أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-16
1268
التاريخ: 2024-08-25
360
التاريخ: 2024-09-19
213
التاريخ: 2023-06-15
914
|
هناك ملاحظتان في قوله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]؛ فبالنسبة للملاحظة الأولى، لم تأت العبارة "وأقيموا الزكاة"، لكنه بالإمكان الاستفادة من مجيء التعبير على صورة "ءاتوا الزكوة" وليس "زگوا" - حيث جاء الأمر فيه بعنوان "الإيتاء" من جهة، وبصورة الجمع الشامل لجميع أفراد أهل الكتاب من جهة أخرى - أن المقصود هو إحياء هذا الواجب الاجتماعي ورفع الفقر العام على صعيد المجتمع.
أما الملاحظة الثانية فهي أن المراد من الزكاة في الآية هو زكاة المسلمين؛ حيث مع الالتفات إلى كون الآية مدنية (1)، ونزولها بعد تشكيل الحكومة الإسلامية، فالمقصود منها زكاة المال الواجبة تلك أو هي تعمّ زكاة المال الواجبة والمستحبّة، وكذلك أنواع الزكاة التي يكون دفعها واجباً كفائياً كالإنفاق الذي يكون (سبباً لنجاة الإنسان من الموت)، ولما كانت الزكاة عملاً قُربيّاً وعبادياً فلابد من الإتيان بها بقصد القربة ومع توجه القلب وخشوع الباطن، حيث إنّها في هذه الحالة فقط تكون مدعاة لتحكيم الأواصر الاجتماعية، لا أن تكون مصحوبة ب "المن" و"الأذى" اللذين ينقصان من تأثيرها المعنوي.
تنويه:
1- إنّ مجيء الأمر بأداء الزكاة بعد الأمر بالصلاة هو من باب أن المصلّي الذي يقيم علاقته مع الربّ المنعم ويطلب القرب منه من خلال إقامة الصلاة لا يغفل عن خلق الله تعالى الذين هم "عيال الله" (2)؛ وإنَّ من لوازم عدم الغفلة عن الخلق رفع مشكلاتهم التي من جملتها إزالة الفقر والاحتياجات المادية والاقتصادية التي ترفع بإيتاء الزكاة وأنماط الإنفاق المالي.
2- على الرغم من أن زكاة المال الواجبة محدودة، إلا أن الزكاة غير المالية غير محدودة؛ كما قال رسول الإسلام (صلى الله عليه واله وسلم): "لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة" (3) والمعنى أن حسن الضيافة هو الوظيفة الزكوية لمن أنعم الله عليه بنعمة الدار. من هذا المنطلق فإن من ديدن أصحاب الباطن هو "الإتيان بزكاة الهمة" جنباً إلى جنب مع إتيانهم بزكاة "النعمة". وتوضيح ذلك، هو أن النعمة تأتي تارة بالمعنى الخاص، نظير نعمة المال وتارة بالمعنى العام، وهو ما يستنبط من الآية المباركة: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]. فالنعمة بمعناها الخاص هي في مقابل الهمة، أما النعمة بمعناها العام فتكون شاملة للهمة. إذن فزكاة النعمة بمعناها العام تكون مستلزمة لدفع زكاة الهمة أيضاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) على خلاف الآيات النازلة في مكة حيث يُراد من الزكاة فيها إما الزكاة المستحبة أو تزكية النفس؛ وذلك لأنه لم يوجب في مكة من فروع الدين إلا الصلاة، أما الفروع الأخرى، كالزكاة والصوم، فقد أوجبت في المدينة.
(2) قال رسول (صلى الله عليه واله وسلم): "الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله عزّ وجل أنفعهم لعياله" (قرب الإسناد، ص 57؛ وبحار الأنوار، ، ج 93، ص118).
(3) نهج الفصاحة، ج1، ص 437.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|