أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1246
التاريخ: 2024-05-09
593
التاريخ: 10-12-2014
1703
التاريخ: 11-10-2014
1663
|
قال تعالى : {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 52] .
كان اليهود ينتظرون مجيء المسيح بموجب ما بشّرهم به موسى ، قبل أن يولد. ولكنّه عندما ظهر ، وتعرّضت مصالح جمع من الظالمين والمنحرفين من بني إسرائيل للخطر ، لم يبق معه إلاَّ نفر قليل ، بينما تركه الذين احتملوا أن يؤدّي قبولهم دعوة المسيح والتقيّد بالقوانين الإلهية إلى ضياع مصالحهم.
بعد أن أعلن عيسى دعوته وأثبتها بالأدلّة الكافية ، أدرك أنّ جمعاً من بني إسرائيل يصرّون على المعارضة والعصيان ولا يتركون المعاندة والإنحراف { فَلَمَّا أَحَسَّ (1) عِيسَى مِنْهُمُ} ، فنادى في أصحابه و (قال مَن أنصاري إلى الله) فاستجاب لندائه نفر قليل. كانوا أطهاراً سمّاهم القرآن بـ «الحواريّين». لبّوا نداء المسيح ولم يبخلوا بشيء في سبيل نشر أهدافه المقدّسة.
أعلن الحواريُون استعدادهم لتقديم كلّ عون للمسيح ، وقالوا : (نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنّا مسلمون).
لاحظ أنّ الحواريين لم يقولوا : نحن أنصارك. بل لكي يعربوا عن منتهى إيمانهم بالتوحيد وليؤكّدوا إخلاصهم ، ولكن لا يشمّ من كلامهم أيّ رائحة للشرك ، قالوا : نحن أنصار الله ، ننصر دينه ، ونريدك شاهداً على هذه الحقيقة ، لعلّهم قد شمّوا منذ ذلك اليوم رائحة الإنحراف في المستقبل وأنّ هناك من يستدعي الوهيّة عيسى من بعده ، فسعوا ألاَّ يكون في كلامهم ما يمكن أن يتذرّعوا به. ضمناً نلاحظ أن الحواريين عبّروا في كلامهم عن كونهم مسلمين ، وهذا يدلّ على أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء (عليهم السلام).
وهنا ميّز المسيح (عليه السلام) أتباعه المخلصين من الأعداء والمنافقين كيما يضع لدعوته برنامجاً دقيقاً وخطة مدروسة كما صنع نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك في بيعة العقبة.
وبعد أن قبل الحواريّون دعوة المسيح إلى التعاون معه وأتّخاذه شاهداً عليهم في إيمانهم ، أتّجهوا إلى الله يعرضون عليه إيمانهم قائلين : (ربّنا آمنّا بما أنزلت).
ولكن لمّا كانت دعوى الإيمان لا تكفي وحدها ، فقد اتّبعوا ذلك بقيامهم بتنفيذ أوامر الله واتّباع رسوله المسيح ، وقالوا مؤكّدين : (واتّبعنا الرسول).
عندما يتغلغل الإيمان في روح الإنسان لابدّ أن ينعكس ذلك على عمله ، فبدون العمل يكون ادّعاؤه الإيمان تقوّلاً ، لا إيماناً حقيقياً.
بعد ذلك طلبوا من الله قائلين (فاكتبنا مع الشاهدين). والشاهدون هم أُولئك الذين لهم صفة قيادة الأُمم ، ويوم القيامة يشهدون على أعمال الناس الحسنة والسيّئة.
وبعد أن انتهى الحواريّون من شرح إيمانهم ، أشاروا إلى خطط اليهود الشيطانية ، وقالوا : إنّ هؤلاء ـ لكي يقضوا على المسيح ، وعلى دعوته ، ويصدّوا انتشار دينه ـ وضعوا الخطط الماكرة. إلاَّ أن ما رسمه الله من مكر فاق مكرهم وكان أشدّ تأثيراً (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين).
من هم الحواريون ؟
«حواريّون» جمع حوري من مادة «حَوَر» بمعنى الغسل والتبييض ، وقد تطلق على الشيء الأبيض. لذلك يطلق العرب على الطعام الأبيض «الحواري». و«حور» جمع حوراء وهي البيضاء البشرة.
أمّا سبب تسمية تلامذة المسيح بالحواريّين فقد ذكرت له احتمالات كثيرة ، ولكن الأقرب إلى الذهن ، وهو الوارد في أحاديث أئمّة الدين ، هو لأنّهم فضلاً عن طهارة قلوبهم وصفاء أرواحهم ، كانوا دائبي السعي في تطهير الناس وتنوير أفكارهم وغسلهم من أدران الذنوب.
وهذا ما أكّده حديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) في «عيون أخبار الرضا»..؟ !(2)
_____________________
1. التعبير بـ «أحسّ» مع أن الكفر أمر باطني لا يدرك بالحواس قد يكون أن إصرارهم على الكفر بلغ مرتبة من الشدّة وكأنه أصبح محسوساً (الميزان ـ ذيل الآية مورد البحث).
2. عيون اخبار الرضا ، ج2 ، ص79 ، وعلل الشرايع ، ج1 ، ص80 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الهدايا والنذور يوضح آلية العثور على مفقودات الزائرين وطريقة استعادتها
|
|
|