أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2017
8034
التاريخ: 6-1-2023
1081
التاريخ: 15-1-2016
2132
التاريخ: 20-4-2016
4051
|
«في البداية لم يكن الطفل يعرف شيئاً عن المحيط الذي يحيط به ، ولكن سرعان ما تولد في نفس علاقة خاصة بالأشياء من حوله والأشخاص المحيطين به، ومن بين هؤلاء الأشخاص تعتبر الأم هي الأقرب إلى الإنسان ، حيث تعتبر في أغلب الثقافات الشخص الأهم الذي يراه الإنسان طوال عمره . ثم يأتي بعد الأم من حيث الأهمية الأب ثم باقي أفراد الأسرة ، وفي مثل هذه الدائرة المحدودة يصقل فكر الإنسان وذهنه ليدخل حياة حقيقية ، ومن هنا فلا غرابة من أن يولي علماء النفس والاجتماع والمحللون النفسانيون كل هذه الأهمية للسنين الأولى من حياة الطفل ومحيطه» .
«وتتسع دائرة الأسرة لتشمل الأصدقاء ثم تتسع أكثر فأكثر لتشمل أصدقاء المدرسة والمعلمين والكثير غيرهم من خارج دائرة الأسرة ، ولكل منهم أثره في جعل الطفل إنساناً إجتماعياً»(1) .
الطفل وسلوك الآخرين:
«يقول «كولي» في كتابه «الطبيعة الإنسانية والنظام الإجتماعي» : إن الإنسان يكشف ذاته من خلال احتكاكه بأعضاء أسرته ، وتأتي هذه المعرفة من خلال مراقبة سلوك الآخرين تجاه الذات . يعني أن الطفل يكشف ذاته في بادئ الأمر، ثم يحدد وضعه كإنسان من خلال تقييم تصور الآخرين وسلوكهم تجاهه، ولهذا اعتبر «كولي» تصور الطفل تجاه نفسه بأنه مرآة لشخصيته».
«لا يمكن للطفل أن يلمس حقيقة وجوده داخل محيطه ، وربما رأى من خلال سلوك الآخرين وتصرفهم معه ، نفسه أفضل أو أسوأ مما هو عليه)).
«ويعتقد عالم النفس الأمريكي «ستانلي هال» أنه حتى طريقة مناداة الطفل من قبل أفراد أسرته أو أصدقائه قد تترك أثراً كبيراً على تصوره تجاه نفسه ، فالطفل الذي تناديه أمه بـ «الملاك» ، يتكون لديه تصور عن نفسه يختلف كثيراً عن ذلك التصور الذي يكونه عن نفسه طفل تناديه أمه بـ «الحقير»»(2) .
التربية الواعية:
تنفذ الأخلاق الاجتماعية حسنة كانت أم سيئة وكذلك صفات التآلف مع البيئة إلى أعماق الإنسان، ويبرز استعداده للتآلف الاجتماعي عبر عاملين، الأول عامل الإدراك والوعي، والثاني عامل اللاإدراك واللاوعي.
بعض هذه الصفات الاجتماعية يسعى المربون والمحيطون بالطفل إلى تعليمه إياها وتذكيره بها مراراً وتكراراً ، هذه الصفات من شأنها أن تنفذ إلى اعماق الطفل عبر عامل الإدراك والوعي ، وشيئاً فشيئاً يعتاد الطفل عليها ويجعلها أساساً في حياته الاجتماعية ، كأن تقول الأم لابنها، كن نظيفاً ، اغسل يديك ووجهك، احسن جلوسك أمام الآخرين، لا تكن ثرثاراً ، أو يقول المعلم لتلميذه ، لا تعبث بحقيبة زملائك ، لا تؤذ رفاقك ، احترم معلمك، كن مؤدباً في صفك وما إلى ذلك من أمور .
والبعض الآخر من الصفات يكتسبها الطفل دون وعي أو إرادة من محيط الأسرة والمدرسة والزقاق والحي، وذلك دون أن يعلمه أحد ودون رغبة منه، مثلا إذا كان طابع الخوف والجبن مسيطراً على الأبوين في المنزل، أو كان الأبوان يؤمنان بالخرافات والأوهام، أو كان المعلم في المدرسة بذيء الأخلاق واللسان، او كان طابع الظلم مسيطراً على الجيران والرفاق، فإن الطفل سيقع لا محالة تحت هذه التأثيرات من حيث لا يدري ولا يرغب ، فيصبح إنسانا جباناً مؤمناً بالخرافات بذيء الأخلاق واللسان ظالماً ، وعلى أساس ذلك تتشكل طبائعه الاجتماعية .
ولا بد من القول إن محيط الأسرة والمدرسة والزقاق والحي له تأثير كبير في تكوين أخلاق الطفل وطبائعه ، ويشكل هذا المحيط مهما كان وضعه سليماً أو سقيماً أسس شخصية الطفل، ويفتح له استعداداته الاجتماعية ، فالبيت والمدرسة والزقاق والحي ، الكل يشارك في إعداد الطفل منذ انطلاقته لحياة اجتماعية يتكيف فيها مع محيطه.
_______________________
(1) علم الاجتماع ، لصاموئيل كينغ ، ص 101.
(2) نفس المصدر، ص 102.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|