أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2016
1022
التاريخ: 15-9-2016
895
التاريخ: 15-9-2016
1198
التاريخ: 15-9-2016
1299
|
لقد واجه سكان بلاد الرافدين بمرور الزمن نتيجة لغمر الأرض لري مزروعاتهم مشكلتان رئيسيتان اولاهما جهلهم بوسائل صرف مياه الري مما كان يهدد دوما بفقدان الحقول اليانعة لخصوبتها في وقت وجيز نتيجة لرسوب طبقات الملح في الأرض بعد جفاف المياه الراكدة وبالتالي أدى إلى انخفاض في مردود الإنتاج الزراعي من الحبوب (1) مما كان يدفع المزارعين إلى هجر تلك الأراضي، أما المشكلة الثانية فقد كانت نتيجة الفيضانات الغير منتظمة لنهري دجلة والفرات والذي كان يختلف كلية عن فيضان نهر النيل، فقد كان نهر النيل يعتمد في مياهه على ما تمده به البحيرات الاستوائية وبحيرة تانا في اثيوبيا بصفة رئيسة ولذا فقد كان معدل الفيضان السنوي في أغلب الأحيان معقولا ومعمولا حسابه على أية حال، أما بالنسبة لدجلة والفرات فقد كان فيضانهما نتيجة للأمطار الساقطة والثلوج الذائبة على جبال شمال العراق وجبال شرق تركيا، وكانت معدلاتها تختلف من عام لأخر ، إذا تعاقبت قلة الامطار أو ذوبان الثلوج كان القحط للفلاحين وان زادت كانت كوارث الفيضان لاتعد ولا تحصى فبعد أن تطغي المياه على الجوانب تفيض مكونة مساحات شاسعة من البحيرات والمستنقعات على مدى البصر، وكانت تلك المياه كفيلة عادة بأن تمحو من الوجود مساكن الأهالي المبنية من الطين أو أكواخهم المبنية بالقصب، اما المحاصيل الزراعية فكانت تذهب هباء بينما كانت مياه الفيضانات تميت الحيوانات غرقا ولم يكن الكثير من السكان يفلتون من هذا المصير. ومع كل ذلك كانت بلاد الرافدين من أخصب أقاليم العالم القديم وأكثرها انتاجا للغذاء حتى أن سكان العراق القديم كان لديهم فائض من الغذاء ليقايضوا به ما ينقصهم من المواد مثل المعادن والخشب وغيره مما كانوا يستوردونه من البلاد المجاورة أو البعيدة. ورغما عن أنه كانت هناك حاصلات غذائية مثل القمح والذرة تزرع بكثرة إلا أن الشعير كان الدعامة الرئيسة لغذاء أهل الرافدين، وذلك أن التربة أصبحت بعد أن زادت كمية الاملاح بها أصلح للشعير من القمح (2). وتشير الوثائق القديمة إلى الأساليب التقليدية العتيقة التي كانت تتبع في الحرث والبذور والحصاد (3)، وكان الحرث عادة في تشرين الأول من كل عام بينما كان الحصاد في نيسان، وقد افاض هيرودوتس المؤرخ اليوناني في ذكر خيرات بلاد الرافدين بل أن الوثائق المسمارية توضح بأن انتاج العراق من الشعير لم يكن بأقل من انتاج كثير من البلاد المتقدمة اليوم، ولم يكن محصول التمور بأقل من الشعير كما وجودة فقد كان جو العراق الجاف ووفرة المياه فيه وخصوبة تربته عاملا هاما لانتشار أشجار النخيل وجودة محصوله. ورغما عن الازدهار الزراعي فقد ظل الرعاة يمارسون عملهم في الأراضي الغير مزروعة فيسوقون قطعانهم من الابقار والخراف والماعز، وكانت مجاري الأنهار تمد السكان بمعين لا ينضب من الغذاء كالأسماك والطيور المائية.
........................................
1- سيتون لويد: (1980)، ص 15 ــ 16.
Jacobsen, Thorkild and Robert McC. Adams: (1958a). Pp. 1251-1258.
2- Kramer, Samuel N: (1956). Pp. 65-69 .
3- Buringh, Peter: (1957). Pp. 30-46.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|