علاقة الجغرافية السياسية بالعلوم الأخرى:

بما أن الجغرافية تقوم بدراسة علاقة الانسان بالبيئة الطبيعية ومن ثم فهي تستمد معلوماتها من الجغرافية العامة والعلوم الطبيعية ذات الصلة الوثيقة بها كالجيولوجيا والميتر ولوجيا والانثروبولوجيا والنبات والحيوان. الا أنه يجب ملاحظة أن ارتباط الجغرافية السياسية وثيق جداً بأمها الجغرافية العامة في حين أن ارتباطها بالعلوم الطبيعية التي سبقت الاشارة اليها انما هو ارتباط هامشي ونظراً لأن الجغرافية السياسية تركز ايضاً على النشاط السياسي للإنسان، فأنها بالمثل تستقي معلومات من بعض العلوم الانسانية مثل التاريخ والسياسة والعلاقات الدولية والاجتماعي والاقتصاد.

الجغرافية العامة Geography general

عندما نبدأ في العلاقات بين الجغرافية السياسية والموضوعات الأخرى لا بد أن نبدأ بالميدان العام للجغرافية حيث تمد الجغرافية العامة فرع الجغرافية السياسية بالمعلومات اللازمة عن القومات الطبيعية والاقتصادية والبشرية للدولة . وكذلك توضح لها العلاقة بين السكان والأرض ، ويدخل في هذا تحديد علاقتها بغيرها ففي هذا الميدان نجد أن نشاطات الانسان المختلفة هي مجال البحث بصفة عامة، بينما فرع الجغرافية السياسية يركز اهتمامه على النشاط السياسي بوجه خاص وهناك في الواقع تداخل واسع بين النشاط السياسي وغيره من أنشطة الانسان المتصلة بالبيئة ، ذلك أن أسلوب الحكم أو التنظيم السياسي يتضمن النظم الاجتماعية والانشطة الاقتصادية أيضاً، الا أن مفتاح تنظيم السلوك البشري في الجماعة أو الدولة أو الاسرة الدولية يعتمد الى حد كبير على الانماط السياسية في مختلف المستويات.

وتتشابه الجغرافية السياسية مع الجغرافية الإقليمية في أن كلا منهما يستفيد من فروع الجغرافية الطبيعية والبشرية، وتسعى الجغرافية الاقليمية الى تقدير متوازن للإقليم بنواحيه الطبيعية والبشرية المترابطة. في حين ان الجغرافية السياسية تدرس الدولة من حيث كونها وحدة سياسية تنتمي الى نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي خاص بها، ولها علاقات معينة داخلية وخارجية.

وتدرس الجغرافية التاريخية الاشكال التي كانت قائمة للدول - وانماط العلاقات السياسية التي كانت لها في الماضي. أما الجغرافية السياسية فتختص بدراسة نفس الظروف السابقة لكن في الوقت الحاضر الذي يعتبر أ أحد أطوار التطور للدول، على شرط ان يفسر ذلك في ضوء الماضي. ومن ثم فقد يحدث بعض التداخل بين الجغرافية السياسية والتاريخية اذ لا يمكن تحليل العلاقات الداخلية والخارجية للدولة دون الرجوع الى الماضي ويصعب رسم خط فاصل بوضوح بين كل من الجغرافية السياسية والتاريخية.