المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أحكام التيمم
14-11-2016
AIDS
9-10-2015
بوليسياز POLYSCIAS
5/10/2022
تطوّر القدرة على ادراك عقل الاخر
15-4-2017
معنى «الرتق» و «الفتق»
20-10-2014
معـوقـات ازدهـار التـجارة الإلكـترونـية فـي الوطـن العـربـي
20/10/2022


 الإمام الجواد ( عليه السّلام ) والمفاهيم المنحرفة عند الأمة  
  
1212   01:04 صباحاً   التاريخ: 2023-04-05
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 11، ص161-163
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

لم يتخذ الغلو لونا واحدا بل كانت ثمة ألوان متعددة ، منها الغلو بالصحابة ، وفي حوار مفتوح للإمام الجواد ( عليه السّلام ) مع يحيى بن الأكثم أمام جماعة كبيرة من الناس منهم المأمون العبّاسي فنّد الإمام الجواد ( عليه السّلام ) التوجهات المغالية في شأن الصحابة ، وإليك نص الحديث :

« روي أن المأمون بعد ما زوّج ابنته امّ الفضل أبا جعفر ( عليه السّلام ) كان في مجلس وعنده أبو جعفر ( عليه السّلام ) ويحيى بن الأكثم وجماعة كثيرة .

فقال له يحيى بن الأكثم : ما تقول يا بن رسول اللّه في الخبر الذي روي : أنه نزل جبرئيل ( عليه السّلام ) على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وقال : يا محمد ! ان اللّه عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : سل أبا بكر هل هو عنّي راض فإني عنه راض .

فقال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : « لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع : قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر بعدي فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب اللّه عز وجل وسنتي ، فما وافق كتاب اللّه وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب اللّه وسنتي فلا تأخذوا به وليس يوافق هذا الخبر كتاب اللّه ، قال اللّه تعالى :

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[1].

فاللّه عز وجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى يسأل عن مكنون سره ، هذا مستحيل في العقول » .

ثم قال يحيى بن الأكثم : وقد روي : أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .

فقال ( عليه السّلام ) : « وهذا أيضا يجب أن ينظر فيه ؛ لأن جبرئيل وميكائيل ملكان للّه مقرّبان لم يعصيا اللّه قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة ، وهما قد أشركا باللّه عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك . فكان أكثر أيّامهما الشرك باللّه فمحال أن يشبّههما بهما » .

قال يحيى : وقد روي أيضا : أنهما سيدا كهول أهل الجنة . فما تقول فيه ؟

فقال ( عليه السّلام ) : وهذا الخبر محال أيضا ، لان أهل الجنة كلهم يكونون شبّانا ولا يكون فيهم كهل وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) بأنهما « سيدا شباب أهل الجنة » .

فقال يحيى بن الأكثم : وروي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة .

فقال ( عليه السّلام ) : وهذا أيضا محال ، لأن في الجنة ملائكة اللّه المقربين ، وآدم ومحمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وجميع الأنبياء والمرسلين . لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر ؟ !

فقال يحيى بن الأكثم : وقد روي : أن السكينة تنطق على لسان عمر .

فقال ( عليه السّلام ) : لست بمنكر فضل عمر ، ولكن أبا بكر أفضل من عمر .

فقال - على رأس المنبر - : إن لي شيطانا يعتريني ، فإذا ملت فسدّدوني .

فقال يحيى : قد روي أن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : لو لم ابعث لبعث عمر .

فقال ( عليه السّلام ) : كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث ، يقول اللّه في كتابه : وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ[2] ، فقد أخذ اللّه ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ، وكان الأنبياء ( عليهم السّلام ) لم يشركوا باللّه طرفة عين ؟ فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك باللّه ؟ ! وقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « نبّئت وآدم بين الروح والجسد . »

فقال يحيى بن الأكثم : وقد روي أيضا أن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : ما احتبس عنّي الوحي قط الا ظننته قد نزل على آل الخطاب .

فقال ( عليه السّلام ) : وهذا محال أيضا ، لأنه لا يجوز ان يشك النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) في نبوّته ، قال اللّه تعالى : اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ[3] فكيف يمكن ان تنتقل النبوة ممن اصطفاه اللّه تعالى إلى من أشرك به ؟ !

قال يحيى : روي أن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : لو نزل العذاب لما نجى منه إلّا عمر .

فقال ( عليه السّلام ) : وهذا محال أيضا ، لأن اللّه تعالى يقول : وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[4] ، فأخبر سبحانه انه لا يعذب أحدا ما دام فيهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وما داموا يستغفرون اللّه »[5].

وفي هذا النص شواهد كافية لمدى التحريف الذي سيطر على مجال الحديث والبدع التي أدخلت على السنّة النبوية الشريفة في عصر الخلافة الأموية والعباسية ، ومدى نفوذها إلى واقع الأمة بالرغم من كونها تخالف النصوص الصريحة للقرآن الكريم . وهذا كاشف عن مدى هبوط مستوى الوعي والثقافة العامة عند علماء البلاط فضلا عن عامة أتباعهم .

وهذا الحوار يكشف لنا عن مدى شجاعة الإمام ( عليه السّلام ) وقوّة منطقه ، ودوره الكبير في تصحيح هذه الانحرافات الخطيرة التي تشوّه حقائق الدين من أجل تصحيح أخطاء شخصيات استغلّت شرف الصحبة والصحابة ، وقبع الحكام المنحرفون تحت هذه الأقنعة التي نسجت منهم شخصيات وهميّة على مدى التاريخ في أذهان عوامّ علماء المسلمين فضلا عن أتباعهم .

 


[1] سورة ق ( 50 ) : 16 .

[2] الأحزاب ( 33 ) : 7 .

[3] الحج : ( 22 ) : 75 .

[4] الأنفال ( 8 ) : 33 .

[5] الاحتجاج : 2 / 477 - 480 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.