المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الانتقالات الكمية
17-5-2016
الثقوب السوداء والإنتروبيا
2023-04-04
تروك الاحرام
2023-10-17
نسب الربحـية ــ دراسة ربحيـة المبيعـات ( القـوة الايـراديـة )
2023-06-25
قاتلات الأحياء Biocides
19-7-2017
The Atomic Model
26-5-2019


ضعف المرأة  
  
3221   09:11 صباحاً   التاريخ: 2023-03-05
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص180 ــ 189
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2020 2372
التاريخ: 2023-03-09 1334
التاريخ: 9-10-2018 2088
التاريخ: 19-1-2016 2139

إذا كان الإسلام الحنيف استخدم مفردة (الضعيفة) بشأن المرأة، فإنما لتبيين مدى عدم استقرارها وكونها مستضعفة، أو لأن المستضعف مفردة تطلق على من توضع أمامه الموانع ويحال دون نموّه ويُحرم من الفرص المتاحة.

حينما تثور ثائرة الرجل يكون في نقطة هي أبعد ما تكون عن الصواب في اتخاذ المواقف المناسبة واللائقة على مختلف أصعدة حياته، وعموماً يكون الثائر العصبي في حال تغيّر لسجاياه، ولكن ليس من الانصاف أن يكون الرجل نفسه طرفاً في الخصومة ونفسه القاضي وهذا كله يعد تهاوٍ للصفات في عملية تجرد من الحياة الإنسانية إلى الأساليب الحيوانية.. لذا فإن كافة الأفعال والخطوات التي يقوم بها الرجال في أوقات العصبية وحينما تبرز خصالهم العدائية، تتسم باللامنطقية واللامعقولة وأحياناً بالحيوانية.

إن قول نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله): (من اتخذ زوجة فليكرمها)(1)، يثير موضوع احترام كيان يتمتع في جانب أو أكثر بقيم أسمى وأعمق وإذا عمد الكتاب والخطباء إلى اخفاء هذا الاحترام والتركيز على كون المرأة ضعيفة ومستضعفة فإنهم لم يمهدوا لانتشار فكر سليم خال من الأغراض والتطرف إزاء هذا الموضوع بل وفضلوا مصلحة الرجال على وجهة نظر المصلحة العامة والمصلحين الذين يقرون المنزلة السامية للمرأة. إن آفاق المسلم والمسلمة، لا سيما في مقابل القضايا المهمة، لا تتعدى إقامة حياة تستند إلى حقائق وأسس إسلامية؛ فالمسلم الحقيقي يكون حساساً ومراقباً لتصرفاته لئلا يكون ظالماً أو أن يكون أداة لمكائد الشيطان الرجيم أي عبداً للشيطان المستكبر المحدود لا عبدا لله تعالى ذات المطلقية واللانهاية. وبما أن الانغماس في عالم الحدود والقيود مآله الاحساس بالوحدة والاصابة بأكثر المآسي الإنسانية ألماً فإن الحياة الحيوانية للمرأة تعد في ظل الظروف الحاكية عن ضعفها نوعاً من الوحدة. وإن أشار الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى نقطة ضعف أو نقص في المرأة فإنما منشأ ذلك الدين والعبادة حيث شاءت القدرة الإلهية ذلك، ومن غير المعقول أن تكون الفرائض والواجبات عليها أكثر من الرجل وإلا كان ذلك إضعافاً لها وليس ضعفاً.

روي أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مرّ على نسوة فوقف عليهن، ثم قال: (يا معشر النساء، ما رأيت نواقص عقول ودين أذهب بعقول ذوي الألباب منكن..، إلى إن قامت امرأة منهن وقالت: يا رسول الله... ما نقصان ديننا وعقولنا؟ فقال: أما نقصان دينكن فبالحيض الذي يصيبكن فتمكث إحداكن ما شاء الله لا تصلي ولا تصوم. وأما نقصان عقولكن فبشهادتكن، فإن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل)(2).

يقضي الشارع المقدس بحرمة لبس الذهب على الرجل خاصة وأن التحاليل أثبتت بأن خصلات شعر المرأة تحتوي على الذهب فيما لا تحتوي خصلات شعر الرجل على شيء من ذلك. إن حرمة لبس الذهب على الرجل لا هي تقلل من مكانة وشأن الرجل ولا هي تنزل من قيمة الذهب، كما أن سقوط الصلاة أو الجهاد بالسيف أو غير ذلك عن المرأة أو حرمتها عليها لا تضعف ولا تنقص من شأن المرأة وفي نفس الوقت لا تقلل من شأن الصلاة والجهاد.

الخنثى التي فيها من صفات وعلامات الرجل والمرأة معاً، وهي لا رجل كامل ولا امرأة كاملة، تكون أقرب للرجل حينما تكثر فيها علامات الرجولة وفي هذه الحالة تكون هرمونات الرجولة أكثر افرازا وفعالية فيها، وبنفس الطريقة تكون أقرب للمرأة.

ليس هناك ذكر تتوفر فيه عوامل الرجولة مائة بالمائة ولا وجود لأنثى تمتاز بأنثوية كاملة متكاملة، وهذا الكلام والتقسيم محدود في جسمية الإنسان وفيزيولوجيته أما على صعيد روح الإنسان وعالم النهاية يكون كمال المرأة حينما تصير أماً ويتكامل الرجل في رجولته عندما يصير أباً.. وهل يمكن أن يطأ الجنة غير الكامل، إن الأم أينما تضع قدمها فلذلك المكان قيمة الجنة وهو قول رسول الله (الجنة تحت أقدام الأمهات)(3)، ولو التفت المرء إلى الوالدة ووقف على حقيقة ما خفي عنه لأمكنه التعرف أكثر على قيمة كونها أماً، فالوالدة لا يمكنها أن تكون والدة لزوجها أو أبيها لأن الوالدة والدة لولدها أمّا لكن الأم بإمكانها أن تكون أماً للزوج أو الأب.

لقد لقّب النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) ابنته العزيزة فاطمة الزهراء (عليها السلام). بـ (أم أبيها)(4) قبل أن تلد الحسن (عليه السلام) ولذا أينما وضعت قدمها كانت الجنة تحتها وهذا أفضل تكريم للمرأة الأم وليعلم الزوج أن زوجته أقرب للحقيقة حسب ما تمتلكه من تقوى.

تحظى المرأة عموماً بميزات اجتماعية تفوق التي يتمتع بها الرجل وذلك كتعويض لها على تجميد أجهزتها الانثوية لبعض الوقت، فضلاً عن تمتعها بنعمة حملها موجوداً آخر في رحمها لمدة تسعة أشهر تقل أياماً أو تزيد وبعبارة أخرى أن الأب إذا تعلق بالولد حباً لفترة من الزمن فإن الأم حفظت بين أضلعها جذور الولد وتلك ميزة تعكس سمو مكانة المرأة.. مهما حاول الرجل أو تمنى أن يضع قدمه في مكان يكون بمثابة الجنة فإنه لن يفلح ولن يكون ما يريده كما أن الجنة لن تكون تحت ظل أي شيء تحمله المرأة مهما تمنت هي ذلك فهو أمر خص الله تعالى الرجال به وهو قول الرسول محمد (صلى الله عليه وآله): (الجنة تحت ظلال السيوف)(5).

الصلاة عماد الفرائض والعبادات، وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (إن أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن قبلت قبل ما سواها)(6). لا يمكن تفضيل شيء في المكان على محل اقامة الصلاة بل على العكس يمكن تفضيل محراب الصلاة على أماكن الأشياء الأخرى. تقدست كربلاء من تربة روتها دماء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) فجعلها محراباً وصارت قبته حائراً، إنها الأرض التي أظلتها السيوف فكانت الجنة المنشودة حيث الجنة تحت ظلال السيوف. ليس للمرأة أن تقف في هذا المحراب لكنها أينما وضعت قدمها صار ما تحته محراباً ومن الجنان؛ أي أن الأم تملك دوماً عشاً لها في الجنة والأب أمامه الجنة ما امتد به البصر إذا ما حمل السيف للجهاد أو حينما يقف بين يدي الذات الإلهية المقدسة.

إن الرجل الذي يعتبر المرأة ضعيفة هو في الواقع محسوب على الآدميين أو ربما كان قد ترك بينهم، والمصيبة كل المصيبة أن لا يعرف المريض ولا يعترف بأنه مريض، وأن ينسى بأن أداة قوته متصلة بجسمه لا بعقله ويرفعها - أي اليد - بدافع الهوى والطيش لا بدافع مفاتن الفتاة التي قدمت إلى بيت الزوج محملة بالآمال والأماني متطلعة إلى حماية أكبر من تلك التي شعرت في بيت أبيها، الفتاة التي رسمت آفاقاً مشرقة في تشييد بناء جديد اسمه العائلة بعد تمكين من قبلها للزوج ومن ثم دفع عجلة الحياة.

إذا اعتبرت ضعيفة بحيث ينظر إليها بأنها تعيسة الحظ لتزوجها من الجنس الآخر فإنها ستنحرف عن المعيار الرئيس لمفهوم العائلة، إذ لا تربية صحيحة ويمكن أن يتوقع منها ولا برنامجاً منتظماً على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي ينتظر منها.

حينما كنت أدون في الكتب المتعلقة بموضوع الولاية - ثمانية مجلدات: المظلوم الضائع في السقيفة - ألتفث إلى أحد الاخوة من أهل السنة، وكان فاضلاً ومتعصباً، وهو يبدي دهشته لما كتبت.. إن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وعلياً المرتضى وأبناءه المعصومين (عليهم السلام) جسدوا صور الخضوع والخشوع لله تعالى (اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء)(7) بينما غط أمراء بني العباس وبني أمية في الشراب والرقص والغناء حذو أنفهم. لقد فتح التأريخ أبوابه ليمكننا وعبر قنوات العقل والمنطق السليم تحديد هوية الفريق الخارج عن الإطار الإسلامي، فيا ترى أي الفريقين أحق بطرده من رئاسة المسلمين؟.

وهنا أقول للرجال الذين تبرز فيهم القوة البهيمية في حياتهم بأن الغضب البائن على شفتيك وعينيك وحاجبيك والهيجان الساري في عضلاتك ما هو إلا نتيجة للتفكير بصورة خاطئة وسيئة وأن هذه الصورة التي أنت بها يطبعها العالم في سجلاته ثم يعيدها إليك بعد أيام وربما شهور: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38].

لقد ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله): (المرأة ضلع مكسور فاجبروه)(8)، وعنه (صلى الله عليه وآله): (ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله... ثواب الشاكرين)(9).

وقال (صلى الله عليه وآله): (من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب (عليه السلام) على بلائه، وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج)(10).

وعن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: (إن إبراهيم شكا إلى الله ما يلقى من سوء خلق سارة فأوحى الله إليه: إنما مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن أقمته كسرته وإن كسرته استمتعت به، أصبر عليها)(11).

إن تشبيه المرأة بالضلع أمر يستحق التأمل لأن لكل ضلاع خصائص لا تكون لغيرها من سائر عظام البدن فالأضلاع تطوق على كثير من أعضاء الجسم ومن بينها القلب والرئة موفرة لها الحماية شأنها في ذلك شأن الثوب الذي يحبس في داخله الجسد وهو في نفس الوقت يحميه من العوامل الخارجية المضرة، وهذا ما يتناسب مع مفهوم الآية الشريفة: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}[البقرة: 187]، إذ كل منهما وقاء للآخر. يتسع ما بين الأضلاع فتزداد قوة الجذب فيما بينها وبين الأعضاء ثم تنقبض فتضغط على الرئة. وبالتالي تزداد قوة التنافر وهنا شبه مع عالم المرأة لا يخفى على ذي لب فالزوجة أحياناً تتجلى فيها عوامل الجذب وتظهر فيها آثار الود العائلي وأحياناً تكون محطاً للصفات المنبوذة.

وهكذا تكثر في المرأة عوامل الجذب وعوامل النفور حتى أمكن البحث فيها عن كثير من الممكن واللاممكن في آن واحد.

إذا كانت الأضلاع تنبسط وتنقبض ست عشرة مرة في الدقيقة لتفصح عما تحامي عنه من الأعضاء فإن المرأة أيضاً تحاول عبر حالتها المختلفة إظهار ما تختزنه من أبعاد في شخصيتها وتظهر للمجتمع على الصورة التي نشأت وترعرعت عليها، وهذه كلها تضيع في تجاذبات الحياة ما لم تحتكم للعقل والمنطقية، والإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) يقول: (عجبت لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقولة)(12).

يعد الفم الطريق المؤدي إلى نمو الجسم، والأذن والعين والفؤاد السبيل لنمو الروح..

نحن نهتم كثيرا بما نريد أن نأكله سواء على صعيد الجانب الصحي أم على صعيد الطعم لكننا أقل اهتماماً بنوع الكلام والأصوات التي ترد أسماعنا والمناظر أو المخطوطات التي نشاهدها أو العوامل التي تغير الأفئدة أو تكسيها الأغشية. إذا مال ضغط على الجانب الأيمن للأضلاع فإن جريان الهواء في الرئة الواقعة في ذلك الجانب سيضعف وإن تعرضت الأضلاع للضغط ازداد احتمال تكسرها لأنها أقرب للكسر من باقي العظام، وإن فقدت المرأة ثقتها في بعد من الحياة فإن ارتباطها بذلك الأمر سيشوبه السقم وإذا ساورها القلق والاضطراب من جهة أنها امرأة مما قد يبعدها عن حقها فإنها ستفقد ثقتها بنفسها وستعاني من هذا البعد.

ولذا فالرجل المسلم الذي يكن الاحترام والعزة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقدم على الزواج متحملاً أعباء المسؤولية دون أن يؤذي زوجته، لن يتعرض إلى ضغوط بالحياة تؤدي إلى تكسر أضلاع حياته، ومثلما يفقد ثقته السابقة ببدنه بعد تكسر أضلاع بدنه فهو يفقد جانباً من ثقته بالحياة بعد تهشم أضلاع حياته، وهنا ينجم عن هذا الخوف أن الأب والأولاد سيصابون بتحلل القوى قبل أن تأخذ الآلام والهموم الأم من كل جانب.

المرأة ريحانة وليست قهرمانة، وأضيف هنا بأن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة)(13).

لاحظ كيف هو حب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) للعطر والطيب إذ يوصله بحب المرأة.. المرأة ريحانة والعطر خلاصة الزهور والأوراد ولو التفتت النسوة إلى مدى الاهتمام الذي أولاهن به الإسلام الحنيف لعرفن مرتبة الكمال التي هن فيها، هذه المرتبة التي ليس للرجل أن يتصورها. إن مرتبة الأم يحدها العرش الإلهي من الأعلى وجنة الفردوس من الأسفل، وإن كانت في زمن الحمل فهي كالقائم ليله والصائم نهاره وحينما تلد الطفل صارت كمن أعتق رقبة من ذرية النبي إبراهيم (عليه السلام) من ولد النبي إسماعيل (عليه السلام)، الذرية التي سأل النبي إبراهيم (عليه السلام) ربه الإمامة لها: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124].

يكون الحق تكليفاً حينما يظهر للعيان.. (كل مولود يولد على الفطرة...)(14) أنه يولد على عبادة الله سبحانه وتعالى وهو حق حتى إذا صار إلى العالم الخارجي تحول الحق فيه إلى تكليف. تكون الأم والجنين في بطنها على حال العبودية والحق فهي كالقائم ليله والصائم نهاره فإن جاءها المخاض مصحوباً بآلام (مرغوبة) ولدت الطفل وتحول الحق فيها إلى تكليف. لقد كانت الأم توصل الدم إلى رأس الجنين في رحمها بواسطة الحبل السري وبعد أن ولدته يختار دماغ الطفل لنفسه الطريق وتختار الأم طريقها إلا أن يلتقيا في المسير إلى الله تعالى حيث ترتقي العلاقة حينها إلى مستوى الأخوة في الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]. الظريف أن المسلمين أوصوا بالعالم أجمع لكنهم لم يعبر عنهم بأخوة الإيمان ولهذا نجد أن الاتحاد ممكن بين الفئات المختلفة أما الوحدة فلا تكون سوى لدى أصحاب الفكر الواحد والمنهج الواحد.

إن اقتناع المرأة بالزواج متأتٍ من اقتناعها بعدم توفر الاستقرار المنشود لديها فيما لو بقيت عازبة، وهذا الشعور الذي ينم عن جانب من الضعف لا يسوغ للرجل أن يمارس دورا سلطوياً ويلقي (الاستكبار الرجولي)، بظلاله على الحياة الزوجية. إن الفتاة تتطلع من خلال الزواج إلى هدف سام وتطمع بالتكامل ولذا قامت بتقديم أغلى ما لديها من أجل الولد؛ الآبن صار رجلاً والبنت صارت امرأة، لكن الامرأة هذه تشعر في لحظات أنها ذات حظ متعثر ويظهر ذلك عليها فتغدو أمها تتحدث عن تعاسة ابنتها ويضغط الأب على آلامه ويكبتها فتنفجر دموعاً تنساب على خديه وهو في هذه الحال يتضرع إلى الله تعالى ويتساءل: ألا يعود هذا الرجل إلى أعماقه ويتحسس آدميته ويعرف بأن الله تبارك وتعالى أودع في يده نسمة من بين مليارات من بني البشر وجعلها في عصمته؟!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل: ج1، باب49، ص412.

2ـ مكارم الأخلاق: في أخلاقهن المذمومة، ص202.

3ـ ميزان الحكمة: ج10، باب الولد والوالد، ص712.

4ـ أسد الغابة: ج5، ص520.

5ـ الحكم الزاهرة: علي رضا صابري يزدي، ص344.

6ـ بحار الأنوار: ج83، ص25..

7ـ دعاء كميل.

8ـ مستدرك الوسائل: ج14، باب67، ص252.

9ـ وسائل الشيعة: ج20، باب استحباب خدمة المرأة زوجها في البيت، ص174.

10ـ ميزان الحكمة: ج4، باب الزواج، ص288.

11ـ الكافي-ج5، ص513، ح2.

12ـ بحار الأنوار: ج1، باب6، ص218.

13ـ وسائل الشيعة: ج2، باب89، ص144.

14ـ بحار الأنوار: ج3، ص279، باب11. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.