المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تقسيم المراعي (المراعي الطبيعية والمراعي الصناعية)
30-11-2016
اصناف اللوبيا
2-10-2020
مظاهر من شخصيّة الإمام الرضا ( عليه السّلام )
26-1-2023
الإفشاء بمسلم
12-8-2017
Consonants
2024-04-27
اسعَ بنشاط للحصول على تقييم لعملك
21-2-2022


دوافع المأمون لفرض ولاية العهد على الإمام الرضا ( عليه السّلام )  
  
2470   05:24 مساءً   التاريخ: 2023-02-20
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص122-127
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

لم تكن دوافع المأمون من جعل الإمام ( عليه السّلام ) وليا لعهده نابعة من ولائه لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ؛ لأن مغريات السلطة والرئاسة متغلبة على جميع الولاءات والميول ، ولم يكن المأمون صادقا في ولائه ، وكان ميله للعلويين اصطناعا[1] ، ولا يمكن التصديق بعمق الولاء حتى يكون دافعا للتنازل عن الحكم وتسليمه إلى الإمام الرضا ( عليه السّلام ) أو توليته للعهد من بعده ، فهل يعقل ان يضحّي المأمون بالحكم الذي قتل من أجله الآلاف من الجنود والقادة ، وقتل أخاه وبعض أهل بيته ، ثم يسلّمه إلى غيره ؟ !

وبالفعل لم يدم الأمر طويلا ، ورحل الإمام ( عليه السّلام ) إلى ربّه والمأمون حي يرزق ، فدوافع المأمون نابعة من مصلحة حكمه ومستقبل أهل بيته ، وهو حال جميع أو أغلب الحكام المتعاقبين على دفة الحكم ، والّا فما معنى الالحاح على الإمام ( عليه السّلام ) حتى وصل إلى درجة التلويح بل التصريح بالقتل - كما سيأتي - ويمكن تحديد دوافع المأمون بالنقاط التالية :

أوّلا : تهدئة الأوضاع المضطربة

كانت الأوضاع في عهد المأمون مضطربة للغاية ، فبعد قتال دام مع أخيه واستيلائه على الحكم فوجئ بعدة ثورات وحركات مسلحة ، ومنها ثورات العلويين ، وكان المعارضون لحكمه منتشرين في جميع الأمصار الاسلامية ، وقد وضّح المأمون حقيقة الأوضاع قائلا :

واللّه ما أنزلت قيسا من ظهور خيولها إلّا وأنا أرى أنّه لم يبق في بيت مالي درهم واحد . . . وأمّا اليمن ، فو اللّه ما أحببتها ، ولا أحبتني قطّ ، وأمّا قضاعة فساداتها تنتظر السفياني ، حتى تكون من اشياعها ، وامّا ربيعة فساخطة على ربّها مذ بعث اللّه نبيّه من مضر[2].

وقد خلخلت الثورات المسلحة الوضع العسكري والسياسي ، فقد نظر في الدواوين فوجد من قتل من أصحاب السلطان في وقائع أبي السرايا مائتا الف رجل[3].

فأراد المأمون من تقريب الإمام ( عليه السّلام ) وتولّيه العهد أن يستقطب أعوانه وأنصاره ، ويوقف زحفهم ونشاطهم العسكري ، بل يستميلهم إلى جانبه ليتفرّغ إلى بقية الثائرين والمتمردين الذين لا يعتد بهم قياسا للثوار العلويين .

وأراد كسب الأغلبية العظمى من المسلمين لارتباطهم العاطفي والروحي بالإمام ( عليه السّلام ) وخصوصا أهل خراسان الدين اعانوه على احتلال بغداد ، والشاهد على ذلك استقبال الإمام ( عليه السّلام ) من قبل العلماء والفقهاء وأصحاب الحديث ، والذين بلغ عددهم عشرين ألفا في نيسابور[4].

وبتقريب الإمام ( عليه السّلام ) كان يمكنه امتصاص نقمة المعارضة ، وتفويت الفرصة عليها للمطالبة بالحكم ، وشق صفوفها عن طريق تقريب البعض واقناعهم بترك الثورة المسلحة دون البعض الآخر .

ثانيا : إضفاء الشرعية على حكمه

إنّ شرعية الحاكم عند المسلمين مستمدة من النص عليه من قبل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو رأي أهل البيت ( عليهم السّلام ) أو من الشورى وموافقة أهل الحل والعقد ، أو العهد من قبل السابق مشروطا برضى الأمة المتأخّر عن زمن العهد وهو رأي بقية الفقهاء ، وهؤلاء الفقهاء وان اقرّوا حكومة المأمون الّا انّ اقرارهم كان نابعا من الترغيب والترهيب ، أو استسلاما منهم للأمر الواقع وعدم قدرتهم على ازالته .

من هنا فالمأمون أدرك ان حكمه بحاجة إلى اضفاء الشرعية عليه ، لذا اظهر استعداد التنازل عن الحكم ليقوم الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بالتصدّي له ، وحينما رفض الإمام ( عليه السّلام ) استلام الحكم عرض عليه ولاية العهد فاضطره إلى قبولها ، والإمام ( عليه السّلام ) موضع قبول ورضى من قبل جميع المسلمين كما عبّر الإمام محمد الجواد ( عليه السّلام ) عن هذه الحقيقة بقوله :

« رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه ( عليهم السّلام ) ، فلذلك سمي من بينهم الرضا »[5].

وقبوله للعهد - في رأي المأمون ورأي كثير من المسلمين - يعني اعترافه بشرعية حكم المأمون ، والرضا الظاهري بتقبّل ولاية العهد ، يعني رضاه عن الحكم الواقع وعدم معارضته له ، ورضاه هو رضا الأمة التي تواليه عاطفيا وفكريا .

ثالثا : منع الإمام من الدعوة لنفسه

ان الإمام ( عليه السّلام ) مسؤول عن دعوة الأمة للارتباط بالإمام الحق وبالمنهج الحق ، والمتجسّد بإمامته وبمنهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، ولذلك فانّه لا يتوانى عن هذه المسؤولية ، ومن هنا كان تفكير المأمون منصبا على منع الإمام من الدعوة لنفسه ، أو تحجيم سعة الدعوة ، والمتعارف عليه انّ ولي العهد يدعو للحاكم الفعلي ثم يدعو لنفسه ، وقد عبّر المأمون عن دوافعه بالقول :

قد كان هذا الرجل مستترا عنّا يدعو إلى نفسه دوننا ، فأردنا ان نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه الينا[6].

رابعا : إبعاد الإمام عن قواعده

وجود الإمام ( عليه السّلام ) في العاصمة إلى جنب المأمون يعني ابتعاده عن قواعده الشعبية ، وتحجيم الفرص المتاحة للاجتماع بوكلائه ونوّابه المنتشرين في شرق الأرض وغربها ، وابعاد الإمام ( عليه السّلام ) عن قواعده يعني التقليل من التوجيه والارشاد المباشر لها ، ومن خلال ذلك يمكن مراقبة الإمام ( عليه السّلام ) مراقبة دقيقة ومعرفة تحركاته ولقاءاته اليومية ، فقد قام المأمون بتقريب هشام بن إبراهيم الراشدي ، وقد كان ممّن يتقرّب إلى الإمام ( عليه السّلام ) ويحاول الاختصاص به وولّاه حجابة الإمام ( عليه السّلام ) ، فكان ينقل الاخبار اليه ، وكان يمنع من اتصال كثير من مواليه به ، وكان لا يتكلم الإمام في شيء إلّا أورده هشام على المأمون[7].

خامسا : إيقاف خطر الإمام على الحكم القائم

ان التفاف المسلمين حول الإمام ( عليه السّلام ) وتوسع قاعدته الشعبية كان يشكل خطرا على الحكم القائم وخصوصا ان الحكم قد خرج من معارك طاحنة بين الأمين والمأمون ، وبين المأمون والمعارضين ، فقوة الإمام ( عليه السّلام ) تعني ضعف المأمون ، وقد اعترف المأمون بذلك فقال :

وقد خشينا ان تركناه على تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لانسدّه ، ويأتي علينا ما لا نطيقه[8].

سادسا : تشويه سمعة الإمام ( عليه السّلام )

أراد المأمون من خلال تولية الإمام ( عليه السّلام ) للعهد ان يشوه سمعته بالتدريج عن طريق عيونه ووسائل اعلامه ، وقد كشف الإمام ( عليه السّلام ) هذه الحقيقة للمأمون بقوله : « تريد بذلك ان يقول الناس انّ علي بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه ، الا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا بالخلافة »[9].

وصرّح المأمون للعباسيين ببعض دوافعه بقوله : ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلا قليلا حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر[10].

سابعا : تفتيت جبهة المعارضة

إن المعارضين لحكم المأمون سينظرون إلى الإمام ( عليه السّلام ) على أنه جزء من الحكومة القائمة ، وتتعمّق هذه النظرة حينما يجدون أن اخوة الإمام ( عليه السّلام ) وأبناء عمومته قد أصبحوا ولاة وامراء على الأمصار ، وبالفعل فقد عيّن المأمون العباس وإبراهيم اخويّ الإمام ( عليه السّلام ) ولاة على الكوفة واليمن[11].

ففي هذه الحالة أصبح باقي المعارضين وجها لوجه أمام أنصار الإمام ( عليه السّلام ) ، وهذا يعني تفتيت جبهة المعارضة ، فإذا أرادت المعارضة القيام بحركة مسلحة فإنها ستواجه الوالي العلوي مباشرة ، ويقوم الوالي باصدار الأوامر لقمعها ، وتلقى المسؤولية عليه ، وكان المأمون يتمنى هذا الأمر فلجأ إلى تولية الإمام ( عليه السّلام ) ولاية العهد ليحقق هذه الأمنية ، وإضافة إلى ذلك فإنه أراد أن يلقي مسؤولية بعض المفاسد الإدارية والحكومية على من نصّبهم في الأمصار من أهل البيت ( عليهم السّلام ) أو من اتباعهم .

 


[1] شذرات الذهب : 2 / 3 .

[2] الكامل في التاريخ : 6 / 432 ، 433 .

[3] مقاتل الطالبيين : 550 .

[4] الفصول المهمة : 251 ، نور الابصار : 170 .

[5] عيون أخبار الرضا : 1 / 13 وعنه في البحار : 49 / 4 .

[6] فرائد السمطين : 2 / 214 .

[7] عيون أخبار الرضا : 2 / 153 ح 22 وعنه في بحار الأنوار : 49 / 139 .

[8] فرائد السمطين : 2 / 214 .

[9] علل الشرايع : 238 .

[10] فرائد السمطين : 2 / 215 .

[11] تاريخ ابن خلدون : 5 / 527 ، 532 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.