التـطـورات الاقـتصـاديـة الـراهـنة فـي ظـل العـولـمة ( ظـهور الاقـتصـاد الرمـزي) |
885
12:01 صباحاً
التاريخ: 2023-02-15
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2020
2138
التاريخ: 2-12-2020
2405
التاريخ: 24-7-2019
1491
التاريخ: 4-7-2019
2492
|
المبحث الثاني
التطورات الاقتصادية الراهنة في ظل العولمة
تعبر العولمة عن تبادل شامل بين مختلف أطراف الكون ، يتحول العالم بموجبه إلى محطة تفاعلية للإنسانية بأكملها، وبمعنى أخر هي تعبير عن نموذج القرية الكونية (Global village) التي تربط بين الناس والأماكن لاغية المسافات وموفرة المعلومات بشكل شامل وبلا قيود في ظل الثورة العلمية والتكنولوجية .
ومن المعروف إن العالم يشهد كل قرنين أو ثلاثة مرحلة تحول تاريخية تختلف عن سابقتها تتطلب تأقلم المجتمعات معها ، فعند انتقال العالم من مرحلة القرون الوسطى إلى مرحلة النهضة، تغيرت مفاهيم العالم وقيمه كما تغيرت ركائزه الاجتماعية والثقافية والسياسية والمؤسساتية، والعالم الآن يشهد مرحلة تحول كما حدث من قبل ولكنها مختلفة كونها تشمل العالم بأسره وبصوره متسارعة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والجيوبوليتكية. فأصبح العالم متجاوزاً عصر الرأسمالية التقليدية التي تتسم في الماضي بسيادة طبقتين اجتماعيتين هما طبقة الملاك وطبقة العمال، أي طبقة من يملكون وطبقة من يصنعون، أما اليوم فقد تقلص عدد من يصنعون ويحركون الأشياء، نتيجة تراجع أهمية عوامل الإنتاج التقليدية مثل رأس المال والأرض والعمل، بعد أن حل محلها عامل أساسي هو المعرفة الذي ضاعف الإنتاج مرات عديدة، ولهذا برزت إلى جانب الشركات متعددة الجنسيات شركات المعلوماتية مثل شركة مايكروسوفت وغيرها، ويبدو أن العالم سيعتمد قريبا على أربعة صناعات ضخمة تتحكم بحياتنا اليومية، هي صناعات الكمبيوتر والالكترونيات والاتصالات والمعلوماتية.
أما على الصعيد (الجيوبولتيكي) أو الجغرافيا السياسية فإننا نشهد في ظل تعمق الديمقراطية المزيد من الاستقلالية السياسية لمجتمعات تسعى للدفاع عن هويتها العرقية أو القبلية أو الطائفية أمام الغزو الثقافي المعولم.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الدول المنتمية إلى الأمم المتحدة الآن تضاعف أربع مرات منذ تأسيسها وبالتالي فقدت الدول القومية ،أهميتها، وأخذت هذه الدول شأنها شأن الشركات العملاقة تتعامل اقتصادياً مع مجموعات أخرى في النظام العالمي الجديد، وأصبحت العولمة العامل الرئيسي الذي يوحد التناقض بين الاستقلال السياسي حفاظاً على الهوية الثقافية من جهة، وبين التكامل الاقتصادي في نظام رأسمالي عالمي شامل من جهة أخرى.
وتأسيساً على ما تقدم يمكن اعتبار العولمة سمة هذا العصر من خلال الفضائيات والانترنت والموبايل والتسوق الالكتروني، وبفضل تكنولوجيا المعلومات تتضاعف التدفقات المالية العالمية سنوياً.
ونتيجة لهذه التطورات فلا مجال للترقب، فالجميع يسعى لركوب قطار العولمة ولكن عليه أن يستعد لهذه الرحلة ويهيئ مستلزماتها ، لان المتردد لا يستطيع مواصلة المسير وقد لا يصل إلى المحطة الأخيرة، بينما من يستعد ويتفاعل ويساهم بشكل متواصل يصل إلى نهاية المشوار.
أولاً: ظهور الاقتصاد الرمزي
بعد تطور الرأسمالية في القرن التاسع عشر فكانت معه بدايات معالم الاقتصاد الرمزي، وهو تعبير عن الرأسمالية غير المرتبطة بالإنتاج والمتمثلة في تكوين رأس المال الاسمي بصورة أوراق مالية وليس في الإنتاج.
وفي ضوء استكمال النظام الرأسمالي لمقوماته وأدواته المناسبة، ظهرت النقود بصورة عفوية في سياق التطور السلعي، ومن ثم تحولت إلى تعبير مجرد عن الثروة بصورة رأس مال ربوي، ثم تحول رأس المال النقدي بواسطة المصارف إلى رأس مال منتج، ولكن تراكم المدخرات لدى المصارف بصورة ودائع حقيقية منح أصحابها فوائد اقرب إلى الريع، وفي المصارف والبورصات تم تداول رأس المال في صورته النقدية وصورته الاسمية في خدمة الشركات المساهمة وصارت المضاربة برأس المال نشاطاً أساسياً.
وبتطور النظام الرأسمالي ازداد ظهور الطابع الرمزي كامتداد لظهور رأس المال المالي لاسيما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبح منذ منتصف ستينات القرن العشرين يهيمن على الاقتصاد الحقيقي.
وبالتالي فان مفهوم الاقتصاد الرمزي هو (حركة رؤوس الأموال بما في ذلك الأسهم والسندات وتدفقات الائتمان نتيجة تقلبات أسعار الفائدة)، أما الاقتصاد الحقيقي فيعبر عن حركة السلع والخدمات.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|