المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أزواج النبي "ص" يشاركن في الصراع على الخلافة
2024-11-06
استكمال فتح اليمن بعد حنين
2024-11-06
غزوة حنين والطائف
2024-11-06
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06

الطبيعة السياسية للتخطيط
30-7-2022
نظام الجرد المستمر Perpetual system
17-4-2022
المسايليوم الكاذبة Pseudomycelium
19-10-2019
ابن مفرغ
29-3-2021
معنى كلمة فكه
29-12-2022
Beta Integral


الحصر الخاطئ للدين في النصوص النقليّة  
  
1364   04:05 مساءً   التاريخ: 2023-04-05
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج1،ص252-256.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير بالرأي /

الحصر الخاطئ للدين في النصوص النقليّة

 

إن الدين وكما سبق بيانه، مجموعة من معطيات وثمرات العقل والنقل. والأصول والقواعد الموضوعة، يعني الأمور المفروضة مسبقاً والمقدمات  والمفاهيم الأولية اللازمة لتفسير النص المقدس لا يلزم استخراجها من نفس النص النقلي، ومعنى "داخل إطار الدين" ليس هو "داخل أعماق النص"، وإذا كانت المبادئ العقلية مطاعة ومتّبعة، فليس لأن حجيتها جاءت من النص النقلي، لأن ما في النصوص النقلية مما يتعلق بسداد وصواب المباني العقلية، فكله يحمل صبغة التأييد والإمضاء والإرشاد، لا من التأسيس والإبداع، وذلك لأن حجية المبادئ العقلية والبراهين العلمية ذاتية، وليست جعلية، ولو اعتمد القطع العقلي في حجيته على النص النقلي للزم الدور، لأن حجية النقل تثبت بواسطة العقل، وأما نفس العقل الذي يدرك أصل مبدأ العالم وحكمته وعنايته بهداية المجتمعات الإنسانية، وبالتالي يدرك ضرورة الدين ويحكم بوجوبها وحتميتها، فهو يتصف بالاعتبار والحجية الأصيلة. وخلاصة القول هي أن حصر الدين في النصوص النقلية وإخراج العقل ومبادئه البرهانية من دائرة الدين وتوقع تأييده من قبل النص النقلي ليس صحيحا، على الرغم من أن هذا المعنى مترسبٌ في الأذهان ولا يزول بسهولة.

وإذا كانت المبادئ التصديقية للقياس غير عقليّة، وإنما هي وهمية أو خيالية، وتحرّك المفسّر بهذه المبادئ الموهومة أو المتخيّلة نحو تفسير النصوص النقليّة فحتى لو كان مخلصاً في هذا التحرّك ولا يقصد فرض مواقفه واستنتاجاته، فإنه مع ذلك متورط بالتفسير بالرأي، لكن سوء السريرة لا يرافق مثل هذا التفسير، أي أن المفسر المذكور يتصف بـ(السوء الفعلي) ولكنّه مصون من (السوء الفاعليّ). أما الذي يقوم عن علم ووعي بفرض رأيه الموهوم أو المتخيل على النص المقدس  كالقرآن وتطبيق مضمون القرآن على فهمه الوهمي والخيالي فإنه مبتلى  بسوء السريرة الفاعلية مضافاً إلى السوء الفعليّ.

ومن الواضح أنّ العقل البرهاني هو بمنزلة الرسول والنبي الباطنيّ، لكن الوهم والخيال هما بمثابة (المتنبّي) المدعي للنبوة الداخلي. و"النبوة  الصادقة" و"ادعاء النبوّة الكاذب" يتحققان في مجال الرسول الباطني وكذلك في مجال الرسول الظاهري. وبناء عليه فإن قبول القياس الخيالي والإقبال عليه يساوي رفض القياس العقلي والإدبار عنه، وهذا التخلف والرجعيّة هو ارتداد عن الدين.

ولأجل التقريب إلى الذهن وتنزيل مستوى الموضوع المذكور نذكر مثالاً بعنوان التشبيه، والتشبيه قد يبعد المعنى عن الذهن من بعض الجهات، لكن المقصود منه هو الجهة المقربة لا المبعدة، والمثال هو: أن لرسول الله جهتين، جهة بشرية وعادية يتساوى فيها مع الآخرين فلا يتلقى من الله رسالة خاصة ولا يبلغ عنه شيئا، وجهة أخرى ملكوتيّة وغير عادية يمتاز بها عن الآخرين، وبها يتلقى الوحي والرسالة الخاصّة من الله ويبلغها إلى المجتمع، وهذه الجهة الملكوتية فيه حجّة الله عليه وعلى غيره.

والإنسان العاقل والحكيم أيضا لديه هاتان الجهتان البشرية الملكية والعقلية الملكوتية، فمن جهة امتلاكه (الطبيعة البدنية) لا يتلقى علماً من قبل الله سبحانه وهو في هذا الأمر مساوٍ للموجودات الطبيعية الأخرى، ومن جهة امتلاكه (الفطرة الملكوتيّة) فإنه يتلقى البرهان من قبل الله وذلك البرهان العقليّ هو حجة الله عليه وعلى كل الأفراد الذين ظهر هذا والبرهان الخالص العقلي لفطرتهم الملكوتية، ومثل هذا البرهان الخالص العقلي هو قطعة من قبل الله سبحانه؛ لأن البشر الطبيعي لا يملك بذاته نورا يستطيع به إدراك المعاني الصحيحة والمقبولة، كما أن الله أعطى للإنسان بعد خلقه بيان ما في وجدانه وداخله... وعلمه مالم يكن يعلم: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 3، 4] ، {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] فالعلم الصائب والاستدلال البرهاني من المواهب الإلهية، ومثل هذه الموهبة من حجة كما مرّ بيانه.

وعلى هذا فإنّ الإنسان المتفكر، إذا صان الموهبة الإلهية من تدخل شيطان الوهم والخيال، وحفظ الرسالة الإلهية من ضرر وسوسة إبليس من الداخل والخارج، وأدرك المعارف الصحيحة الخالصة، وسعى نحو تفسير الآيات الإلهية بتلك المبادئ البرهانية التي هي رأسماله الأساسي، لنيل ثمار ومعطيات الوحي الإلهي القرآني، فإنه يستطيع أن يتحدث عن رسالة الظاهر وحجة الباطن ويقول للآخرين: إنني بشرٌ عادي مثلكم، لكن الرعاية الإلهية أسرجت نور المعرفة في مصباح ومشكاة روحي وبذلك حظيت بالمعارف الصحيحة. فالمقصود إذن هو أن المسافة بين البشر العادي الذي يدرك ويفهم بواسطة البرهان العقلي بعض مواضيع الوحي الإلهي التي سمعها من الرسول، وبين نفس رسول الله هي ذات المسافة الطويلة بين المعصوم وغير المعصوم والاختلاف العميق بين والنبي والأمة، لكن في جميع الحالات التي يتلقى فيها المتفكر العاقل او معاني صحيحة لابد أن يعلم يقينا أن ذلك العلم الخالص هو موهبة إلهية أولاً وهو حجة إلهية ثانيا.

ولذلك فإن مثل هذا العلم يكون في دائرة الدين وإطاره، وكل ما  يتم استنباطه من النصوص الدينية المقدسة بواسطة هذا العلم البرهاني، فإنه لابد أن يقال: إنه تم استظهار شيء من النص النقلي المقدس بواسطة الفهم المسبق والمفروضات السابقة من "داخل إطار الدين".

وما يجب تأكيده و تكراره لأجل الوقاية من آفة المغالطة، هو أن بين البرهان الصحيح العقلي الذي هو بمثابة (النبيّ الباطنيّ)، وبين المغالطة التي هي بمثابة "المتنبّي الباطني" فروقاً، وإذا تصدى المفسر لتفسير النص النقلي المقدس وهو مبتلى ببعض المباني الفاسدة والمبادئ الباطلة وجاء إلى التفسير وهو يحمل مفروضات وروى سابقة من خارج إطار الدين، فاستظهاره من التفسير بالرأي المذموم وكل تفسير بالرأي المذموم فهو يتم بواسطة مقدمات ومفاهيم من خارج الدين. لكن:

ألف شخص من الخوارج لاشترى بحبة شعير

حتى وإن ملأ جيشه المنافق ما بين جبلين.(1)

 كما أن جميع أنحاء التفسير بالرأي الممدوح والمحمود، فإنما يتم بمقدمات و مفاهيم وأصول موضوعة من داخل الدين:

لا تكن فارغاً من العرفان حيث إن روحي تطلب مزيدا من العشق إن أهل النظر يتعاملون مع المعروف(2)

وما جاء عن طريق البرهان الخالص فهو قريب وليس غريبا، ومن داخل الدين لا خارجه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. ديوان حافظ الشيرازي، مترجم من اللغة الفارسية.

2- المصدر نفسه.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .