الحملات العثمانية لاستعادة العراق (1625-1638) (حملة حافظ احمد باشا 1625). |
1004
01:58 صباحاً
التاريخ: 2023-05-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-10
158
التاريخ: 2024-11-11
147
التاريخ: 2023-07-10
1154
التاريخ: 2023-05-16
1017
|
كان سقوط بغداد في ايدي الصفويين امر في غاية الخطورة بالنسبة الى الدولة العثمانية، وعلى الرغم من مرحلة الضعف التي كانت تمر بها آنذاك، فإنها لم تتوان عن محاولة: "استعادة أنبل مدن اسيا. لذا فقد ارسلت الحملات العسكرية الواحدة تلو الأخرى، هذه الحملات التي يمكن أن نسميها بالحملات الاسترجاعية التي اخفقت في تحقيق هدفها، ومن هذه الحملات:
حملة حافظ احمد باشا 1625:
اسندت السلطنة العثمانية مهمة استرجاع بغداد الى الصدر الاعظم حافظ احمد باشا، في نفس الوقت لما كان السلطان مراد الرابع مهتما جدا باستعادة بغداد لذا فقد أرسل قوة من حرسه الخاص للسيطرة على الحلة وكربلاء. وعندما وصلت اخبار التحركات العثمانية الى الشاه عباس الكبير أرسل قوة تقدر بثمانين ألف مقاتل من القز لباش بقيادة زينل خان بهدف مساعدة الحامية في بغداد، وقد تقدمت هذه القوات حتى وصلت الى شهربان وعسكرت هناك. بعد ذلك زحفت القوات الصفوية الى بهرز وتمكنت من مد جسر من السفن على نهر ديالى لتعبر قواته باتجاه بغداد ولما كان هدف القيادة العسكرية العثمانية قطع خط الاتصال بين القوات الصفوية المتمركزة في النجف والحلة وبين القوات الصفوية المتواجدة في بغداد، فان قوة عثمانية بقيادة مراد باشا والي ديار بكر زحفت نحو بغداد في تشرين الثاني ،1625م، والتحقت به قوات امير امراء الاناضول الياس باشا حتى بلغ عدد قوات الحملة حوالي خمسة عشر الف جندي، واصطدمت هذه القوة بتلك التي يقودها زينل خان الا انها لم تتمكن من صد القوات الصفوية وبالتالي اخفقت في مهمتها لقطع خط الاتصال، إذ استطاع عدد كبير من القوات الصفوية دخول بغداد، في هذا الوقت كان الصدر الاعظم حافظ احمد باشا الذي كلف بمهمة قيادة الحملة الزاحفة نحو بغداد، قد خرج من العاصمة بعد أن تجمعت تحت رايته قوات من الروميلي والاناضول ومصر والشام، فسلك طريق ماردين، ثم اسكي موصل، والزابين الكبير والصغير حتى وصل إلى كركوك. وقد عقد الصدر الاعظم في كركوك مجلسا حربيا، لمناقشة كيفية التوجه نحو بغداد، وكان من راي الصدر الاعظم السيطرة أولاً على نقاط الحدود ومراكز الامداد الصفوية في درنة ودرتنك، ثم التوجه نحو بغداد، لان التوجه المباشر لا يجدي نفعا خاصة وان حملة مراد باشا لم تحقق هدفها في السيطرة على الحلة والنجف لمنع وصول تعزيزات صفوية إلى الحامية الايرانية في بغداد. انقسم قادة الحملة إلى فريقين بين مؤيد لراي الصدر الأعظم ومعارض له، وسادت صفوف الجيش موجة من الفوضى والاضطراب نتيجة هذا الانقسام، واخيرا وافق الصدر الاعظم على رأي الفريق المعارض والقاضي بالتوجه المباشر نحو بغداد، قبل تحرك الحملة من كركوك، استقبل الصدر الاعظم رسولا من حاكم بغداد الفارسي صفي قولي في تشرين الأول 1625م، وقد عرض الرسول على الصدر الاعظم فكرة مراسلة الشاه، إن كان مصرا على فتح بغداد، ولكن الصدر الاعظم رفض ذلك. ويظهر أن مهمة الرسول ليست مهمة عرض مراسلة الشاه، وانما كانت مهمة جاسوسية لغرض الاطلاع على تحركات الحملة وعددها، والحصول على معلومات عن خططها العسكرية، ومهما يكن من امر فان مجيء الرسول الصفوي قد اثر في خطة الحملة العسكرية، فقد اجرى الصدر الأعظم بعض التغيرات في قيادة الجيش، كما ارسل سليمان باشا إلى الموصل الغرض جمع ال الذخيرة وامر الصدر الاعظم ببقاء بستان باشا في كركوك خوفا من هجوم صفوي مباغت من جهة الشرق. وصل الصدر الأعظم إلى جوار مرقد الامام الاعظم في 11 تشرين الثاني 1625م وعلامات التعب بادية على جيشه، وبعد يومين أي في 13 تشرين الثاني، كان الجيش العثماني، قد اتخذ اماكنه المقررة حول سور بغداد كما كان السكبانية قد دخلوا المتاريس التي حفرت ساعة نزول الحملة، وقد استمر الحصار الذي ضربه الجيش العثماني ساعة نزول الحملة، استمر الحصار الذي ضربه الجيش العثماني حوالي شهرين انفجر خلالهما اثنان وخمسون لغما، وكان الجيش العثماني يملأ الخنادق بسعف النخيل ولكن دون أن يقوم باي نشاط عسكري، فمل كثير منهم من طول الحصار بينما كان الصفويين يشعلون الاف المشاعل كل ليلة، ويقيمون الاحتفالات ايذانا بوصول امدادات عسكرية جديدة لهم يقودها الشاه الصفوي نفسه، وبالرغم من الحصار المفروض على بغداد، فقد كانت القوات الصفوية تدخلها كلما وجدت فرصة لها، وقام الجيش العثماني بهجوم عام، ولكن الصفويين تمكنوا من صد الهجوم بالرغم من انفجار الالغام التي وضعها الجيش العثماني في بعض المناطق من السور وقد خسر العثمانيون في هذا الهجوم، كثيرا من الجند، اضافة إلى الخسائر التي منيت بها القوات العثمانية في شهربان على يد القائد الصفوي زينل خان. بعد هذه النكسة العسكرية، عقد حافظ باشا اجتماعا حربيا لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا التدهور الخطير، وقد ارتفعت اصوات الإنكشارية مطالبة القتال ورفض فكرة الرجوع التي طرحت من قبل بعض القادة، فوافق الصدر الأعظم على الاستمرار في القتال وطلب إمدادات عسكرية من الباب العالي والبصرة واثناء عقد الاجتماع، كان القائد الصفوي زينل خان يلحق ضربات قوية بقوات والي سيواس طيار محمد باشا في منطقة ديالي، كما كانت القوات العثمانية المتمركزة في النجف واطرافها تعاني هي الأخرى من هزائم متكررة امام الجيش الصفوي، فاخذ الضبط العسكري في الجيش العثماني ينحل تدريجيا، وبدأ القادة كل واحد يتهم الآخر بتحمل مسؤولية هذه الهزائم، وسط هذا الفزع والقلق الذي كان يسود صفوف الجيش العثماني من جراء الاخفاق في السيطرة وقوة المقاومة الصفوية، جرت مناوشة بين الطرفين، لكن لم تسفر عن اية نتيجة سوى وقوع بعض الاسرى من الطرفين. بدأ الصفويين يضيقون الخناق على العثمانيين، عندما سيطروا على جميع الطرق الموصلة إلى بغداد، كما وقعت مخازن العتاد في الفلوجة تحت سيطرة الصفويين واستمرت المراسلات بين الطرفين إذ طلب الشاه من الصدر الأعظم فصل بغداد عن الدولة العثمانية زاعما انها مقاطعة صفوية لكن الصدر الاعظم رفض ذلك بشدة. وجرت المعركة الاخيرة بين الطرفين في 27 ايار 1626م، وكانت غير متكافئة بسبب وصول امدادات عسكرية للصفويين وعلى راسها الشاه عباس، وكان وجود الشاه بين جنده باعثا على رفع معنوياتهم. فبدأ الصفويون هجومهم من ثلاث جبهات في وقت واحد، وكان الشاه يرفع معنويات جنده بخبطة الرنانة، فيزيد من اندفاع جنده، ولم يكن الجيش العثماني اقل اندفاعا. ولكنه كان جيشا ينقصه الضبط والقيادة الحازمة اضافة إلى قلة الذخيرة والاسلحة. ذلك فقد أحرز في بداية المعركة انتصارات ملحوظة خاصة تحت قيادة خسرو باشا الذي استطاعا التوغل إلى عمق القوات الصفوية، ولكنه اضطر إلى التراجع نتيجة هبوب غبار كثيف جعل الاستمرار في التقدم امرا مستحيلا. ثم دخل الطرفان العثماني والصفوي في مفاوضات لإيجاد حل لهذا المأزق فعقد الصدر الاعظم سلسلة من الاجتماعات مع ممثل الشاه الاجتماع الأول اثار ممثل الشاه بعدم جواز القتال بين الاخوة المسلمين، وفي الاجتماع الثاني أكد ممثل الشاه المزاعم حول تبعية بغداد للدولة الصفوية، واقترح في اجتماع اخر ترك مدينة النجف للشاه مقابل اعادة بغداد للعثمانيين، فكان جواب الصدر الاعظم بالرفض القاطع لمطالب الشاه. وفي اثناء عقد الاجتماعات بين الصدر الاعظم وممثل الشاه، حصل انشقاق خطير في صفوف الإنكشارية حول ما دار في هذه الاجتماعات المطولة وما كاد الاجتماع الاخير ينتهي حتى هجم بعض الجند على خيمة الصدر الأعظم والقوا عليه القبض متهمين اياه بالتواطؤ مع الشاه وسجنوه في قبة الامام الاعظم على مشهد من ممثل الشاه، لكنه افرج عنه بعد ساعات قلائل نتيجة موقف احد القواد الذين طلب من الانكشارية بانه لا يحق لهم عزله سوى السلطان، واثر هذا الكلام في نفوس الانكشارية فعدلوا عن موقفهم، واخيرا اضطر الصدر الأعظم الى الانسحاب نحو الموصل. وهناك اسباب عديدة لفشل حملة حافظ احمد باشا في استعادة بغداد وهي:
1. قلة الارزاق وتفشي المرض في صفوف الجيش العثماني.
2. انهيار معنويات الجند العثماني نتيجة الفشل في تحقيق نصر حاسم على الصفويين.
3. تمرد الإنكشارية بسبب طول فترة الحصار وعدم وصول الامدادات.
وعند وصوله العاصمة، اقصى عن الصدارة العظمى لفشله في استرداد بغداد من يد الصفويين وحل محله خليل باشا الذي أقصي بعد أشهر قلائل فأصبح في الصدارة خسروا باشا البشتناقي في 6 نيسان 1628م، وقد وصف هذا بانه كان مشهورا بالشجاعة والاقدام، إلا انه كان ميالا إلى الدسائس وسفك الدماء، فقد استطاع أن يزيل جميع العقبات التي اعترضته بالدم المسفوك، وتميزت السبل التي سلكها للوصول إلى اهدافه بسلسلة من احداث القتل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|