المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الزيادة للمد
18-02-2015
Promotion to subject
2023-03-14
أنواع العقوبات
7-8-2022
تلوث البيئة بالمبيدات الكيميائية الحشرية
2023-11-04
مدينة عمان وتاريخها
2-2-2016
هل الملائكة أقرب إلى الله تعالى أو أهل الأرض ؟
25-11-2019


الطفل والأسرة  
  
1439   02:21 صباحاً   التاريخ: 2023-06-15
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص73ــ75
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

«في البداية لم يكن الطفل يعرف شيئاً عن المحيط الذي يحيط به ، ولكن سرعان ما تولد في نفس علاقة خاصة بالأشياء من حوله والأشخاص المحيطين به، ومن بين هؤلاء الأشخاص تعتبر الأم هي الأقرب إلى الإنسان ، حيث تعتبر في أغلب الثقافات الشخص الأهم الذي يراه الإنسان طوال عمره . ثم يأتي بعد الأم من حيث الأهمية الأب ثم باقي أفراد الأسرة ، وفي مثل هذه الدائرة المحدودة يصقل فكر الإنسان وذهنه ليدخل حياة حقيقية ، ومن هنا فلا غرابة من أن يولي علماء النفس والاجتماع والمحللون النفسانيون كل هذه الأهمية للسنين الأولى من حياة الطفل ومحيطه» .

«وتتسع دائرة الأسرة لتشمل الأصدقاء ثم تتسع أكثر فأكثر لتشمل أصدقاء المدرسة والمعلمين والكثير غيرهم من خارج دائرة الأسرة ، ولكل منهم أثره في جعل الطفل إنساناً إجتماعياً»(1) .

الطفل وسلوك الآخرين: 

«يقول «كولي» في كتابه «الطبيعة الإنسانية والنظام الإجتماعي» : إن الإنسان يكشف ذاته من خلال احتكاكه بأعضاء أسرته ، وتأتي هذه المعرفة من خلال مراقبة سلوك الآخرين تجاه الذات . يعني أن الطفل يكشف ذاته في بادئ الأمر، ثم يحدد وضعه كإنسان من خلال تقييم تصور الآخرين وسلوكهم تجاهه، ولهذا اعتبر «كولي» تصور الطفل تجاه نفسه بأنه مرآة لشخصيته».

«لا يمكن للطفل أن يلمس حقيقة وجوده داخل محيطه ، وربما رأى من خلال سلوك الآخرين وتصرفهم معه ، نفسه أفضل أو أسوأ مما هو عليه)).

«ويعتقد عالم النفس الأمريكي «ستانلي هال» أنه حتى طريقة مناداة الطفل من قبل أفراد أسرته أو أصدقائه قد تترك أثراً كبيراً على تصوره تجاه نفسه ، فالطفل الذي تناديه أمه بـ «الملاك» ، يتكون لديه تصور عن نفسه يختلف كثيراً عن ذلك التصور الذي يكونه عن نفسه طفل تناديه أمه بـ «الحقير»»(2) . 

التربية الواعية:

تنفذ الأخلاق الاجتماعية حسنة كانت أم سيئة وكذلك صفات التآلف مع البيئة إلى أعماق الإنسان، ويبرز استعداده للتآلف الاجتماعي عبر عاملين، الأول عامل الإدراك والوعي، والثاني عامل اللاإدراك واللاوعي.

بعض هذه الصفات الاجتماعية يسعى المربون والمحيطون بالطفل إلى تعليمه إياها وتذكيره بها مراراً وتكراراً ، هذه الصفات من شأنها أن تنفذ إلى اعماق الطفل عبر عامل الإدراك والوعي ، وشيئاً فشيئاً يعتاد الطفل عليها ويجعلها أساساً في حياته الاجتماعية ، كأن تقول الأم لابنها، كن نظيفاً ، اغسل يديك ووجهك، احسن جلوسك أمام الآخرين، لا تكن ثرثاراً ، أو يقول المعلم لتلميذه ، لا تعبث بحقيبة زملائك ، لا تؤذ رفاقك ، احترم معلمك، كن مؤدباً في صفك وما إلى ذلك من أمور .

التربية اللاواعية :

والبعض الآخر من الصفات يكتسبها الطفل دون وعي أو إرادة من محيط الأسرة والمدرسة والزقاق والحي، وذلك دون أن يعلمه أحد ودون رغبة منه، مثلا إذا كان طابع الخوف والجبن مسيطراً على الأبوين في المنزل، أو كان الأبوان يؤمنان بالخرافات والأوهام، أو كان المعلم في المدرسة بذيء الأخلاق واللسان، او كان طابع الظلم مسيطراً على الجيران والرفاق، فإن الطفل سيقع لا محالة تحت هذه التأثيرات من حيث لا يدري ولا يرغب ، فيصبح إنسانا جباناً مؤمناً بالخرافات بذيء الأخلاق واللسان ظالماً ، وعلى أساس ذلك تتشكل طبائعه الاجتماعية .

أسس الشخصية :

ولا بد من القول إن محيط الأسرة والمدرسة والزقاق والحي له تأثير كبير في تكوين أخلاق الطفل وطبائعه ، ويشكل هذا المحيط مهما كان وضعه سليماً أو سقيماً أسس شخصية الطفل، ويفتح له استعداداته الاجتماعية ، فالبيت والمدرسة والزقاق والحي ، الكل يشارك في إعداد الطفل منذ انطلاقته لحياة اجتماعية يتكيف فيها مع محيطه.

_______________________

(1) علم الاجتماع ، لصاموئيل كينغ ، ص 101.

(2) نفس المصدر، ص 102. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.