أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-05
1245
التاريخ: 22-6-2018
1894
التاريخ: 3-6-2020
1699
التاريخ: 17-1-2020
2102
|
إن تحكيم الأسس الأخلاقية وتنمية السجايا الإنسانية ومكافحة المساوئ الأخلاقية والصفات المذمومة ، إن لم تكن أكثر أهمية من تلقي العلوم والمناهج الدراسية في إطار حياة الإنسان وسعادته ، فهي ليست أقل منها أهمية.
«نحن لا مانع لدينا من قضاء سنوات عديدة من عمرنا في تعلم الحساب والتاريخ والعلوم والفلسفة وغيرها من الدروس ، وتمضية فترات زمنية طويلة في تعلم قواعد الرياضة والجري والسباحة وكرة القدم والتزلج وكرة المضرب».
«والشباب يقدمون برحابة صدر على امتحانات المتوسطة والاختبارات اللازمة على رخصة قيادة السيارات أو الطائرات، إلا أنهم لم يلتفتوا بعد إلى أن تقنية مسيرة الحياة أكثر صعوبة من التنمية الفكرية».
«إن مكافحة الغرور بحاجة إلى أسلوب أكثر علمية من مكافحة مرض التيفوئيد أو الكوليرا، ومما لا شك فيه أن ترك العادات الضارة هو بصعوبة دراسة الرياضيات المتقدمة. وينبغي أن يتعلم الطفل منذ دخوله المدرسة القوانين الأساسية للحياة إلى جانب تعلمه الخط والحروف الأبجدية. فالوقاحة والحسد وإثارة الفتن هي عيوب أكبر بكثير من الجهل في علم الجغرافيا وقواعد اللغة، واتخاذ القرارات الحكيمة وتطبيقها ليس أقل أهمية من تعلم الحساب»(1).
الجهاد الأكبر:
مما يؤسف له ، أن التغلب على هوى النفس وكبح جماح العواطف والأحاسيس يعتبر عملاً شاقاً وعسيراً، وقد اعتبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) القتال والتضحية في ساحات الحرب والانتصار على العدو المسلح بأنه جهاد أصغر، بينما وصف الصراع مع هوى النفس وهو العدو الداخلي للإنسان بأنه الجهاد الأكبر.
عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث سَرِيّة فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر. قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس)(2).
ثانياً: إن القوة التي بمقدورها محاربة هوى النفس والتغلب عليه بمجاهدتها ومثابرتها، هي قوة العقل. ولكي يخرج الشباب من الصراع مع هوى النفس فاتحين، ويستطيعوا إدارة وهداية أحاسيسهم، عليهم إطاعة العقل والامتثال لأوامره.
فقبل الاستسلام لأية رغبة نفسية، عليهم استشارة العقل، فإن كانت منطقية فبها ، وإن كانت غير منطقية فتركها واجب. في مثل هذه الظروف يقوى العقل تدريجياً ويمسك بلجام النفس المتمردة ويخرجها من تمردها وطغيانها، وبذلك يضمن لصاحبه السعادة والهناء.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (والعَقلُ حُسامٌ قاطِع، وَقاتِل هَواكَ بِعَقلِكَ)(3).
ثالثاً: إن هوى النفس والميول العاطفية تكون عادة في مزاج الإنسان في موقع الغالب، أما العقل الذي يشكل قوة لضبط الميول وتعديلها فيكون لدى عامة الناس لا سيما جيل الشباب في موقع المغلوب. وليس بمقدور العقل بمفرده التمييز بين صالح الشؤون الحياتية وطالحها، ولا السيطرة على الأحاسيس إلى الأبد وفي كل مكان، ولهذا بعث الله سبحانه وتعالى رسله إلى البشر لتأمين سعادتهم، وجعل التعاليم الإلهية والأحكام الدينية مؤيدة للعقل.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (العقل شرع من داخل والشرع عقل من خارج)(4).
فلو أحكم الشباب منذ طلعتهم روح الإيمان في نفوسهم، وصبوا اهتمامهم على التعاليم الإلهية والأحكام الدينية، لاستطاعوا السيطرة أحاسيسهم وصون أنفسهم من الآثام والذنوب.
إن الرغبة الجنسية هي أشد الرغبات والميول النفسية قوة لدى الشباب، فغالبية الشباب يقعون في شراكها. لكن قوة الإيمان العظيمة هي التي أنقذت نبي الله يوسف (عليه السلام) الشاب وأبقته منزهاً وطاهراً في ظروف كانت فيها الغريزة الجنسية في أشد هياجها.
قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].
إذن لو استمد عقل الشاب من قوة الإيمان ، واتحد الدين والعقل في حركة نحو السعادة ، لسكنت النفس المتمردة وهدأت ثورتها ، ولاستطاع الشاب إدارة أحاسيسه وعواطفه محققاً بذلك سعادة حقيقية لنفسه.
____________________________________
(1) راه ورسم زندكى (سبل الحياة) ، ص 117.
(2) معاني الأخبار، ص160.
(3) نهج البلاغة، الفيض، ص1275.
(4) مجمع البحرين، (العقل).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|