، وعدد من الدلال والفناجين وأواني وملاعق خشبية ورحى ومجمرة وقرب للماء والحليب. وكانت الحياة اليومية لأفراد القبائل قاسية جداً فطعامهم كان يتألف من الرز والدخن والشعير والحنطة، وكانوا يتزودون بها من المدن مرة أو مرتين في السنة بمبادلتها بالمنتجات الحيوانية ، أما اللحم فكان بالنسبة لهم ترفاً لا يؤكل إلا في المناسبات، كما أن ظروف الحل والترحال ظلت كما هي لم تتبدل طيلة قرون عديدة وكثيراً ما نشبت العداوات والمنازعات بين القبائل من أجل امتلاك المراعي، وسرعان ما كانت تلك المنازعات تتحول إلى صراعات دموية تشمل عدداً غير قليل من القبائل المتحالفة بعضها مع البعض الآخر، وإن الكوارث الطبيعية كالجفاف والبرد) كانت هي الأخرى تؤدي إلى أيقاع الضرر بأفراد القبائل وممتلكاتهم من الإبل والماشية الأخرى. لقد اتسعت المنازعات بين القبائل في العراق في نهاية القرن التاسع عشر بسبب فشل السلطة العثمانية الضعيفة في فرض هيمنتها على العشائر العراقية، لذا كانت القبيلة الأقوى تخضع الأضعف ويتخذ هذا الخضوع شكل الحماية، وتقوم القبيلة المحمية بدفع الإتاوة وتسمى (الخوة) لمن يحميها، لذلك ظلت التجمعات القبلية مثل المنتفك وبني لام والخزاعل وربيعة وحدة سياسية كاملة حتى نهاية السيطرة العثمانية على العراق. ومن جهة أخرى خضعت منطقة شمالي العراق لعدد من رؤساء العشائر الكردية بعد الاحتلال المغولي لبغداد عام 1258م، وأسس كل من هؤلاء أمارة سميت باسم عشيرته رغم انضواء عشائر أخرى تحت لوائه، وظلت هذه الأمارات تتأرجح في نفوذها وقوتها، حتى اشتهرت منها في العهد العثماني: الأمارة الصورانية في هوديان ثم حرير، وأخيراً في راوندوز، والأمارة البابانية في السليمانية، والأمارة البهدنانية في العمادية، والأمارة البوتانية في جزيرة أبن عمر، ولم تستطع إمارة واحدة من هذه الأمارات العشائرية أن تفرض سيطرتها على الأمارات الأخرى جميعاً. لقد اتسمت نظرة العثمانيين تجاه العشائر بالشك العميق، فقد درج موظفو العاصمة العثمانية والولايات على استخدام اوصاف الذم والاستخفاف بحق العشائر، اذ نظروا تجاههم انهم مجرد اناس غارقين بالجهل، وذوي سلوك همجي وغير متحضر. لقد كانت نظرة الدولة العثمانية الى القبائل بوصفها خطرا بالغ الفعالية على الرفاه الاقتصادي للسلطنة، من خلال التهرب من دفع الضرائب. فالقبائل في الواقع شكلت عبئا على الخزينة من ثلاث طرق هي:
1. انخفاض قدرة المنتجين على دفع الضرائب اثر اغارة القبائل على المزارعين وسكان البلدات.
2. التخوف من الغارات ادى الى تراجع الانتاج الاقتصادي نتيجة لتقلص مساحة الارض المزروعة فضلا عن اعاقة التجارة.
3. ارتفاع كلفة دعم القوات المسؤولة على الامن التي وقف على عاتقها ردع مثل تلك الغارات.
لقد سعى العثمانيون للعمل على تغيير طبيعة القبائل عبر توطينهم في الارض وتشجيعهم على الانتاج وبالتالي الاسهام في زيادة عائدات الدولة بدلا من استنزاف الخزينة.
لقد عمل السلطان عبد الحميد الثاني بسياسة تعزيز الولاء القبلي لصالح السلطنة من خلال انشاء مدرسة للعشائر في اسطنبول، وهي بمثابة مدرسة داخلية خاصة لتعليم ابناء زعماء القبائل البدوية العربية. وقد كانت هذه المدرسة اداة سياسية لكسب ولاء القبائل، وقد تم افتتاح المدرسة في 4 تشرين الاول 1892 ومن العراق ارسل طلاب من ابناء العشائر المختلفة مثل شمر وربيعة وزبيد والدليم، والسعدون، والسواعد، وبني لام، والمياح.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|