المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05

زوال التهديد بالبطلان دون تغيير في عنصر من عناصر العقد
12-3-2017
الاستشارة
27-3-2019
الحجم المستغل في العمل Working Volume
24-9-2020
اكتمال الايمان
2024-09-15
ما يحرم على الحائض
9-12-2016
المزارع المتميزة Differentiated Cultures
26-1-2018


تحمل الآخر في الحياة الزوجية  
  
878   09:12 صباحاً   التاريخ: 2023-03-06
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص85 ــ 86
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 2256
التاريخ: 25-8-2019 2158
التاريخ: 13-11-2018 1749
التاريخ: 1-2-2020 2011

من أجل تشكيل الأسرة ينبغي البدء بحياة الألفة، حيث يعتبر الزوجان أنفسهما مسؤولين عن بعضهما، وعليه ينبغي أن يتحمل أحدهما الآخر ويصبر عليه، لكننا - ومع الأسف الشديد - نجد البعض - وبسبب التحريضات أو ضغوط العمل والحياة - يفتقد هذا الجانب في حياته، فلا يعود يتحمل صاحبه وشريك حياته، ويثور من أجل سبب تافه مما يعرض الحياة المشتركة للزوجين إلى الخطر.

صور متعددة:

تزخر الحياة بصور متعددة من السلوك والممارسات والمواقف، ويمكن القول إن لكل إنسان طريقة عمل وسلوك معين، وفي عالم الحياة الزوجية يتصرف بعض الأزواج كما لو كانوا سادة يصدرون الأوامر إلى عبيدهم، وما على شركاء حياتهم إلا الطاعة والتسليم.

فقد نرى زوجا يتصرف مع زوجته ويعاملها كما لو كانت خادمة أو جارية لا حظ لها بشيء سوى الطاعة، يثور من أجل كل شيء وبسبب أي شيء. - لماذا لم تقومي بالعمل الفلاني.. ولماذا الطعام الفلاني غير جاهز.. لماذا ولماذا؟ غافلاً عن أن الزوجة ومن وجهة نظر شرعية وقانونية ليست مكلفة أبداً بالقيام بهذه المهمات، وأن تعهدها بذلك هو عمل إنساني نبيل تستحق من أجله التقدير والإجلال والثناء.

وفي مقابل ذلك نرى نساء يعاملن أزواجهن كما لو كانوا عبيداً أذلاء يتحركون كما تتحرك بيادق الشطرنج وفق حساب معين أو أمر معين أو نهي محدد، فإن كان الزوج فقير ذكرته بذلك مراراً وتكراراً وأشارت إلى ثرائها وغناها ومنت بالحياة معه.

إن مثل هكذا ممارسات لا تتفق مع حقيقة الإنسانية وأصول وأسس الحياة المشتركة التي يدل اسمها على الاشتراك في كل شيء. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.