المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



حملة نادر خان على العراق عام 1733.  
  
1395   02:11 صباحاً   التاريخ: 2023-06-04
المؤلف : د. أيناس سعدي عبد الله.
الكتاب أو المصدر : تاريخ العراق الحديث 1258 ــ 1918.
الجزء والصفحة : ص 314 ــ 322.
القسم : التاريخ / التاريخ الحديث والمعاصر / التاريخ الحديث والمعاصر للعراق / تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني /

كان ظهور نادر قلي الذي عرف فيما بعد بنادر شاه في إيران ايذانا بتحولات عسكرية وسياسية مهمة في المنطقة، عانى منها العراق الكثير. فقد استطاع هذا القائد المغامر الذي ينتمي الى قبيلة افشار التركمانية ان يستغل حالة الفوضى والتمزق التي سادت ايران على اثر الغزو الافغاني والروسي والعثماني، ليوسع نفوذه بصفته زعيما لقبيلته من ناحية، وحاكما على احدى مدن خراسان، فادعى انه يتوسع باسم سيده طهماسب ميرزا المدعي بالعرش الصفوي، فضم خراسان وبلاد الافغان مما دعا بالشاه طهماسب الى ان يجعله قائدا عاما لقواته ومنحه لقب طهماسب قلي خان أي عبد طهماسب، وتمكن نادر خان من الحاق الهزيمة بقوات الافغانيين التي كان يتزعمها اشرف خان في معركة مهماندوست عام 1725، فتخلى على اثرها الافغان عن العاصمة اصفهان منسحبين الى شيراز، ودخل نادر خان بقواته اصفهان واعلن عودة الحكم الصفوي الى ايران ثم تحرك لملاحقة القوات الافغانية في حتى عام 1730، ففي ناحية شمال شرق شيراز حدث الصدام المتوقع بين قوات الطرفين، فكان النصر حليفا لنادر خان وتقهقر الافغان نحو بلادهم الاصلية بعد ان فقدوا معظم قواتهم وقائدهم اشرف خان نفسه. وبعد هزيمة الافغان وسقوط اصفهان، وجه نادر خان اهتمامه صوب العثمانيين، الذين كانوا يسيطرون على مناطق من غربي ايران فقام بمهاجمة الحامية العثمانية في نهاوند عام 1730 ، ثم تقدم واستولى على همذان و اردلان وكرمنشاه، وعلى مناطق الشمال وعاصمتها ، تبريز، كما اجبر طهماسب الثاني على أن يطلب السلطان العثماني اعادة المقاطعات التي هي تحت السيطرة العثمانية وهدد بالحرب في حالة رفض السلطان ذلك وارسل طهماسب وفدا إلى الباب العالي لغرض عقد صلح بين الدولتين وقد نجح الوفد الايراني في عقد صلح مع الدولة العثمانية، نص على المقاطعات الايرانية إلى طهماسب الثاني مقابل دفع ايران ما صرفته الدولة العثمانية من اموال عند فتحها هذه الاقاليم، لقد اثار توقيع السلطان احمد الثالث على المعاهدة، السخط والغضب لدى الراي العام العثماني الذي اتهم السلطان بالضعف  والعجز، وقام الانكشاريون بتمرد على السلطان اسفر عن خلعه، وتنصيب محمود الأول (1754-1730م)، فقام محمود الأول بإصدار فرمان إلى احمد باشا والي بغداد بقيادة حملة على ايران، يبدو انه قصد من وراء ذلك امتصاص نقمة الراي العام الهائج من جراء توقيع الصلح المذكور ، وقد استطاع احمد باشا أن يلحق هزيمة منكرة بالشاه طهماسب في كورجان قرب همدان التي ما لبثت أن سقطت بيد العثمانيين في 18 ايلول 1731م وبعدها سقطت تبريز في 15 تشرين الثاني 1731م ، وقد اضطر الشاه طهماسب إلى أن يطلب الصلح من احمد باشا الذي وافق على ذلك، وتنازل بموجب الصلح الذي عقد في 10 كانون الثاني 1732م عن كثير من الاراضي الايرانية لصالح العثمانيين. لقد رفض نادر خان الاعتراف بالصلح، واتخذها حجة لخلع طهماسب الثاني وتنصيب ابنه الطفل عباس الثالث، الذي كان صبيا لا يتجاوز عمره ثمانية أشهر، على أن يكون هو وصيا عليه، وكانت الخطوة التالية هي عقد معاهدة مع روسيا عرفت باسم معاهدة رشت 1732م، وقد امنت هذه المعاهدة حدود إيران الشمالية بعد هذه الخطوات التفت نادر خان إلى خصومه العثمانيين فبعث برسالة إلى السلطان العثماني يصرح فيها عدم اعترافه بالصلح، كما بعث برسالة اخرى إلى احمد باشا والي بغداد يخبره بانه سيقود جيشه المظفر الى بغداد. سارع والي بغداد احمد باشا الى تحصين مواقع الحدود في درنة، ومندلي، وبدرة، وعزز حامياته في زهاب وقصر شيرين ثم أصلح مراكز الدفاع الموجودة في سور بغداد. تحشدت قوات نادر خان في همدان وتجمع لديه قوة تقدر بـ 100000 مقاتل فسار بهذه القوة الى كرمنشاه ودخلها بسهولة لان حاميتها لم تقو على الصمود، وبعد ان ترك مدافعه الثقيلة وامتعته في ماهي دشت تقدم صوب زهاو وتمكن بسهولة من تدمير قوات احمد باشا باجلان الكردي وتسخير قلعته في زهاو، وبعد هذا الانتصار عبرت قواته الحدود العراقية وأنظم الى قواته لطف علي بك نائب حكومة اذربيجان ودخلت القوات الايرانية الى قلا جولان قرب السليمانية الحالية. واخذت القوات الايرانية تزحف نحو مدن العراق من عدة جهات عام 1733م بهدف فتح جبهات عسكرية متعددة امام احمد باشا والي بغداد فقد توجهت قوة ايرانية باتجاه كركوك - اربيل عن طريق درنه نحو شهرزور، بقيادة لطفي بيك كوسه احمد لو، كما قاد نركز خان حملة باتجاه الموصل، وكان الهدف من ارسال قواته الى كركوك والموصل من اجل قطع اتصالها مع بغداد وقد اضطرت القوات في محوري كركوك - اربيل والموصل الى التقهقر بعد ان تكبدت خسائر فادحة وقتل قائد القوات المهاجمة للموصل. أما نادر خان قد وصل إلى طوز خورماتو، وهناك عقد اجتماعا حربيا مع قادة الجيش الايراني وتقرر في هذا الاجتماع، توزيع الجيش الايراني على الشكل التالي:

1. فرقة عسكرية ترابط في كفري وقره تبه.

2. فرقة عسكرية تتوجه نحو كركوك وترابط فيها.

3. فرقة عسكرية ترابط في داقوق.

بعد هذا الاجتماع، زحف نادر خان نحو بغداد، وفي طريقه هاجم القرى المنتشرة في اطراف طوز خورماتو، وقيل انه امر بإجلاء عشيرة البيات إلى خراسان، ويتحدث احد المعاصرين لهجوم نادر خان على بغداد عن الاعمال الوحشية التي قام بها الجيش الايراني عند احتلاله لكركوك، فقصف القلعة كان يبدأ منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس واستمر الحال هكذا مدة عشرة ايام حتى استسلمت القلعة، وقد قام جيش نادر بمجزرة فظيعة في القلعة قتلوا كل من صادفهم رجلا كان أو امرأة وبعدها توجهت القوات الايرانية نحو (قوريا) وهي قرية تبعد عن القلعة بمسافة قصيرة، فقتلوا غالب سكانها، واتلفوا مزروعاتهم، ثم توجهت هذه القوات إلى قرية بشير ، فوضع السيف في رقاب اهاليها، والذين كانوا نحو الفي نسمة، ولم ينج منهم إلا القليل ممن استطاع الهرب إلى القفر المسمى (براوون)، وكان الجيش الايراني يتلقى اوامره من مقره الكائن في ( يو خاري زيوه ) . أما نادر خان، فقد زحف نحو بغداد، وعند وصوله إلى شهربان تصدى له جيش عثماني قوامه 12 ألف جندي، غير انه استطاع أن يهزمهم، ثم مر ببهرز ثم إلى بغداد التي اغلقت أبوابها منتظرة مصيرها المجهول. فرض نادر خان حصارا قاسيا على بغداد، كما بعث بقواته نحو سامراء والكاظمية في 3 كانون الأول 1733م، وقد استعان نادر خان بمهندس اوروبي كان يرافق حملته في انشاء جسر عائم من جذوع النخيل على بعد عدة اميال من شمال بغداد، وذلك لتمكين القوات الايرانية من العبور الى الجانب الغربي من نهر دجلة، اذ امر احمد باشا سكان جانب الغربي بالانسحاب العام إلى الجانب الشرقي، ليكونوا في حماية سورها المنيع، وقد صحب هذا الانتقال هلاك كثير من الناس من جراء الازدحام، خاصة الشيوخ والاطفال. وفي اثناء ذلك قامت ارتال من القوات الايرانية قد بعثها نادر خان باحتلال سامراء والحلة وكربلاء والنجف والحسكة (الديوانية). قد عمت المجاعة بغداد حتى اضطر الناس إلى اكل الحيوانات الميتة وامتصاص دمائها ومضغ جلودها أرسل نادر خان إلى علماء بغداد، مفتي الجيوش الايرانية، ومعه رسالة يقول فيها بانه يحملهم ما يجري للناس من مجاعة وهلاك ويطلب منهم الاستسلام. وهنا لجأ احمد باشا إلى خطة رائعة بان جمع كل الخبز الموجود في بغداد، وعرضه على الوفد الايراني الذي اعتقد أن كل الاشاعات عن مجاعة بغداد هي مختلفة وغير صحيحة، إلا أن هذه المداعبات لم تكن لتخفف من ازمة المجاعة الشاملة التي تعيشها بغداد، وتداعي معنويات البعض الخائف من المستقبل، خاصة وان نادر خان كان يرسل بعض الارتال من جيشه الاصلي إلى اطراف بغداد ثم يأمرها بالعودة، لكي يوهم اهل بغداد، بوصول نجدات عسكرية جديدة له وعلى هذا فلم يكن من المستغرب أن يتسلل بعض اتباع احمد باشا إلى جيش نادر خان في الليل بالرغم من محاولات احمد باشا لرفع معنوياتهم عن طريق منشوراته بقرب وصول امدادات عسكرية من الباب العالي. لقد دام حصار بغداد سبعة، أشهر، ولولا صمود السكان وحنكة احمد باشا العسكرية، وشجاعته الفائقة لكانت بغداد في قبضة نادر خان، إلا انه استطاع أن يصمد للحصار القاسي، لحين وصول طوبال عثمان على راس جيش كبير لإنقاذ بغداد من نادر خان. كلفت الدولة العثمانية طوبال عثمان باشا (أي عثمان الاعرج) قيادة الجيش نحو بغداد واعطائه صلاحيات غير محدودة، فتجمعت تحت رايته قوات ضخمة اختلفت المصادر في تحديد عددها. سلك طريق ديار بكر - الموصل ثم كركوك، واستغرق مسيره ستة أشهر، وربما يعود السبب في تأخره إلى جهله بالموقف الحرج في بغداد، ومن كركوك بعث برسالة احمد باشا يخبره بوصوله، وعندما قرا احمد باشا رسالة الاعرج، لم يصدقه جنده حتى اضطر إلى عرض ختم وتوقيع القائد الاعرج. وقد تسلم طوبال عثمان في كركوك رسالة من نادر خان تمنى فيها له رحلة سريعة نحو حتفه، وهدده بانه سيقبض عليه، كما يقبض على الطفل في مهده، ثم أرسل له رسالة اخرى لا تختلف كثيرا عن الأولى. سلك طوبال عثمان في سيره طريق كركوك - بغداد، وقد عمد القائد العثماني الى تتبع تحركات نادر خان عن كتب بوساطة جواسيسه الذين كانوا يراقبون التحركات العسكرية لجيش نادره شاه ويوافونه باخر المعلومات الاستخبارية. فقد وصلت اخر الاخبار العسكرية لطوبال عثمان بان نادر خان قد ترك في بغداد اثني عشر الف جندي وتوجه نحو غربها، فاسرع طوبال عثمان الى السيطرة على موارد الماء في دجلة والتمركز حولها منتظرا وصول نادر خان وفي صباح يوم 18 تموز 1733 اصبح الجيشان العثماني - الايراني وجها لوجه في موضع بالقرب من الدجيل، وفي اليوم التالي اندلعت معركة عنيفة احرز في بدايتها نادر خان انتصارا ساحقا على الجيش العثماني الذي بدأ يتقهقر ويتراجع نحو الخلف، تاركا بعض المدافع غنيمة لنادر خان، ومما زاد من سوء وضع الجيش العثماني انسحاب بعض بيكات الاكراد من ساحة المعركة فاصبح الجناح الأيمن للجيش العثماني مكشوفا للجيش الايراني الذي ركز هجومه عليه، ازاء هذه الحالة اضطر طوبال عثمان إلى استدعاء جيشه الاحتياطي المؤلف من عشرين الف جندي، وزج بهم في ساحة المعركة التي بدأت تميل في صالح العثمانيين لقد كان الجيشان يحاربان في ظروف جوية صعبة، من تصاعد الغابر الكثيف في اجواء المعركة، واشعة الشمس المحرقة، اضافة إلى ذلك أن الجيش الايراني كان يحارب في حالة عطش شديد بسبب سيطرة الجيش العثماني على موارد الماء، وقد سقط نادر خان مرتين من جواده وهرب لوائه من ساحة المعركة لاعتقاده أن نادر قد قتل. بعد تسع ساعات من الحرب العنيفة، لاحت بوادر الهزيمة في الجانب الايراني، وقد فر نادر خان من ساحة المعركة مجروحا، بعد أن ترك جثث قتلاه في ميدان القتال، إذ بلغت خسائره أكثر من ثلاثة الاف قتيل حسبما تشير إلى ذلك المصادر الايرانية نفسها. أما المصادر العثمانية فتبالغ في تقدير عدد القتلى، فتوصل هذا العدد إلى خمسة عشر ألف قتيل، وبعضها 30 ألف قتيل، والسبب في مبالغة هذه المصادر يرجع إلى مفاخرة مؤرخي الدولة العثمانية بأنزال ضربة قاصمة بخصمهم نادر خان. وفي اللحظة التي سمع بها احمد باشا بانتصار طوبال عثمان على خصمه، اندفع نحو الحامية المحاصرة لبغداد، فقتل الكثير منهم، وفر الباقون نحو إيران تاركين جميع معداتهم غنيمة لأحمد باشا. لقد رجع طوبال عثمان إلى بغداد، ودخلها بدون ابهة وحاشية واستقبله الاهالي استقبالا رائعا وتوافد عليه الاهلون ويظهرون فرحهم على زوال خطر نادر خان، عنهم وغادر بغداد متوجها إلى كركوك، وقيل إن احمد باشا هو الذي عرض عليه مغادرة بغداد، لقلة المؤن عنده. إن هزيمة نادر خان، كان من المؤكد ستؤثر على سمعته أولاً كقائد عسكري محنك، ويفقد نادر خان تلك الشعبية التي يتمتع بها بين الايرانيين ثانيا، غير انه عمل كل ما في و على اعطاء صفة شرعية لهزيمته، معزيا ذلك إلى انها مشيئة الله) يجب أن تقع، كما دفع لكل جندي فقد حصانه عشرة ،تومانات، وبعد ثلاثة اشهر من هزيمته امام طوبال عثمان، اصبح نادر خان مستعدا للحرب من جديد بجيش اقوى من السابق ومجهز بأحدث الاسلحة وبإعداد تفوق ما كانت عليه في السابق بهذا الجيش زحف نادر خان من همدان في 2 تشرين الأول 1733م متوجها نحو العراق، وقد تصدى له قرب زهاب جيش عثماني قوامه عشرين الف مقاتل بقيادة ممش باشا إلا انه استطاع أن يهزمه ثم توجه إلى منطقة سليمان بك ومنها إلى كركوك حيث يمكث خصمه طوبال عثمان. لكن نادر خان لم يتعرض لخصمه، بل زحف نحو سورداش كما أرسل بعض القوات نحو اق دربند في محاولة لجر طوبال عثمان الخروج من كركوك، وفي الوقت نفسه أرسل نادر خان محمد خان قاجار على راس جيش كبير لفرض الحصار على بغداد التي كانت لا تزال تئن تحت المجاعة. لقد قرر طوبال عثمان خوض المعركة غير المتكافئة، وعند سهل ليلان جنوبي شرقي كركوك التقت القوات العثمانية بالصفوية في 24 تشرين الأول 1733، ودارت معركة عنيفة عند مضيق اق دربند ، بالرغم من أن الجيش العثماني كان قليلا قياسا إلى جيش نادر خان، فقد استطاع أن يحرز في بداية المعركة بعض الانتصار، غير أن الخيالة الفرس استطاعوا التوغل إلى عمق الجيش العثماني، مما اضطر القائد الاعرج أن يترك مكانه، ويمتطي جواده ليصد هجوم الجيش الايراني إلا انه سرعان ما سقط من جوداه وخر صريعا في ساحة المعركة ثم استسلم بقية الجيش العثماني لنادر خان. إن مقتل طوبال عثمان، بهذه الصورة المؤلمة، لا ترجع إلى اخطاء من الرجل نفسه وانما انعكست مساوئ الباب العالي على الموقف. وان من اسباب هزيمة طوبال عثمان في هذه المعركة مع نادر خان هو نتيجة انتصار عثمان في النزاع الأول مع نادر خان فقام بتسريح الكثير من جنده مما جعل الميزان العسكري يميل إلى جانب الايرانيين فضلا عن مرض طوبال عثمان الذي طلب من الباب العالي اعفاءه من قيادة هذه الحملة، كل هذه العوامل جعلت المعركة غير متكافئة بين الطرفين لا من حيث العدد ولا العدة. لقد احتل الايرانيين بعد معركة ليلان شهرزور ودرنه وكركوك أما نادر خان فقد طلب من بعض قواته المرابطة في سامراء بقيادة حاكم لورستان بابا خان بالاستيلاء على المدن المهمة في جنوب العراق مثل الحلة والنجف وكربلاء من اجل منع ايصال التموينات الى القوات العثمانية المتبعثرة بعد هزيمتها. ثم توجه نحو بغداد التي توقعت عودته إليها، وكانت الاوضاع فيها ليست جيدة اذ ما ان وصل نبأ مقتل عثمان باشا طوبال اليها حتى ساد الهلع فيها، وارتفعت اسعار المواد الغذائية. اما احمد باشا فقد سارع بترميم اسوار بغداد وتحصينها، ولم يسمح للهاربين من جيش طوبال عثمان الدخول إلى بغداد، كما أصدر احمد باشا اوامره بالسماح لكل من يرغب ترك بغداد واللجوء إلى الاطراف، وبعث هو بعائلته إلى البصرة. كان والي بغداد الذي ادرك صعوبة مقاومة القوات الايرانية قد قرر الدخول في مع نادر خان مفاوضات في كانون الأول 1733 ، مع ذلك بدا حصار الاخير لبغداد في كانون الثاني 1734م، غير أن هذا الحصار لم يدم طويلا إذ اضطر نادر خان إلى رفع الحصار بسبب حدوث تمرد في شيراز بقيادة محمد تقي بلوش، فتم استئناف المفاوضات التي انتهت باتفاق بين الطرفين على صلح يتضمن نقاط لا تخرج عن الاعتراف بالحدود التي رسمت بموجب معاهدة زهاب 1639م، والتسريح العام للأسرى من الطرفين، اضافة إلى تسهيل مهمة الحجاج الايرانيين للعتبات المقدسة. ان معاهدة الصلح هذه لم تحظ بتصديق الحكومة العثمانية في اسطنبول مما ادى الى تجدد الحرب بين الطرفين لاسيما وان نادر خان استطاع ان يقضي على الاضطرابات في ايران، وقد نجح نادر خان الحاق هزيمة اخرى بالجيش العثماني قرب قارص في 18 حزيران 1733 ، ونجح في الاستيلاء على تفليس وكنجه ويريفان كما ارسل قوة للسيطرة على البصرة بقيادة لطيف خان قائد الاسطول الايراني، الذي استطاع الدخول إلى شط العرب على راس اسطول صغير يتألف من ثلاث سفن كبيرة من نوع الغراب، و 50 سفينة صغيرة من صنف الترانكي وعدد من الزوارق، كما اصدر اوامره إلى ايراني بالزحف عن طريق البر لمساعدة الاسطول الايراني في احتلال البصرة، غير أن قائد الاسطول الايراني قام بالزحف نحو البصرة قبل وصول القوات الايرانية البرية، وعندما علم متسلم البصرة، بأمر توجه الاسطول الايراني نحو البصرة، طلب من مقيم شركة الهند الشرقية الانكليزية مارتن فرينج وضع السفينتين العائدتين إلى الشركة وهما رويل جورج ودين تحت تصرفه، وعندما رفض المقيم طلبه ، استولى المتسلم عنوة على السفينتين وامر مائتي من الجنود لامتطائها والتوجه لملاقاة لطيف خان واستطاع المتسلم عن طريق السفينتين مواجهة الاسطول الايراني في منطقة ضيقة من شط العرب واستمر تبادل اطلاق النار ثلاثة ايام، اضطر الاسطول الايراني في الاخير إلى الانسحاب. لقد أعقب انسحاب نادر خان من البصرة الى توقيع معاهدة القسطنطينية في 17 تشرين الأول 1736 بين الدولة العثمانية وإيران بقيادة عاهلها الجديد نادر شاه الذي توج شاها لإيران في 18 شباط 1736. وقد اقرت المعاهدة حدود عام 1639 بين الدولتين ونصت على تبادل السفراء بينهما، وكان ذلك لأول مرة، فضلا عن امتيازات حصلت عليها إيران بشأن زوارها الى العتبات المقدسة، وحقها في تعيين امير للحج، وتبادل الأسرى.

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).