أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-03
922
التاريخ: 2023-06-13
828
التاريخ: 4-9-2020
1630
التاريخ: 23-3-2022
2185
|
إن من خواص المادة تقارب الذرات أو بالاصطلاح العلمي تجاذبها، وبالتالي تجاذب الذرات وتجاذب مجموعاتها وأجرامها وسُدُمها، وهنا نقول: إن من خواصها أيضًا الدوران المحوري Rotation أي إن كل ذرة وكل جسم (مجموعة ذرات) مستقل في حيزه يدور على نفسه - على محوره - هذه ظاهرة طبيعية عامة مشاهَدَة في الكون، الشمس والأرض والسيارات والأقمار كلها تدور على محاورها، كذلك النجوم ومجموعات النجوم والمجرة والسُّدُم تدور على محاورها، حتى أدق أجزاء المادة الفوتون الضوئية والالكترون والذرة المؤلفة منها تدور على محاورها، فكأن المادة مخلوقة ولها هذه الخاصية: خاصية الدوران.
ولكن هذا الدوران المحوري ليس النوع الوحيد، بل هناك دوران آخر هو الدوران المركزي Revolution أي الدوران حول مركز عن بعد كدوران الأرض والسيارات من حول الشمس فضلا عن دورانها على محاورها، والدوران الأول هو سبب الدوران الثاني، وهو أيضًا سبب القوة الدافعة عن المركز ضد القوة الجاذبة إلى المركز.
وهنا لا بد أن يسأل القارئ كيف يكون ذلك؟ وكيف يمكن أن يؤثر دوران جرم مركزي كالشمس في جرم آخر كالأرض على بعد سحيق بينهما، بحيث يجعلها تدور من حول الشمس بسرعة مقرَّرة لا تتعداها ولا تقصر عنها لتتم الدورة في سنة كاملة؟ فما هي واسطة الاتصال التي تنتقل بها القوة من الجِرم المركزي الدائر على نفسه إلى الجرم البعيد عنه؛ لكي تضطره أن يدور حوله، فلا تتركه يهبط إلى المركز ولا تدعه يشرد عنه؟ هنا تنبري وظيفة الإيثر في الميدان لحل اللغز، وهنا تتضح علاقة الجاذبية بالإيثر، وهنا يتضح الدور الذي يلعبه الإيثر في الضلع الثاني من الجاذبية، وإليك البيان:
تصور الشمس مثلًا وهي تدور على محورها مع ما فيها من نتوءات وفجوات وتصور ما فيها من ذرات وجزيئات تدور على نفسها والكترونات تدور حول بروتونات وكل ذرة تُصدر سلسلة اشعاعات Radiations، تصور جميع هذه تصادم البحر الإيثري مصادمات متساوقة متتابعة في اتجاه واحد؛ لأن دوراناتها متجهة اتجاها واحدًا، تصور هذه المصادمات محدثة أمواجًا مسوقة في اتجاه تلك الدورانات المحورية، وهي تنتشر بشكل حلزوني، وكلما ابتعدت الموجة تحددت دوائر الشكل الحلزوني وضعفت قوته حسب قانون الانتشار ، ورقت الموجة أي قصر عرضها بين الارتفاع والهبوط، ولكن الموجة لا تزال تسرع مبتعدة عن المركز بالسرعة التي صدرت بها؛ لأن السرعة تتوقف على دقة ذرات الوسط المتموّج (الإيثر) وعلى كثافته ، وهنا نظن القارئ يسأل: لماذا تنتشر التموجات بشكل حلزوني؟
الدوران الحلزوني
يمكنك أن ترى شبهًا لهذه الحركة الحلزونية إذا ملأت «طستا» واسعًا ماءً ووضعت في وسط المسافة بين مركزه ومحيطه فلينة، ثم وضعت أصبعك في المركز وحركته حركة رحوية حول المركز، وإذا جعلت بدل أصبعك خشبة بعرض سنتيمترين أو ثلاثة سنتيمترات وسماكة سنتيمتر واحد، وطفقت تديرها بسرعة ترى الموج يتولد من هذه الحركة بالشكل الحلزوني، ولا تلبث أن ترى الفلينة سائرة ببطء حول المركز في اتجاه الدوران الذي أنت محدثه، وإذا لم تر دوران الفلينة منتظمًا؛ فلأن الموجات ترتد من محيط الطست مفسدة نظام الموجات الواردة من المركز والمصدومة بها.
تصور هذه الأمواج الحلزونية صادرة ليس من دوران الشمس على محورها فقط، بل من بلايين الذرات التي تتألف الشمس منها، وهي تدور على نفسها بنفس اتجاه الدوران الشمسي، فهذه البلايين من الأمواج المنتشرة بشكل حلزوني من المركز إلى اللانهاية هي ما يُسمى «الجو الجاذبي». والآن لكي نفهم هذه الصورة التالية جيدًا تصوّر الشمس وهي تدور على محورها، وتصوّر نتوءاتها الذرية التي لا تُحْصَى تصدم الإيثر صدمات عرضية أي متعامدة لنصف القطر؛ فتحدث أمواجًا عرضية متتابعة لا يُحْصَى عددها تنتشر من حول الشمس انتشارًا حلزونيا في اتجاه دورتها المحورية، ولتسهيل التصور نقتصر على تتبع الأمواج التي يُحدِثها نتوء واحد كل هنيهة، فترى أن الموجة الواحدة التي يُحْدِثها النتوء لا تتم دائرة حول الشمس بل تلتف التفافًا من حول الموجة التي تليها، فإذا تصورت أن نبرات الشمس في دورانها المحوري تُحدث بلايين الأمواج في البحر الإيثري على هذا النحو، أمكنك أن تتصورها ملتفة بعضها على بعض بالشكل الحلزوني وهي تصدم الإيثر أمامها صدما عرضيًّا متعامدًا لأنصاف أقطار الدائرة.
ثم تصوّر الأرض على بُعْد من الشمس وهذه الأمواج تصدمها على نحو ما تصورناه آنفًا، فلا بد من أن تتصوّر أن الأمواج تسوقها أمامها سوقًا، أو تتصور أن الأرض – وهي قاصدة ان تقتصر على الشمس – لا تستطيع الاقتراب ؛ لأن الأمواج تمنعها فتضطر أن تتدحرج أو تتزحلق على متون تلك الأمواج في خطّ منحن يتم في دائرة، فكأن الأرض تحت تأثير قوتين: قوة الانجذاب نحو مركز الشمس، وقوة الأمواج الصادمة لها في خط متعامد لخط الانجذاب المذكور، ونتيجة القوتين المتعامدتي اتجاه السير في خط دائري – حول الشمس – هو الفلك (المدار) الذي تدور فيه الأرض من حول الشمس، ولولا هذه الأمواج الحلزونية الإيثرية لسقطت الأرض على الشمس، هذه هي «الدافعية» أي القوة الدافعة عن المركز.
ولعلك تظن أنه ما دامت الأمواج تسوق الأرض أمامها – وهي حلزونية – فلا بد أن تسير الأرض في خط حلزوني أيضًا فتبتعد عن الشمس مع ابتعاد الأمواج الحلزونية الدافعة لها.
نعم، كان يجب أن تتباعد الأرض عن الشمس بفعل هذه الأمواج لولا أن هناك قوة التجاذب أو التقارب بين الجرمين التي شرحناها آنفًا، وهذه القوة تقاوم قوة الأمواج العرضية وتوازنها. ولعلك تسأل: إذا قذفنا حجرًا أو قنبلة قذفًا أفقيًا، فلماذا لا يستمر دائرًا من حول الأرض كما يدور القمر من حولها؟ أو لماذا لا يسقط القمر إلى الأرض كما يسقط الحجر إليها؟
أقول: إن الجواب على هذا السؤال هو لباب قانون الجاذبية؛ لأن هذا القانون لا يقتصر على تجاذب الجِرْمين فقط، بل يشتمل على قانون سرعة الدوران دوران الواحد من حول الآخر، فالسرعة هي أهم ضلع في القانون؛ لأن مقدارها المناسب للبعد عن المركز هو الذي يقي الأرض من الهبوط إلى الشمس، كما أنه يعصمها من الشرود عنها، وهو الذي يقي القمر من الهبوط إلى الأرض أو الشرود عنها. لو أمكننا أن نقذف قنبلة بسرعة 9 / 10 أربعة أميال في الثانية لجعلت تدور من حول الأرض كسيار أو قمر حولها، ولو أمكننا أن نقذفها بسرعة خمسة أو ستة أميال في الثانية لشردت عن الأرض وتاهت في الفضاء، والسهم الذي زعموا أن الأستاذ جودارد الأميركي يبتغي قذفه إلى القمر لا يمكن أن يبتعد عن الأرض إذا لم ينقذف بسرعة تزيد على خمسة أميال في الثانية، فأين القوة الأرضية التي تستطيع أن تُحدِث هذه السرعة؟ كذلك القمر لو أبطأ معدل سرعته – ولو بعض الميل – لهبط إلى الأرض لا محالة، ولو طرأت عليه قوة من عالم الغيب تزيد معدل سرعته لشرد في الفضاء. بقي أن القارئ يستغرب أن ذلك الإيثر الذي حسبنا لطفه جزءا من ملايين جزء من لطف غاز الهواء تستطيع موجته أن تدفع أمامها الأرض التي هي أكثف من الهواء عشرات المرات، ولكن إذا تصورت أنه ليس في البحر الإيثري قوة أخرى غير قوة أمواج الإيثر تتسلط على الأرض من أية ناحية البتة، فمهما كانت قوة هذه الموجة ضعيفة في تصورنا فهي ذات قوة كافية لأن تدفع جزم الأرض معها ما دام ليس هناك قوة ضدها.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|