المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



جانب من حقوق المرأة  
  
1334   10:03 صباحاً   التاريخ: 2023-03-09
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص190 ــ 192
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /

أين ومتى أقرت تعاليم الإسلام الحنيف للرجل حق استخدام القوة أو سلب المرأة حقوقها المستقلة، حتى يتصور الرجل أن من الخطأ إظهار الرغبة في إدخال السرور على قلب الزوجة أو أنه لا ينبغي للزوجة أن تتوقع مساعدة زوجها لها في البيت؟!.

إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يبيّن في الحديث الشريف (من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله بكل مرّة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب ـ عليه السلام ـ)(1)، مدى الأجر الذي يصيب الرجل من جراء صبره على سوء خلق زوجته، وكذلك أجر الزوجة الصابرة على سوء خلق زوجها من خلال الحديث الشريف: (من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسية بنت مزاحم)(2).

ولكي تعرف ما يجب أن نكون عليه، قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (رحم الله امرءاً علم من أين وفي أين وإلى أين) و (رحم اله امرءاً عرف قدر نفسه)(3).

أي أن المرء بين حالات أو أوقات ثلاثة؛ بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومن أجل أن يكون الإنسان في كل ذلك على مستوى واحد وفي مسيرة حياتية متوسطة لا بد له من امتطاء الصراط المستقيم الموصل مباشرة إلى الجنة، وحينها لا من المستقبل يخاف ولا من الماضي على حزن، وحاله اليوم تبيّنه الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].

ما أعظمه من اعجاز، ففي آية واحدة جرت الإشارة إلى آلية الأداء ومعالم الطريق والمقصد في آن واحد.

إن الإنسان إذا لهج لسانه وقلبه وكافة أعضائه وخلاياه بذكر الله تعالى ثم سار على الصراط المستقيم فقد جسد الثبات من جهة وحول القول إلى فعل على صعيد الواقع من جهة ثانية ومعنى هذا أنه عمل من أجل رفاه وسعادة المجتمع ومثل هذا النموذج لا يمكن أن يخاف من المستقبل ولا يحزن على الماضي لأن الملائكة ستتولى تدبير أموره: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 5]، مما يعني انتفاء معنى الخوف والحزن لديه.

لقد امتطى هؤلاء الصراط المستقيم الموصل للجنة: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ} [فصلت: 30]، والمردد لذكر الله تعالى يكون ككنز زخر بالجواهر وأحاط به الحراس فاحتفظ بقيمته وصار في مأمن من السراق، فإنه لن يحزن على ما اختزنه من جواهر - ذكر الله تعالى - فهي له ولن يخاف من فقدانها في المستقبل مما يعني تمتعه بحياة متوازنة متزنة. الطب يؤيد من جانبه هذا المطلب حيث يؤكد علم النفس بأن الإنسان المتزن في جوانبه الحياتية يكون ممن لم يتعرض للضغوط النفسية في السابق ولا يأبه بما قد يواجهه منها في المستقبل واللحظة التي هو فيها تمثل نقطة الالتقاء بين أنه (كان) و(صار)، متحررا من حالة الاضطراب والازدواجية مستقراً في حياة واحدة متسقة المنهج وسليمة مما يستوجب منه الشكر لله تعالى قولاً وعملاً.

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27 - 28].

يعد الحديث الشريف: (ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين)(4) والالتزام به من الموارد التي يكون الشروع فيها بذكر الله تعالى وتساميها ومعاظمها بالشكر له وختامها في جنات عدن.

إن الشكر يعني إطلاق البشرى بعدم الانتقام مما سبق وعدم الغوص في وحل المذلة مستقبلاً ... لقد أطرى الدين الإسلامي الحنيف على العلاقات الطيبة في العائلة إلى الحد الذي يشعر الإنسان معه بالغرور والبطولة.

إن حياة ومستقبل الأجيال مرتبط بما احتوته ملفات العلاقات العائلية، ولو عثر الزوج في دفتر مذكراته على جمل تفصح عن أفعاله القبيحة لشاهد بالتأكيد سطورا تحكي تعديه على حقوق الزوجة وتصرفاته السبعية وما سببه من آلام لجسدها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميزان الحكمة: ج4، باب الزواج، ص288.

2ـ المصدر السابق.

3ـ نهج البلاغة.

4ـ وسائل الشيعة: ج20، باب استحباب خدمة المرأة زوجها في البيت، ص174. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.