الإمام الجواد يمهد لإمامة الإمام علي الهادي ( عليهما السّلام ) المبكرة |
985
01:58 صباحاً
التاريخ: 2023-04-08
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015
3932
التاريخ: 21-05-2015
3535
التاريخ: 21-05-2015
3832
التاريخ: 21-05-2015
3252
|
من المهام التي اشترك فيها الأئمة ( عليهم السّلام ) دعوتهم إلى الإمام الآتي بعدهم .
وقد سار الإمام الجواد ( عليه السّلام ) على منهج آبائه في قضية الدعوة إلى الإمام القادم بعده وترسيخ ذلك عند الطليعة المؤمنة من الأمة ، وفيما يأتي أمثلة على هذا الأمر عند الإمام ( عليه السّلام ) :
أ - عن الخيراني عن أبيه أنه قال : كنت الزم باب أبي جعفر ( عليه السّلام ) للخدمة التي وكّلت بها ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري يجيء في السحر من آخر كل ليلة ليتعرف خبر علّة أبي جعفر ( عليه السّلام ) ، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين الخيراني إذا حضر قام أحمد وخلا به .
قال الخيراني : فخرج ذات ليلة وقام أحمد بن محمد بن عيسى عن المجلس ، وخلا بي الرسول ، واستدار احمد فوقف حيث يسمع الكلام ، فقال الرسول : ان مولاك يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : « اني ماض ، والأمر صائر إلى ابني علي ، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي » .
ثم مضى الرسول ورجع احمد إلى موضعه ، فقال لي : ما الذي قال لك ؟
قلت : خيرا ، قد سمعت ما قال ، وأعاد عليّ ما سمع ، فقلت له : قد حرّم اللّه عليك ما فعلت ، لان اللّه تعالى يقول : وَلا تَجَسَّسُوا[1] ، فإذا سمعت فاحفظ الشهادة لعلّنا نحتاج إليها يوما ما ، وإياك ان تظهرها إلى وقتها .
قال : وأصبحت وكتبت نسخة الرسالة في عشر رقاع ، وختمتها ودفعتها إلى عشرة من وجوه أصحابنا ، وقلت : إن حدث بي حدث الموت قبل ان أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها .
فلمّا مضى أبو جعفر ( عليه السّلام ) لم اخرج من منزلي حتى عرفت أن رؤساء العصابة قد اجتمعوا عند محمد بن الفرج[2] يتفاوضون في الأمر . وكتب اليّ محمد ابن الفرج يعلمني باجتماعهم عنده ويقول : لولا مخافة الشهرة لصرت معهم إليك ، فاحبّ أن تركب اليّ . فركبت وصرت اليه ، فوجدت القوم مجتمعين عنده ، فتجارينا في الباب ، فوجدت أكثرهم قد شكّوا ، فقلت لمن عنده الرقاع - وهم حضور - : أخرجوا تلك الرقاع ، فأخرجوها ، فقلت لهم : هذا ما أمرت به .
فقال بعضهم : قد كنّا نحبّ ان يكون معك في هذا الأمر آخر ليتأكّد القول .
فقلت لهم : قد أتاكم اللّه بما تحبّون ، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة فاسألوه ، فسأله القوم فتوقّف عن الشهادة ، فدعوته إلى المباهلة ، فخاف منها ، وقال : قد سمعت ذلك ، وهي مكرمة كنت احبّ أن تكون لرجل من العرب ، فأما مع المباهلة فلا طريق إلى كتمان الشهادة ، فلم يبرح القوم حتى سلّموا لأبي الحسن ( عليه السّلام )[3].
ب - عن إسماعيل بن مهران ، قال : « لمّا خرج أبو جعفر ( عليه السّلام ) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه ، قلت له عند خروجه : جعلت فداك إنّي أخاف عليك في هذا الوجه ، فإلى من الأمر بعدك ؟ فكرّ بوجهه اليّ ضاحكا وقال :
ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة ، فلمّا اخرج به الثانية إلى المعتصم صرت اليه ، فقلت له : جعلت فداك أنت خارج ، فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلّت لحيته ، ثم التفت اليّ ، فقال : عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي »[4].
ج - عن محمد بن الحسين الواسطي انه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي انه اشهده على هذه الوصية المنسوخة :
« شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه وإخوانه وجعل أمر موسى[5] « 3 » إذا بلغ إليه وجعل عبد اللّه بن المساور قائما على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق وغير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد ، صيّر عبد اللّه بن المساور ذلك اليوم اليه ، يقوم بأمر نفسه ، وإخوانه ويصيّر أمر موسى اليه ، يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها وذلك يوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين وكتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطّه وشهد الحسن بن محمد ابن عبد اللّه بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) وهو الجوّاني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب وكتب شهادته بيده وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده »[6].
قال الطبرسي بعد نقل هذه النصوص الثلاثة : والأخبار في هذا الباب كثيرة ، وفي إجماع العصابة على إمامته وعدم من يدّعي فيه إمامة غيره غناء عن إيراد الأخبار في ذلك ، هذا وضرورة أئمتنا ( عليهم السّلام ) في هذه الأزمنة في خوفهم من أعدائهم وتقيّتهم منهم احوجت شيعتهم في معرفة نصوصهم على من بعدهم إلى ما ذكرناه من الاستخراج حتى أنّ أوكد الوجوه في ذلك عندهم دلائل العقول الموجبة للإمامة وما اقترن إلى ذلك من حصولها في ولد الحسين ( عليه السّلام ) ، وفساد أقوال ذوي النحل الباطلة وباللّه التوفيق[7].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|