أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-11
1243
التاريخ: 2023-04-30
1494
التاريخ: 2023-05-07
1485
التاريخ: 2023-05-09
1409
|
رغم الاستقرار الظاهري في العراق خلال العصر الجلائري الا ان الاوضاع بشكل عام سيئة ولاسيما بعد نهاية عهد السلطان اويس إذ ساءت احوال العراق بشكل كبير وهو امر راجع كما قلنا إلى الصراع بين الامراء الجلائريين من جهة والغزوات التيمورية من جهة اخرى. فضلا عن الضرائب الثقيلة قد ساهمت في تدمير الاقتصاد في العراق خلال هذا العصر. وما ساهم ايضا في تخريب الحالة الاقتصادية هي تلك الكوارث الطبيعية التي حدثت في إيران والعراق، منها على سبيل المثال لا الحصر هجوم الجراد وانتشار الوباء ما بين (1341-1343) وما تبع ذلك من غلاء فاحش في الاسعار، ثم عودة الوباء مرة اخرى إلى هذه المنطقة (1354). كما فاض نهر دجلة عام (1354) وتهدمت معظم مباني بغداد واصبحت خرابا، وكما غرقت بغداد مرة اخرى في سنة (1373). وقد حاولت الحكومة التخفيف عن الناس بدفع التعويضات لهم وسن التشريعات والقوانين للضرب على ايدي اللصوص والعابثين والخارجين على القانون، إلا أن ذلك لم يخفف مما كان يعانيه الناس حيث كانت الحالة السياسية مضطربة والتي اثرت بتبعاتها على تدهور الأوضاع بصورة عامة في العراق. لقد اقتصرت نظرة السلاطين الجلائريين في العراق إلى الريف على انه مصدر ثروة يمكن استثمارها في تمويل عملياتهم العسكرية ودفع نفقات جيوشهم الاجنبية، فوزع المغول، منذ مطلع القرن الرابع عشر اراضي العراق على جنودهم بدل رواتبهم، ولكنهم احتفظوا - جريا على التقاليد الاسلامية - برقبة الأرض للدولة، بيد انه حدث في عهد السيطرة الجلائرية أن اخذ نوع من الاقطاع ينتشر، ولو بحدود ضيقة، عرف باسم (الادرار) وهو يمنح على سبيل الهبة للأشخاص الذين يقدمون للدولة خدمات معينة، ولا يشترط أن يكونوا من العسكريين، ليكون بمثابة راتب لهم، وهناك ما عرف بأقطاع (ادرار مقاصة)، فبموجب هذا الاقطاع تبقى الارض أو القرية ملكا مؤبدا لصاحبها ولذريته من بعده، ولا يدفع عنها اية ضرائب. والى جانب هذا النوع بقيت بعض النظم الاقطاعية القديمة، مثل الاقطاع إلى احياء الارض الموات، وبموجبه تصبح الارض ملكا لمستصلح الارض ولذريته من بعده، وتعرف باسم (القرار الشمسي)، كما استمر الحفاظ على الملكيات الموقوفة على المساجد والمدارس، غالبا، وتعد وقفية الخواجة امين الدين مرجان على منشاته التي اقامها ببغداد من أضخم الوقفات المعروفة في تاريخ العراق وادقها. وفي جانب الزراعة لم يهتم الجلائريون بالنشاط الزراعي إلا بما يكفي لإعاشة قواتهم، ولذلك اقتصرت عنايتهم على بغداد والمناطق المحيطة بها حتى أن هذه المنطقة دفعت سنة (1363) نصف مجموع موارد العراق آنذاك، مما دل على إن النشاط الزراعي اخذ في هذه الحقبة، بالانحسار إلى المناطق القريبة من المدن الرئيسة طلبا للأمن والحماية، أما اصلاح الانهار وتطهيرها وزيادة الرقعة الزراعية فلم تلق من اولئك الغزاة اهتماما إلا في حالات نادرة. لا نمتلك الكثير عن الحياة الثقافية خلال هذا العصر ولكن يمكن القول بشكل عام انه كانت توجد في هذا العصر مدارس كثيرة جيدة التحق بها تلاميذ لديهم ميل لتلقي العلوم والمعارف المختلفة على ايدي اساتذة كبار، قاموا بالتدريس لهم، وكانت بغداد على وجه الخصوص مركزا للعلوم والادب ومن اهم المدارس التي كانت موجودة فيها هي: المدرسة المسعودية الذي امر بتشييدها خواجة مسعود بن منصور زمن السلطان احمد، والايكجية التي ربما كانت مدرسة التي أمرت ببنائها مخدومة شاه داية السلطان وتلقب ايكجي في عام 1361، والمدرسة الاسماعيلية التي امر ببنائها وزير بغداد اسماعيل، والمدرسة الوقائية التي بنيت من قبل وفاء خاتون حوالي عام 1400، وهناك ايضا مدارس المرجانية – العاقولي - جامع سراج الدين - جامع النعماني - سيد سلطان علي وغيرها. لقد شهد بدء العهد الجلائري في العراق نوعا من الاستقرار ادى الى تزايد الحركة العمرانية لاسيما في زمن والي بغداد امين الدين مرجان الذي قام بتشييد كل من المدرسة المرجانية وخان مرجان ودار الشفاء في بغداد. ويعد خان مرجان من اجمل الخانات العراقية المتبقية ويتكون من طابقين الاول يحتوي على 22 غرفة، والثاني من 23 غرفة. كما اهتم الجلائريون بالمشهد الكاظمي فقد قام السلطان اويس بتعمير المشهد فبنى قبتين ومنارتين، وامر بوضع صندوقين من الرخام الجيد على القبرين الشريفين، وزين الحرم بالطابوق الكاشاني الذي كتب عليه سور من القرآن المجيد كما عمر الرواق. لم يقتصر النشاط المعماري خلال هذه الفترة على بغداد فقط بل تعداها الى كل من الكوفة وكربلاء والنجف حيث ينسب للجلائريين بناء بعض العتبات المقدسة وبناء منارة ومدخل مسجد الكوفة القديم. ويرد في المصادر التي تؤرخ لهذا العصر الكثير من الابنية والعمارات التي بنيت من قبل بعض الحكام المحليين، كذلك تنسب الى السلطان احمد تشييد قلعة في الجانب الغربي من بغداد تسمى قلعة الامير احمد، وقام كذلك بتشييد خان يعرف بالقلندر خانة أو خان القلندرية بناه لمجموعة من المتصوفين الذين يعرفون بهذا الاسم برزت طريقتهم في القرن الثالث عشر الميلادي. وترد في المصادر التي تورد حوادث هذا العصر اسماء عمارات وابنية لم تصل الينا اخبار بنائها ولا اماكن انشائها بصورة مضبوطة مثل الاربعيني ودار العبادة اللؤلؤية بالجانب الشرقي من بغداد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|