أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-2-2022
1686
التاريخ: 16/9/2022
1311
التاريخ: 8-6-2017
2354
التاريخ: 16-11-2021
2994
|
انتهى العام الدراسي، قلّت الانفعالات والتحركات الناشئة من الامتحانات وسكنت. حصل التلاميذ والأطفال الصغار والناشئين والبالغين على الهدوء والسكون مرة ثانية. لا يوجد خبر بعد الآن عن عدم النوم والسهر والاضطراب والضغط من قبل الوالدين والمربين. المحلات والشوارع التي كانت مزدحمة وبعض التلاميذ الذين كانوا يدرسون على النور في الشوارع والحدائق، والبعض الآخر كانوا ينشغلون باللعب وكرة القدم بحجّة الدراسة، فرغت تقريباً منهم.
الأطفال ينامون براحة وهدوء ليس لديهم تكاليف وبرامج ويمتلكون هدوئاً وسكوناً. أما ما هو المستتر فان هذا الهدوء والسكون هو ان المسألة مستترة عن الأنظار وستتضح بسرعة.
العالم الداخلي للأطفال
يا ليت أننا نعرف ما يدور في داخل الأطفال. ويا ليت كنّا نعرف ما هو المستتر خلف هذه الوجوه البشوشة من القلق والاضطراب. وعلى العكس ليس هناك آمال وسكون في قلوب الآخرين وما هي الرؤية التي تصوّروها لنجاحهم وشهادتهم والدرجات التي اكتسبوها.
أغلب الأطفال يعرفون بعد الامتحانات ما فعلوه وعملوه، هل هم ناجحون أم مكملون أم راسبون. الذين لم يكسبوا درجات جيدة يقرأون آية اليأس من الآن، يتكلّمون عن صعوبة الامتحان، عن الاسئلة التي كانت غير موجودة في الكتاب، عن قسوة المعلم في الصف والامتحان، عن الأسلوب الخاطئ للتدريس و... حتى يحضّرون ذهن الأب والأم لقبول الشرائط ونتائج الامتحان.
الرؤية المبهمة عن نتائج الامتحان تجعل البعض في قلق وتشويش. لأنهم لا يعرفون ما فعلوه في الامتحانات؟ هل الأجوبة التي كتبوها كانت صحيحة أم خاطئة؟ هل هم ناجحون أو مكملون أو راسبون؟
هؤلاء في هذه المرحلة يحتاجون الى الحماية والعطف. من الضروري أن يقول لهم الآباء انهم لا يقلقون، كل ما كان انتهى، قلقهم واضطرابهم في غير محله وليس له سبب. يجب أن يفكروا الآن في واجباتهم ومواقفهم الجديدة وما يجب أن تكون.
موقف الوالدين
الآباء والأمهات يجب أن يفكروا في الموقف الذي يجب أن يتخذه بالنسبة الى أطفالهم؟ أن نجح ابنهم في الامتحان فماذا يجب أن يفعلوا؟ أن رسب في عدة دروس فماذا يجب أن يفعلوا؟ وأن رسب فما هو الموقف الذي يجب أن يتخذوه؟
برأينا الموقف الذي يتخذه الوالدان في هذا المجال له دور مهم وأساسي. في بعض الموارد من الممكن أن نعمل عملاً من غير تفكير وتدبّر وبالنتيجة نوجد للطفل اموراً تبقى آثارها الى آخر العمر وحتى تمهد للاخفاقات البعدية للطفل.
من الممكن أن يتعامل بعض الآباء والأمهات ببرود أو خشونة عند ملاحظة شهادة الطفل. من الممكن ان لا يظهر الطفل في تلك اللحظة رد فعل، ولكن ذكراها ستبقى دائماً في ذهن الطفل أو لدينا أشخاص يرون أن سر موفّقيتهم أو أخفاقهم في جميع أوقات الحياة هو من تلك المسألة.
الأساليب في ملاحظة النتائج
على أي حال أنتم عاجلاً أم آجلاً سترون نتائج أبنائكم، ماذا يجب أن تعملوا أمام ذلك؟ لا شك أنكم بمعرفتكم لأبنائكم تعرفون ماذا يجب أن تفعلوا. ولكننا أيضاً على أساس المعرفة المختصرة والتجارب التي لدينا، نعرض أساليباً نرجوا أن تكون رعايتها مفيدة لكم ولأبنائكم.
1ـ الاهتمام عند رؤية الشهادة: المسألة الأولى هي أن تهتموا لنتائج امتحانات أبنائكم، تجعلوا لها قيمة وتهتموا لملاحظة شهادة أبنائكم، اخبروا أبنائكم بأنكم ستذهبون الى المدرسة لاستلام شهادته.
ان استلم أبنكم لشهادته من المدرسة وأتى بها إليكم، فأنكم تستطيعون أن تعرفوا من قسمات وجهه وحالته، ما فعله وما هو الموجود في شهادته. مع ذلك خذوا الشهادة من يده وتأملوها بدقة.
لاحظوا درجاته، انظروا اليها، توجّهوا الى درجات كل درس، بل حاولوا التأمل في درجة كل درس، قيسوها مع درجاته الماضية. شاهدوا معدّله الامتحاني، لاحظوا درجة سلوكه و... وأخيراً خصصوا له وقتاً حتى يدرك أنكم تهتمون الى امتحانه.
2ـ في حالة نجاحه: أن نجح الطفل في الامتحان، أظهروا فرحكم وبشاشتكم على وجوهكم ابتسموا واضحكوا له. واشكروه لأجل الجهود والمساعي التي بذلها، فهّموه انكم مسرورون من هذا الوضع وتريدون منه ان يكرر ذلك العمل.
أنتم تستطيعون أن تستفيدوا من هذا الوضع استفادة تربوية. اذكروا له أن حاصل عمله وجهده لا يضيع، الجهود والفعّاليات المنظمة والتي تكون في وقتها ستعطي فوائدها وسيجني الانسان نتائجها عاجلاً أم آجلاً.
خصّصوا له جائزة. على قدر الامكان-، ولا تنسوا أن المهم هي نفس الجائزة لا ثمنها وقيمتها. على هذا الأساس لا تفكروا أن تكون الجائزة ثمينة حتماً. قدموا له شيئاً تستطيعون أن تستمروا عليه في السنوات الآتية وأن تعملوا عملاً مشابهاً، ومن المؤكد انكم يجب أن تنتبهوا الى العمر والجنس وأنتم تعرفون حتماً أن طلبات البنين تختلف عن البنات وغير متساوية. خصّصوا للبنات نوعاً من الجوائز وللبنين نوعاً آخر.
أما هذه الجوائز والهدايا لا تمنع أن نذكّره درجاته الضعيفة الموجودة في شهادته. ولكن وكّلوا هذا الأمر الى اليوم الآتي. اجعلوه يلتذّ بنجاحه الى مدة وينتهي بها. بعد ذلك نبهوه على أنه من اللازم أن يجبر درجاته الضعيفة بالفعالية والجهد لعدة ساعات في الاسبوع حتى يضمن نجاحه في السنوات الآتية.
3ـ في حالة الرسوب في بعض الدروس: من الممكن أن يرسب ابنكم في درس أو عدة دروس من الطبيعي في تلك الحالة أنه خجول من نتائج امتحانه وقلق من موقفكم الذي تتّخذوه وما هو العمل الذي تعملوه.
المصلحة هي أن تبرزوا عدم رضاكم وأسفكم من هذه الأوضاع ولكن لا تحتاجون الى التأديب لأن ما صار قد صار، وجهكم العبوس والقلق يفعل ما يجب أن يفعله.
من الممكن أنكم ذكّرتموه وتكلّمتم معه من شهور قبل الامتحانات حول دروسه وحتى أخطرتموه ووبختموه ونبهتموه عن نتائج الكسل والفشل. وهو لم ينتبه الى توجيهاتكم وأصيب بهذا الوضع.
هنا من الضروري أن نلومه بدون عصبية وغضب أي ـ وكما يقول المثل العامي - (نرش الملح على جروحه)، ونشدد من الآمه وأحزانه حتى ينتبه الى نفسه ويفهم ما فعل وما هي عاقبته.
لكن لا تفرّطوا في الملامة، بعد أن حطمتم قلبه اسعوا الى ترميمه. وقفوا الملامة بسرعة ونبّهوه انه لا حيلة له إلا أن يبدأ بالسعي والجهد مرة ثانية لجبران ما فات.
شجّعوه باستمرار حتى يمكنه في بداية اي عمل وجهد جديد يستطيع ان يجبر الماضي أو على أقل تقدير يستطيع أن يسد أمام الضرر، اعطوه وعداً بأنكم ستهيئون له موجبات العمل والسعي وتحفظون كرامته.
استميلوه الى أنفسكم وشجعوه واعطوه الجرأة، هيّأوا له برنامج عملي واطلبوا منه ان ينتبه الى كلامكم في هذه المرة ويحيي كرامته المهدورة والتي فقدها ولكن راقبوه حتى ينجح في الامتحانات بأعماله وجهوده الصيفية. ان سأل من الآخرين عن نتائج امتحاناته، اسعوا الى أن تجيبوا عن سؤاله أنتم لأجل انشاء علاقة عاطفية بينكم واختلقوا أعذاراً لعدم نجاحه واستصغروها واذكروا أنه سيجبر ذلك في هذا الصيف.
4ـ في حاله الرسوب: من الممكن ان يكون ابنكم راسباً. سيكون وضعه في تلك الحالة سيّئ وقلق. من الممكن أن لا يحضر أمامكم ويخفي نفسه لمدة طويلة عن أنظاركم.
برأينا، في هذه الحالة التأديب والضرب ليس في محله، بل من الممكن ان لا يكون هنا مجالاً للّوم والملامة أيضاً، خصوصاً لو كنتم أنتم غير مراقبين لعمله ودرسه في طول مدة السنة الدراسية ولم تهيئوا له الامكانات والأدوات اللازمة أو لم تنبّهوه ولم توجّهوه الى الجهة الصحيحة.
لا شك أن ابنكم مقصر في هذا المجال ولم يؤد الجهود اللازمة ولكننا لو كنا منصفين فسنرى أننا أيضاً مقصرين في هذا المجال. نحن أيضاً لم نكن آباء وأمهات ملتزمين به ولم نقدم له المساعدة والحماية اللازمة في وقتها. لو كنا نراقب أعماله لم يصل الى هذه الأوضاع وهذه المرحلة، على أي حال لا نلقي اللوم على كاهله فقط، فلو جهدنا وسعينا معه في طول السنة الدراسية وذكّرناه ونبّهناه لما حصل هذا الشيء ولكنّه تكاسل وفشل، فمن الطبيعي أن تلوموه وتوبخوه ولكن بشرط ان لا يصل الى حد الأفراط.
أظهروا تأثركم وتأسفكم من رؤية شهادته الدراسية ولكن سيطروا على أعصابكم اسعوا الى عدم اتخاذ موقف حاد وحتى لا تتكلموا بكلمات اليأس، لا تشرعوا بالسب والشتم ولا تبعدوه عن أنفسكم كالوالدين الجاهلين.
اطلبوا منه أن يأتي اليكم في الليل وأفهموه بالتأوّه والتأسف أنه كيف تلف سنة من عمره وكيف أخر نفسه عن الحياة والخدمة والرشد. أفهموه بأن الآن وقت مناسب لاكتساب التجربة، يجب أن يعتبر من هذه الخسارة ويمهّد الطريق إلى النجاح.
5ـ الدرجات الامتحانية الضعيفة: أطفالكم ان كانوا راسبين أو مكملين وحتى في بعض الأحيان وان كانوا ناجحين فأن لهم درجات ضعيفة في بعض الدروس التي لا يستطيع أن يعتمد عليها في استمرار دراسته. ماذا يجب أن نفعل؟
برأينا يجب ان تتنكروا درجاته التي أقل من (14و15)(1)، يجب التفكير جيداً لأجل نموه. من الممكن أن لا تكون لكم القدرة لأن تأتوا له بمعلم خصوصي ولكنكم تستطيعون أن تجبروا هذا الخلل بأساليب أخرى من جملتها:
ـ ضمّه إلى المؤسسات التي خصّصتها الدولة لأجل هذه الأشياء.
ـ الانتفاع من الأصدقاء والمعارف والأقرباء الذين يدرسون في مراحل أعلى.
- تحريضه على قراءة الكتب الدراسية وكتابة المسائل التي لا يعرفها حتى يسأل عنها فيما بعد من شخص مطّلع.
- أنتم أصلح الأشخاص لمساعدته أن كنتم دارسين وتفهمون دروسه. لو خصّصتم ساعة من يومكم لأجله فأن ذلك كاف له، ومن الطبيعي أنكم لو كنتم عملتم هذا العمل على طول السنة الدراسية، لما خسر سنة من دراسته وعمره.
مسألة الصيف
على أي حال، الآن وقت الصيف. ذلك الفصل الذي كان ينتظره الطفل من عدّة شهور وكان يتكلم عن الانتفاع من فرصته ويعد له الأيام حتى كان له كلام معكم ومع أصدقائه عن ذلك، وكان يخطط للأعمال التي يجب أن ينجزها في ذلك الفصل.
أيام الصيف أيّام مفرحة للأطفال، أيّام الفرح والنشاط، أيّام الوعود أيّام الاستراحة والفراغ، أيّام النزهة والسرور، والأهم من تلك كلها، أيّام عدم الدرس والواجبات الدراسية، أيّام الحياة بدون مشاكل، وأيّام عدم سماع كلام التأنيب والتوبيخ من المعلم.
هو فرح لأنه غير مجبور على اليقظة من النوم في الصباح المبكّر ويرتب نفسه ويذهب الى المدرسة ويستمع الى أوامر المعلم والمعاون ونواحيهما. مهما كان محيط المدرسة مفرحاً ومرضياً فأنه محيط غير مساعد للأطفال، لأن يوجد فيه القيود والمؤاخذة والأمر والنهي ومراقبة النفس. وللأطفال الضعفاء في الدرس هو محيط المصائب ومحيط الآلام والشقاء. لهذا كثيراً من الأطفال يرون جميع آمالهم وأمانيهم مستخلصة في فصل الصيف ويتوهّمون أن أيّامهم ستكون أحلام.
أيّام القلق والأضطراب
فصل الصيف أيام القلق والاضطراب لكثير من الوالدين والمربّين، أيّام المزاحمة والاحساس بالألم، أيّام الاضطراب والحيرة بسبب الاحساس بالخطر على أبنائهم. الأطفال لا يجعلون لأنفسهم قيوداً وموانعاً في هذه الأيام ويخلقون لأوليائهم مشاكلاً بذهابهم وأيّابهم الى المحلة والشارع بمطلق حريتهم.
يعلم قدر المعلم والمدرسة في فصل الصيف. لأن الآباء يرسلون أبنائهم منذ الصباح الى المدرسة في الأيّام الدراسية ويرون أنفسهم بريئي الذمة من مراقبتهم والحفاظ عليهم. اعتمادهم واطمئنانهم على المدير والمعاون والمعلم وخادم المدرسة، كلهم يراقبون أبنائهم. هؤلاء مرتاحون وغير قلقين على أبنائهم لأنه لا توجد مشكلة حادة وصعبة لأبنائهم وان كسرت يده وكسر رأسه فأنهم أولاً يرون أنفسهم محقين على مسؤولي المدرسة وثانياً مطمئنين أن أولياء المدرسة سيبدأون بالعلاج فوراً.
أما في الصيف أن بقي الطفل في البيت فهي مشكلة وأن خرج الى المحلة والشارع فهي مشكلة أخرى. حيث الخطر والشجار والاصطدام بالسيارات والدرّاجات والتنازع مع الاخرين والغرق في المسبح والنهر، والمعاشرة السيئة لأصدقاء السوء و... وهذه أمور تسبب القلق والاضطراب الشديد عند العوائل.
أيام الاحساس بالمضايقة
الكثير من الآباء والأمهات يحسبون أيّام الصيف أيّام المشاكل والمضايقة لأنفسهم. خصوصاً إذا كانت بيوتهم صغيرة. وعدد أفراد العائلة كثير. فالأطفال الصغار يريدون اللعب، تراهم ساعة يتنازعون ويصرخون ويوجدون الفوضى، وحينها ستغضب الأم وتتحطم أعصابها وترى أن حياتها مضطربة. الأطفال والفوضى والنزاع. ماذا نستطيع أن نفعل؟
الكثير من الآباء والأمّهات يفكرون في كيفية اتمام هذه الأيام وكيف ينهون هذه الليالي والأيام وكيف يملأون الفراغ الذي يعيشه أبنائهم في هذه الأيّام؟ كيف يشغلون هؤلاء؟ لذلك يتمنون أن يصل شهر مهر(2) حتى يذهب الأطفال الى المدرسة بسرعة وتخمد شرورهم وحركاتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ على فرض ان الدرجة النهائية هي (20)، كما هو الحال في بلد المؤلف ـ إيران -. المترجم.
2ـ وهو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية الشمسية. وهو يقابل الشهر العاشر (تشرين الأول) من شهور السنة الميلادية. وهو الشهر الذي يتوجه فيه التلاميذ إلى المدارس. وتبدأ فيه السنة الدراسية الجديدة ـ المترجم ـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|