المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Exitrons
5-4-2018
تفسير الآية (35) من سورة الاحزاب
13-4-2020
bi-Anger Expansion
25-3-2019
لا يموت أحد منا إلا ويدخل الإيمان قلبه
9-7-2017
الشركات بحسب الاشكال القانونية التي تتخذها
9-10-2017
Trisomic Rescue
20-8-2020


الإمام الجواد يمهد لإمامة الإمام علي الهادي ( عليهما السّلام ) المبكرة  
  
985   01:58 صباحاً   التاريخ: 2023-04-08
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص191-194
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

من المهام التي اشترك فيها الأئمة ( عليهم السّلام ) دعوتهم إلى الإمام الآتي بعدهم .

وقد سار الإمام الجواد ( عليه السّلام ) على منهج آبائه في قضية الدعوة إلى الإمام القادم بعده وترسيخ ذلك عند الطليعة المؤمنة من الأمة ، وفيما يأتي أمثلة على هذا الأمر عند الإمام ( عليه السّلام ) :

أ - عن الخيراني عن أبيه أنه قال : كنت الزم باب أبي جعفر ( عليه السّلام ) للخدمة التي وكّلت بها ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري يجيء في السحر من آخر كل ليلة ليتعرف خبر علّة أبي جعفر ( عليه السّلام ) ، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين الخيراني إذا حضر قام أحمد وخلا به .

قال الخيراني : فخرج ذات ليلة وقام أحمد بن محمد بن عيسى عن المجلس ، وخلا بي الرسول ، واستدار احمد فوقف حيث يسمع الكلام ، فقال الرسول : ان مولاك يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : « اني ماض ، والأمر صائر إلى ابني علي ، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي » .

ثم مضى الرسول ورجع احمد إلى موضعه ، فقال لي : ما الذي قال لك ؟

قلت : خيرا ، قد سمعت ما قال ، وأعاد عليّ ما سمع ، فقلت له : قد حرّم اللّه عليك ما فعلت ، لان اللّه تعالى يقول : وَلا تَجَسَّسُوا[1] ، فإذا سمعت فاحفظ الشهادة لعلّنا نحتاج إليها يوما ما ، وإياك ان تظهرها إلى وقتها .

قال : وأصبحت وكتبت نسخة الرسالة في عشر رقاع ، وختمتها ودفعتها إلى عشرة من وجوه أصحابنا ، وقلت : إن حدث بي حدث الموت قبل ان أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها .

فلمّا مضى أبو جعفر ( عليه السّلام ) لم اخرج من منزلي حتى عرفت أن رؤساء العصابة قد اجتمعوا عند محمد بن الفرج[2] يتفاوضون في الأمر . وكتب اليّ محمد ابن الفرج يعلمني باجتماعهم عنده ويقول : لولا مخافة الشهرة لصرت معهم إليك ، فاحبّ أن تركب اليّ . فركبت وصرت اليه ، فوجدت القوم مجتمعين عنده ، فتجارينا في الباب ، فوجدت أكثرهم قد شكّوا ، فقلت لمن عنده الرقاع - وهم حضور - : أخرجوا تلك الرقاع ، فأخرجوها ، فقلت لهم : هذا ما أمرت به .

فقال بعضهم : قد كنّا نحبّ ان يكون معك في هذا الأمر آخر ليتأكّد القول .

فقلت لهم : قد أتاكم اللّه بما تحبّون ، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة فاسألوه ، فسأله القوم فتوقّف عن الشهادة ، فدعوته إلى المباهلة ، فخاف منها ، وقال : قد سمعت ذلك ، وهي مكرمة كنت احبّ أن تكون لرجل من العرب ، فأما مع المباهلة فلا طريق إلى كتمان الشهادة ، فلم يبرح القوم حتى سلّموا لأبي الحسن ( عليه السّلام )[3].

ب - عن إسماعيل بن مهران ، قال : « لمّا خرج أبو جعفر ( عليه السّلام ) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه ، قلت له عند خروجه : جعلت فداك إنّي أخاف عليك في هذا الوجه ، فإلى من الأمر بعدك ؟ فكرّ بوجهه اليّ ضاحكا وقال :

ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة ، فلمّا اخرج به الثانية إلى المعتصم صرت اليه ، فقلت له : جعلت فداك أنت خارج ، فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلّت لحيته ، ثم التفت اليّ ، فقال : عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي »[4].

ج - عن محمد بن الحسين الواسطي انه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي انه اشهده على هذه الوصية المنسوخة :

« شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه وإخوانه وجعل أمر موسى[5] « 3 » إذا بلغ إليه وجعل عبد اللّه بن المساور قائما على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق وغير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد ، صيّر عبد اللّه بن المساور ذلك اليوم اليه ، يقوم بأمر نفسه ، وإخوانه ويصيّر أمر موسى اليه ، يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها وذلك يوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين وكتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطّه وشهد الحسن بن محمد ابن عبد اللّه بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) وهو الجوّاني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب وكتب شهادته بيده وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده »[6].

قال الطبرسي بعد نقل هذه النصوص الثلاثة : والأخبار في هذا الباب كثيرة ، وفي إجماع العصابة على إمامته وعدم من يدّعي فيه إمامة غيره غناء عن إيراد الأخبار في ذلك ، هذا وضرورة أئمتنا ( عليهم السّلام ) في هذه الأزمنة في خوفهم من أعدائهم وتقيّتهم منهم احوجت شيعتهم في معرفة نصوصهم على من بعدهم إلى ما ذكرناه من الاستخراج حتى أنّ أوكد الوجوه في ذلك عندهم دلائل العقول الموجبة للإمامة وما اقترن إلى ذلك من حصولها في ولد الحسين ( عليه السّلام ) ، وفساد أقوال ذوي النحل الباطلة وباللّه التوفيق[7].

 

[1] الحجرات ( 49 ) : 12 .

[2] هو محمد بن الفرج الرخّجي ، من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السّلام ) .

[3] الارشاد : 2 / 298 - 300 .

[4] أصول الكافي : 1 / 323 .

[5] يعني ابنه الملقب بالمبرقع المدفون بقم .

[6] أصول الكافي : 1 / 261 .

[7] إعلام الورى : 339 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.