المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الحسن والحسين الحجج على البرية
4-03-2015
وزن القطرة dropweight
23-9-2018
أمنمحات الثاني بعوثه إلى بلاد بنت.
2024-02-11
تخليق الكاروتينات Carotenogenesis
28-9-2017
العلاقة مع الأطفال والشباب / معرفة مستوى الإدراك الخُلقي للأطفال
11-7-2022
Cosine
27-8-2019


إزدهار الخطابة وإنحسار الشعر في عصر صدر الإسلام  
  
26785   07:50 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص255-256
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015 30118
التاريخ: 5-7-2019 6952
التاريخ: 23-03-2015 3446
التاريخ: 27-09-2015 6598

يجب أن نلاحظ أن الأدب المخضرم فقد كثيرا من الاغراض والمعاني الجاهلية وتبدّل بها أغراضا ومعاني اسلامية، أما أسلوبه فبقي جاهليا في الاكثر. وكذلك قل الشعر في هذا العصر وكثر النثر، وازدهرت الخطابة.
أما قلة الشعر في هذا العصر فترجع إلى الأسباب التالية:
(أ) سقوط منزلة الشعراء لتكسبهم بالشعر وخضوعهم في سبيل ذلك للممدوحين. قال ابن رشيق (1:66): «كان الشاعر في مبتدأ الأمر أرفع منزلة من الخطيب لحاجة (العرب) إلى الشعر في تخليد المآثر وحماية العشيرة. فلما تكسّبوا به وجعلوه طعمة وتناولوا به الأعراض، وجعله الأعشى متجرا، صارت الخطابة فوق الشعر (راجع 1:26-27،64-65).
(ب) ان نفرا من الشعراء الذين كانوا لا يزالون على الشرك، أمثال عبد اللّه ابن الزّبعرى وكعب بن زهير وأبي سفيان بن الحارث (1)، هجوا الرسول، فأمر الرسول بترك رواية شعرهم ولعنهم (2).
(ج‍) وظل نفر من الشعراء يتعرضون بالهجاء القبلي لخصومهم فيثيرون الاحقاد، أو يفحشون في الغزل فيلقون العداوة بين الأفراد والأسر، فمنع الرسول والخلفاء الراشدون القول في هذين الفنين.
(د) وبهر العرب ببلاغة القرآن، وملأت نفوسهم عقائد الاسلام وآدابه وشغلتهم الفتوح فصرفهم ذلك كله عن قول الشعر وروايته إلا قليلا.
وأما ازدهار الخطابة فكان لحاجة الاسلام إلى الخطابة، في سبيل «الدعوة إلى الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. . . وتحميس الجند». ثمّ حدثت حاجة الخلفاء والأمراء (في الجيش) والولاة اليها لإعلان سياسة الدولة وتبليغ أوامرها. فكان الرسول صلّى اللّه عليه[وآله] وسلّم والخلفاء الراشدون وأمراء الجيوش وولاة الامصار والقضاة من الخطباء ضرورة. غير أن بعضهم كان أخطب من بعض، فعلي بن أبي طالب كان خطيبا موهوبا فوق عثمان بن عفّان وعمر بن الخطاب، ولا غرو فكلام علي يأتي في مراتب البلاغة بعد القرآن والحديث.
واختلفت أغراض الخطابة ومعانيها في الاسلام منها في الجاهلية، كما اتفق في الشعر. ولكن أسلوبها ظل-كما ظل أسلوب الشعر أيضا-جاهليا: قصرا في الخطب وايجازا في الجمل مع شيء كثير من الموازنة وشيء قليل من السجع. يضاف إلى ذلك اقتباس أو تضمين للأمثال والاشعار. وزاد الخطباء في الاسلام الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث لرسول اللّه [صلّى اللّه عليه وآله وسلّم].
وكانت غاية الخطابة التأثير البلاغي من طريق الالفاظ والتراكيب التي تمس العاطفة وتذكّر بالمثل العليا وتذكي شعلة الدين في النفوس في الجموع الحاشدة لا الاقناع البرهاني الذي يحتكم فيه المتناظران إلى العقل والمنطق.
________________________
1) توفي سنة 20 ه‍.
2) جمهرة اشعار العرب 14.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.