مستوى إقليم المدينة:

إذا كبرت المدينة واتسعت مساحتها وأصبحت الرحلة التسويقية إليها تستغرق وقتا أطول مما يجب، يمكن بعدها أن تنمو بعض مراكز بيع وخدمات الأحياء لتشكل مناطق مركزية إقليمية للخدمات والتجارة في مناطق المدينة الهامشية لتخفيف الضغط على منطقة الأعمال والتجارة الرئيسية الوسطى، وتقلل رحلة العمل اليومية ورحلة الأسر التسويقية إليها أيضا، ولا يشترط أن توجد بها كل السلع والخدمات العليا التي توجد بالمنطقة المركزية الرئيسية.

وهو يتمثل في مركز تجاري كبير ويضم سلعا متنوعة فضلا عن انفراد المركز بالتخصص في بيع أنواع معينة من السلع التي قد لا تتواجد في المراكز التجارية الأخرى والتي تتواجد فيه أنشطة تجارة الجملة ونصف الجملة والتجزئة، ولبيع السلع الاستهلاكية، والمعمرة وبه أنشطة حرفية وخدمية صناعية بسيطة، ويقع المركز التجاري الإقليمي خارج المدن أو على أطرافها. وعليه فإن عدد المناطق المركزية المتفاوتة الأحجام يتباين داخل المنطقة الحضرية، فيكبر عدد الأماكن المركزية المتوسطة ويقل عدد الأماكن المركزية المتوسطة الأحجام في أحياء المدينة، وتقل كثيرًا عدد الأماكن المركزية العليا حتى تصبح أحادية في مركز المدينة الصغيرة والمتوسطة أو منطقتين مركزيتين بالمدينة الكبيرة الحجم المترامية الأطراف.

وهذه المناطق المركزية بمستوياتها المختلفة تقوم بخدمة سكان المنطقة الحضرية في المقام الأول مع تفاوت تدريجي في حجم الخدمة المقدمة، ولكن لا تخدم المنطقة المركزية الرئيسية سكان المنطقة الحضرية فقط، بل تتجاوز حدودها إلى المراكز الريفية المحيطة، إذ تتكرر هذه المناطق المركزية للأعمال والتجارة باختلاف درجاتها وأحجامها في الريف، فتظهر في بعض القرى منطقة أعمال تجارية تعادل تلك السلع التي توجد بالمجاورات السكنية، وتظهر بالمدن الصغيرة منطقة أعمال وتجارة تعادل تلك الموجودة بمراكز الأحياء، بينما تعتمد القرى على المناطق المركزية الرئيسية في المدن لشراء الحاجيات السلعية العليا التي تحتاجها. وهكذا يلجأ سكان إقليم المنطقة الحضرية إلى المدينة لتلقي الخدمات التجارية، أو من الخدمات التي تقدمها الأعمال والسلع المعروضة بها، بينما تظل مراكز الاستفادة الخدمات في الأحياء والمجاورات السكنية قاصرة على خدمة سكانها.