علم حرمة القرآن
المؤلف:
السيد مرتضى جمال الدين
المصدر:
الفرقان في علوم القران
الجزء والصفحة:
ص173-175
2023-06-13
1760
ان توقير القرآن واحترامه من توقير الله تعالى لانه كلامه ،فزيادة الشرف بشرف النسبة له جل وعلا ، وهكذا كل ماهو مرتبط به عائد اليه من رسله وملائكته وكتبه وبيته فهي حرمات الله ومن تمام شكر النعمة عرفان الحرمة ، ومع ذلك فقد الزم الله المكلفين بتكاليف الاحترام الواجب للقرآن الكريم .
فقد ورد وَ قَالَ الْقُرْآنُ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ وَقَّرَ الْقُرْآنَ فَقَدْ وَقَّرَ اللَّهَ وَ مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْقُرْآنَ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحُرْمَةِ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ عَلَى اللَّهِ كَحُرْمَةِ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ
وَ قَالَ يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ تَحَبَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِتَوْقِيرِ كِتَابِهِ يَزِدْكُمْ حُبّاً وَ يُحَبِّبْكُمْ إِلَى خَلْقِهِ يُدْفَعُ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ شَرُّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ يُدْفَعُ عَنْ تَالِي الْقُرْآنِ بَلْوَى الْآخِرَةِ وَ الْمُسْتَمِعُ آيَةً مِنْكِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ ثَبِيرِ ذَهَبٍ وَ لَتَالِي آيَةِ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ إِلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السُّفْلَى([1])
لا سيما وان رسول الله J وهو يستشرف المستقبل يعلم ما ينتهك من تلك الحرمات :
في الخصال عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صل الله عليه واله وسلم ) يَقُولُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ يَشْكُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُصْحَفُ وَ الْمَسْجِدُ وَ الْعِتْرَةُ، يَقُولُ الْمُصْحَفُ: يَا رَبِّ حَرَّقُونِي وَ مَزَّقُونِي وَ يَقُولُ الْمَسْجِدُ: يَا رَبِّ عَطَّلُونِي وَ ضَيَّعُونِي، وَ تَقُولُ الْعِتْرَةُ: يَا رَبِّ قَتَلُونَا وَ طَرَدُونَا وَ شَرَّدُونَا، فَأُجْثُوا لِلرُّكْبَتَيْنِ لِلْخُصُومَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِي أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ[2].
إن رسول الله عندما يتكلم بالغيب فإنه لابد وأن يتحقق هذا الامر على ارض الواقع ، وقد تحقق بعد شهادته ، نعم حُرقَ المصحف، ومُزق فقد حرق عثمان المصاحف ،ومزق معاوية القرآن عندما رفعه على الرمح ،وكذلك مزقه الوليد عندما جعله غرضا يتراشقه بالسهام ، واما مسجد رسول الله ص فقد عطلوه عن وصيه وضيعوا تعاليمه ، واما العتره فخبرها اشهر من ان يذكر.فهل بقيت حرمة لكتاب أو بيت ،أو لعترة نبي .
أليس القرآن والكعبة والمسجد والعترة رموز الاسلام، فلماذا أنتهكت؟
ولاجل زيادة الحرمة للقرآن ألزم الله عباده بواجبات شرعية اتجاه القرآن ، بل حَملَّهم تكاليف خاصة بحرمة القرآن ، ومع ان مصادر هذا العلم متوفرة في تراث اهل ، واكدت عليه رسائل مراجعنا الكرام إلا انه لم يحض باهتمام الباحثين.
واليك بعض النصوص والفتاوى:
- تحريم مس كتابة القرآن على المحدث بالحدث الاكبر كالجنابة والحيض والنفاس ،وكذلك بالحدث الاصغر كالبول والغائط والريح والنوم .
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (عليه السلام ) قَالَ: الْمُصْحَفُ لَا تَمَسَّهُ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ وَ لَا جُنُباً وَ لَا تَمَسَّ خَيْطَهُ وَ لَا تُعَلِّقْهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ([3])} [الواقعة 79]
الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عليه السلام ) فِي قَوْلِهِ {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } قَالَ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَ الْجَنَابَاتِ وَ قَالَ لَا يَجُوزُ لِلْجُنُبِ وَ الْحَائِضِ وَ الْمُحْدِثِ مَسُ الْمُصْحَفِ .
- كراهة مس مابين السطور والهامش اذا لم يكن طاهرا ([4])
- حرمة قراءة العزائم الاربعة للمحدث بالحدث الاكبر ([5]).
- وجوب ازلة النجاسة عن ورق المصحف وخطه بل عن جلده
- يحرم كتابة القرآن بالمركب النجس (الدم )
- لا يجوز اعطاء القران بيد الكافر
- يحرم بيع المصحف الشريف على الكافر على الاحوط الا اذا كان لارشاده ([6])
يحرم اخذ المصحف لارض العدو
([1])جامع الأخبار(للشعيري)، ص: 41
[2] الخصال، ج1، ص: 175ح232
([3])وسائل الشيعة، ج1، ص: 385
([4]) مسألة 235 : يكره لها الخضاب بالحناء ، أو غيرها ، وحمل
المصحف ولمس هامشه وما بين سطوره ، وتعليقه .
([5])ويكره قراءة ما زاد على سبع آيات من غير العزائم ، بل الأحوط استحبابا عدم قراءة شئ من القرآن ما دام جنبا ، ويكره أيضا مس ما عدا الكتابة من المصحف
([6])مسألة 16 : لا يصح على الأحوط بيع المصحف الشريف على الكافر ويحرم تمكينه منه فيما إذا كان في معرض الإهانة والهتك وأما إذا كان تمكينه لارشاده وهدايته مثلا فلا بأس به ، والأحوط استحبابا الاجتناب عن بيعه على المسلم فإذا أريدت المعاوضة عليه فلتجعل المعاوضة على الغلاف ونحوه ، أو تكون المعاوضة بنحو الهبة المشروطة بعوض
الاكثر قراءة في آداب قراءة القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة