المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Brain
13-10-2015
إجراءات الفسخ الاتفاقي
19-6-2018
أحمد بن محمد بن الحسن
25-8-2016
فحص الترانزستور
28-9-2021
الإنسان يطوّع ظاهرتي المد والجزر في توليد الطاقة
6-10-2016
قطب الدين الكيدري
7-8-2016


دور الأب والأم في التأثير على الطفل  
  
1238   11:32 صباحاً   التاريخ: 2023-04-09
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص13 ــ 18
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2016 2162
التاريخ: 11-9-2016 2140
التاريخ: 11-1-2016 1884
التاريخ: 11-1-2016 2488

نقرأ في التاريخ ان (صاحب بن عباد) كان رجلاً كريماً جداً وكان هو نفسه يقول لقد اخذت هذا الكرم من والدتي، لأن والدتي كانت تعطيني كل يوم اتوجه فيه إلى الكتاب نقوداً وكانت تقول لي تصدق بها فإعطائي النقود والتصدق بها جعلتني سخياً وعلمت انه كما يفكر الانسان بنفسه عليه ان يفكر ايضاً بالآخرين، فمنذ اليوم الأول الذي تهيأون به الطعام اعطوه للطفل ليقدمه هو. وعندما تقدمون هدية اعطوها لابنكم ولابنتكم ليقدموها إلى الأخوة وعلموه العاطفة والرأفة والرحمة هذه من الوظائف الصعبة.

والأهم من هذه الحقوق التقوى، فابنكم البالغ من العمر سبع سنوات يجب ان يصلي صلاة صحيحة وكذلك ابنتكم ذات السبع سنوات عليكم ان ترغبوهم واجعلوا جائزة على الصلاة وكذلك للصيام واجعلوا جائزة لأعمال الخير وللإحساس بالآخرين فاذا رأيتم ان ابنكم قد قام بخدمة للجار او عمه او اقاربه فشجعوه واعطوه جائزة على ذلك. فالفتاة التي تبلغ من العمر 9 سنوات عليها ان ترث ملكة التقوى من والديها وكذلك الصبي البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما كما ان من الحقوق التي لهذا الصبي ان يجعلوه متدينا أن يعرفوه على الله يجب ان يجعلوا الخوف في قلبه من المعاد وهذه من وظائف واجبات الوالدين العظيمة.

وكذلك من الحقوق المحصاة الأدب. معاذ الله ان يكون هناك أحداً غير مؤدب وحتى ولو كانت قلة ادبه لا تعتبر اثماً لكنه سيطرد من المجتمع وإذا طردت الفتاة او الصبي من المجتمع فسيصبح معقدا ومن ثم مجرما والويل له فمن وظيفة الأم ووظيفة الأب الصعبة ان يؤدبوا الطفل ان يعلموه التأدب في الجلوس والأكل والنظر و.. التعامل مع المجتمع منذ ايام طفولته. وعليهم ان يقولوا له كيف يجب ان تكون لهجة كلامه وكذلك من حيث الفصاحة والبلاغة ومتى يتكلم ومتى لا يتكلم عليهم ان يعلموه ايضاً كيف يأكل وكيف يجلس. قد ترون بعض الأحيان ان عجوزاً لا يعرف كيف يأكل، كيف يجلس ولا يعرفون كيف يتعاملون مع الناس وهذه من واجبات الوالدين ومن حقوقهم العظيمة.

واذكر بأن عادة الاشخاص الذين يهتمون بأنفسهم ويعرفون بها فهؤلاء الأشخاص عادة لا يربون اولادهم. كالتاجر الذي يذهب إلى عمله من الصباح حتى المساء، وعندما يعود قد يكون ولده نائماً، ويكون متعباً فيأكل شيئا وينام ان لم يكن قد جلب معه دفتر حسابات إلى البيت. وعادة ما تحول هذه اللامبالاة طفلا انسانا لا مبالٍ الى المجتمع.

فلِمَ يكون ابناء بعض، الأشخاص المهمين فاسدين؟ لأن هذا الأب كما يقول العوام يكون غارقاً في الكتاب والقرآن، ولا يتفرغ لابنه ذي السبع سنوات او لابنته البالغة من العمر عشر سنوات. وعندما ينتبه هذا المجتهد مثلاً من غفلته الذي كان غارقاً في كتابه وقرآنه يرى ان ابنته لا تكترث للحجاب وابنه غير مؤدب في المجتمع وهذه قد اثبتتها التجربة، التجربة تقول لنا ان لم يفكر هذا السيد بابنه وبتربيته سيكون فاسدا والتجربة تقول لنا ايضا ان الجميع وحتى أنتم ايها الشباب الذين في المسجد تستطيعون ان تستفيدوا من تجربة ايام شبابكم وان تقبلوا الكلام. فالتاجر الذي يفكر ليلا نهاراً بتجارته والموظف الذي يفكر بأكله وبنفسه فعادة لا ينجح ابنائهم فماذا لو كان معاذ الله عالما دينيا سيئا فان اول ما سيفعله ان يقدم للمجتمع ابنا فاسداً، أنه سيرى اباه سيئاً فيظن ان جميع العلماء كذلك.

فاذا كان الأب آكلا للحرام، محتكراً وهناك وسائل غير مشروعة في كسبه فمن المسلم ان عمله هذا سيؤثر على تفكير ابنه وسيصبح ابنه قاسيا، مزاجياً ومكاراً. فالتاريخ يقول لنا ان هند آكلة الأكباد قد قدمت معاوية إلى المجتمع، وخديجة الكبرى (عليها السلام) قد قدمت فاطمة الزهراء (عليه السلام). والتاريخ يقول لنا ايضاً ان والدة الحجاج بن يوسف الثقفي التي كانت امرأة فاسدة قد قدمت الحجاج الى المجتمع.

لكن إذا كان الوالدين طاهرين ومطيعين فانهم سيقدمون ولداً مفيداً للمجتمع. فعندما يرى هذا الطفل ان والديه يصلون في اول الوقت صلاة مؤدبة فانه سيفعل كذلك. وعندما تنظر الفتاة الى والدتها وهي تقول يا الله فإنها ان لم تصلي ستذكر صلاة والدتها وأخيراً فان القرآن يقول لنا: (ان الوالدين لهم دور مؤثر في مصير الابناء أو الرواية تقول لنا: (ان للوالدين دور مؤثر في مصير الأبناء). وكذلك التاريخ والتجربة.

اقول لكم جميعاً ولجميع الشباب حتى لو لم يكونوا متزوجين وليس لديهم اطفال فعليهم ان يتعلموا هذا البحث ويتهيأوا لذلك ايها الآباء والأمهات الذين كبرتم في السن ليس عندكم اطفال لكي تتعلموا كيف تحسنوا اداء واجبكم لكن تعلموا لكي تتوبوا من ذنوبكم او على الأقل لكي تقولوا للآخرين، لأبنائكم وبناتكم وأخيراً اقول للجميع ان ابنائكم امانة في يد الوالدين وامانة صعبة فلو قلت لكم بصراحة كاملة عن منبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، أنه لا يوجد امانة أعظم من الابناء بعد القرآن والعترة. لو قلت لكم ذلك لا اكون مخطئا. فهذه امانة في اعناقكم وهذه الأمانة ما زالت غرسة صغيرة. حيث يلتقط ذهن الطفل كل شيء كعدسة التصوير وارادته كظلكم الذي يرافقكم دائماً كذلك فان ارادة الطفل ترافقكم دائماً. وذهنه يلتقط اقوالكم وافعالكم كعدسة التصوير. ولقد قدموا لكم هذه النبتة امانة لتحولوها إلى المجتمع. فان لم تكترثوا لها فستيبس وان لم تلتفتوا إلى الحشائش السامة فستموت وان لم تنتبهوا لتربيتها فستصبح كشجرة في الغابة غير مفيدة. وان لم تلتفتوا إلى صداقاتها فسينفد السموم إلى اعماقها وتزيلها عليكم ان تنتبهوا لذلك. انتهبوا الى من ترافق بتكم ذات الأربعة عشر عاماً. وكذلك ابنكم صاحب العشرين عاماً.

اولا تعلمون ان رفيق السوء قد أفسد ابن نوح (عليه السلام) مع ان تربيته كانت صحيحة وكذلك جعفر الكذاب بحيث انه قد عصى امام زمانه (عليه السلام) وادعى الامامة ممن هو جعفر الكذاب؟ انه ابن الامام الهادي (عليه السلام) أخو الامام الحادي عشر (عليه السلام) وعم صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ادعى الامامة وجاء ليصلي على جثمان الامام الحادي عشر (عليه السلام) فطرده الامام الثاني عشر. وصلى هو على الجثمان الطاهر ان رفقة السوء قد جعلت الناس يدعونه جعفر الكذاب بدلاً من جعفر ابن الامام الهادي (عليه السلام)، فعلينا ان نزيل هذه السموم عن ابنائنا.

فإني أعرف العديد من الفتيات اللواتي كنا محجبات عفيفات يذهبن إلى المدرسة الّا أنهن رافقن فتاة لا مبالية سيئة غير عفيفة وما أصابهن من مصيبة الا من جراء رفقة السوء. ولا مبالاة الأب والأم.

وكم اعرف اشخاصاً لم يكونوا ليتركوا قراءة الادعية والذهاب إلى الحرم المعصومة (عليه السلام) لكن فجأة تبدلت احوالهم وهذا ايضا لم يصيبهم الا من رفقة السوء.

وما أحسن ما يقول الشاعر للآباء والامهات:

اهرب ما استطعت من رفيق السوء                       فإن رفيق السوء أسوأ من الثعبان

فإن الأفعى تقضي فقط على جسمك                أما الرفيق السيء فإنه يقضي على الجسم والإيمان

ان الابناء لا يقضون على شخصيتك فحسب بل على طائفتك ايضاً. عليك ان تزيل السموم من هذه الغرسة. فهل يصح ان يغرق العالم في الكتاب والقرآن ولا يعلم أن ابنه في اي صف هو. او التاجر ايضاً فلا يفكر بابنه وابنته. فستجف هذه البنت وستخون هذه الأمانة ومن خان الأمانة فهو من اصحاب جهنم واطلب منكم اليوم ان تذكروا جميعاً هذه الآية الشريفة دائماً: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15]، اقرأوها لأنفسكم وفسروها. وقولوا ان الخاسر الذي يدخل إلى جهنم بسبب اولاده والذي يصلي جماعة في الصف الأول وينسى صلاة ابنه وابنته والامرأة الخاسرة هي تلك العفيفة التي تدخل جهنم بسبب فساد ابنتها حتى لو كانت هي تنتبه لحجابها جيداً. فان الاسلام لا يحتوي على بعد واحد. فان سورة العصر تقول لنا ان للأنسان أكثر من بعد ويؤكد ان الاسلام لا يحتوي على بعد واحد يقول: بسم الله الرحمن الرحيم: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 - 3]. يقسم بالعصر ان الجميع سيخسرون الا طائفة واحدة تملك جناحين اي لها بعدين:

1ـ الإيمان. وان تعمل.

2ـ ان يكون لديها نظرة عالمية عامة وشاملة ان تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ويجب ان يبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من البيت اي يجب على الانسان ان ينتبه لنفسه اولاً ان يصلح نفسه ومن ثم الآخرين وهذه الثانية ليست طولية فالقرآن يقول: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، ان يصلح زوجته وابناءه واقاربه والناس ورفقاؤه والآخرين في القدر الذي يستطيع.. المقصود من هذين الجناحين وهذين البعدين أن أعمل على نفسي ببعد وأن أصلح أخلاقي والبعد الثاني ان اعطي هذه الأخلاق لغيري خاصة لأولادي ولزوجتي. فما معنى ان يصلي أحدنا وزوجته لا تصلي وتعبير ان ذلك لا يعنيه ولكل حسابه وسيذهب كل على حدة الى قبره. فان القرآن يقول هذا خطأ على زوجتك ان تصلي وكذلك ابنك البالغ من العمر سبع سنين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.