أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015
3805
التاريخ: 21-05-2015
3506
التاريخ: 2023-04-07
1304
التاريخ: 21-05-2015
4185
|
لم يتخذ الغلو لونا واحدا بل كانت ثمة ألوان متعددة ، منها الغلو بالصحابة ، وفي حوار مفتوح للإمام الجواد ( عليه السّلام ) مع يحيى بن الأكثم أمام جماعة كبيرة من الناس منهم المأمون العبّاسي فنّد الإمام الجواد ( عليه السّلام ) التوجهات المغالية في شأن الصحابة ، وإليك نص الحديث :
« روي أن المأمون بعد ما زوّج ابنته امّ الفضل أبا جعفر ( عليه السّلام ) كان في مجلس وعنده أبو جعفر ( عليه السّلام ) ويحيى بن الأكثم وجماعة كثيرة .
فقال له يحيى بن الأكثم : ما تقول يا بن رسول اللّه في الخبر الذي روي : أنه نزل جبرئيل ( عليه السّلام ) على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وقال : يا محمد ! ان اللّه عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : سل أبا بكر هل هو عنّي راض فإني عنه راض .
فقال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : « لست بمنكر فضل أبي بكر ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع : قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر بعدي فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب اللّه عز وجل وسنتي ، فما وافق كتاب اللّه وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب اللّه وسنتي فلا تأخذوا به وليس يوافق هذا الخبر كتاب اللّه ، قال اللّه تعالى :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[1].
فاللّه عز وجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى يسأل عن مكنون سره ، هذا مستحيل في العقول » .
ثم قال يحيى بن الأكثم : وقد روي : أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .
فقال ( عليه السّلام ) : « وهذا أيضا يجب أن ينظر فيه ؛ لأن جبرئيل وميكائيل ملكان للّه مقرّبان لم يعصيا اللّه قط ، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة ، وهما قد أشركا باللّه عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك . فكان أكثر أيّامهما الشرك باللّه فمحال أن يشبّههما بهما » .
قال يحيى : وقد روي أيضا : أنهما سيدا كهول أهل الجنة . فما تقول فيه ؟
فقال ( عليه السّلام ) : وهذا الخبر محال أيضا ، لان أهل الجنة كلهم يكونون شبّانا ولا يكون فيهم كهل وهذا الخبر وضعه بنو أمية لمضادة الخبر الذي قاله رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) بأنهما « سيدا شباب أهل الجنة » .
فقال يحيى بن الأكثم : وروي أن عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة .
فقال ( عليه السّلام ) : وهذا أيضا محال ، لأن في الجنة ملائكة اللّه المقربين ، وآدم ومحمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وجميع الأنبياء والمرسلين . لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر ؟ !
فقال يحيى بن الأكثم : وقد روي : أن السكينة تنطق على لسان عمر .
فقال ( عليه السّلام ) : لست بمنكر فضل عمر ، ولكن أبا بكر أفضل من عمر .
فقال - على رأس المنبر - : إن لي شيطانا يعتريني ، فإذا ملت فسدّدوني .
فقال يحيى : قد روي أن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : لو لم ابعث لبعث عمر .
فقال ( عليه السّلام ) : كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث ، يقول اللّه في كتابه : وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ[2] ، فقد أخذ اللّه ميثاق النبيين فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه ، وكان الأنبياء ( عليهم السّلام ) لم يشركوا باللّه طرفة عين ؟ فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك باللّه ؟ ! وقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « نبّئت وآدم بين الروح والجسد . »
فقال يحيى بن الأكثم : وقد روي أيضا أن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : ما احتبس عنّي الوحي قط الا ظننته قد نزل على آل الخطاب .
فقال ( عليه السّلام ) : وهذا محال أيضا ، لأنه لا يجوز ان يشك النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) في نبوّته ، قال اللّه تعالى : اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ[3] فكيف يمكن ان تنتقل النبوة ممن اصطفاه اللّه تعالى إلى من أشرك به ؟ !
قال يحيى : روي أن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : لو نزل العذاب لما نجى منه إلّا عمر .
فقال ( عليه السّلام ) : وهذا محال أيضا ، لأن اللّه تعالى يقول : وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[4] ، فأخبر سبحانه انه لا يعذب أحدا ما دام فيهم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وما داموا يستغفرون اللّه »[5].
وفي هذا النص شواهد كافية لمدى التحريف الذي سيطر على مجال الحديث والبدع التي أدخلت على السنّة النبوية الشريفة في عصر الخلافة الأموية والعباسية ، ومدى نفوذها إلى واقع الأمة بالرغم من كونها تخالف النصوص الصريحة للقرآن الكريم . وهذا كاشف عن مدى هبوط مستوى الوعي والثقافة العامة عند علماء البلاط فضلا عن عامة أتباعهم .
وهذا الحوار يكشف لنا عن مدى شجاعة الإمام ( عليه السّلام ) وقوّة منطقه ، ودوره الكبير في تصحيح هذه الانحرافات الخطيرة التي تشوّه حقائق الدين من أجل تصحيح أخطاء شخصيات استغلّت شرف الصحبة والصحابة ، وقبع الحكام المنحرفون تحت هذه الأقنعة التي نسجت منهم شخصيات وهميّة على مدى التاريخ في أذهان عوامّ علماء المسلمين فضلا عن أتباعهم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|