الظروف المناخية وتأثيرها على مزارع الحمضيات

ان للمناخ دورا كبيرا على زراعة الحمضيات وانتاجها، فقد يكون المناخ لطيفا رقيقا، أو مفاجئا مثيرا، قد يساعد على النمو الخضري والازهار والاثمار وتطورها وزيادة جودتها، وقد يعمل على قتل أفرع الشجرة وازهارها واثمارها ويسيء بنوعيتها عند النضج. ونظرا لاتساع رقعة زراعة الحمضيات في قارات العالم، ولتباين المناج هنا وهناك، ونظرا لزراعة الحمضيات بمساحات كبيرة في أقطار المشرق والمغرب العربي، ونظرا لتواجد أعداد كبيرة من الطلاب العرب الذين يتلقون علومهم في المرحلة الجامعية الاولى في الجامعات السورية، وتمشيا مع خطة التنمية الزراعية في القطر والبحث عن أماكن جديدة للتوسع بزراعة الحمضيات وغيرها من الاشجار، وعلى ضوء الخطة الدراسية الجديدة لوزارة التعليم العالي بشأن كليات الزراعة، فلابد من مناقشة هذا الموضوع الهام في المناطق الجافة والمناطق الساحلية الرطبة.

لقد عرفت أشجار الحمضيات بأنها من نباتات المناطق الاستوائية (المدارية) أو المناطق شبه الاستوائية (المجاورة لخط الاستوائية). ولكنها انتشرت الى أكثر من ذلك وخاصة على شواطئ البحر الابيض المتوسط (الساحل الأوربي والساحل العربي) حيث تعتبر المنطقة من أكثر المساحات التي تزرع الحمضيات في العالم.

تمتد المناطق الاستوائية بين خطي عرض ١٥ درجة الى الشمال والجنوب من خط الاستواء ويتميز بالحرارة والرطوبة العاليتين. والتفاوت بين درجة حرارة الليل والنهار قليل جدا، وتتساقط الامطار بانتظام على مدار العام، أما فترات الجفاف فهي قصيرة ويوجد مثل هذا المناخ في دولة سورينام والتي تقع الى الشمال من البرازيل بين خطي عرض ٤ - ٦ درجة، حيث يلاحظ بأن ثمار الحمضيات تنضج وهي خضراء بالرغم من أن مواصفاتها الداخلية ممتازة، ومن المعروف بأن اللون المميز الجذاب على سطح الثمرة لمعظم الحمضيات يتوقف وبدرجة كبيرة على مقدار التغير اليومي في درجات الحرارة، والليالي الباردة ضرورية من أجل لون جميل لثمار الحمضيات. وفي هذه المناطق الاستوائية تنمو أشجار الحمضيات بسرعة، تزهر غالبا، وتعقد ثمارها على مدار العام. كما أن الثمار تشيخ بسرعة بسبب استمرار ثبات درجة الحرارة العالية ولذلك فان فترة بقاء الثمار على الاشجار بعد نضجها هي فترة قصيرة، وعنده قطف الثمار فانه يصعب التمييز بين الثمار غير الناضجة والثمار الرائدة الناضجة.

أما زراعة الحمضيات في المناطق شبه الاستوائية ( فلوريدا ) ( خط عرض ۲۸ درجة ) الى الشمال من خط الاستواء فهو مناخ وسط بين المناخ الاستوائي وبين المناخ شبه الاستوائي كما هي الحال في ولاية كاليفورنيا ( خط عرض ۳۸ درجة ) . ويتميز مناخ المناطق شبه الاستوائية ( ولاية فلوريدا ) بالصيف الحار الرطب والشتاء المعتدل البرودة.

ولذلك تعتبر كل من درجات الحرارة والرطوبة النسبية هي من بين أهم عوامل المناخ التي تظهر الاختلافات أو الفوارق بين ثمار هاتين الولايتين. فالتقلبات اليومية في درجات الحرارة في ولاية كاليفورنيا واسعة، ولهذا فثمارها أجود تلوينا، كما أن لهذا الفارق بين حرارة الليل والنهار يحسن من نكهة الثمار، وهذه الفوارق تشجع تكوين السكريات والحمض.