المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

فاطمة الزهراء عليها السلام حوراء إنسية . .
2024-07-14
السيد بدر الدين حسن ابن السيد جعفر
11-2-2017
المراد من كلمة «الحميد»
21-10-2014
الارتباط بالله
25-09-2014
انقطاع الحول بموت المالك.
5-1-2016
Fermat Number
2-1-2021


حدود الطمع عند الاطفال  
  
1136   08:18 صباحاً   التاريخ: 2023-02-04
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص82 ــ 83
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-5-2022 2133
التاريخ: 3/10/2022 2321
التاريخ: 25-7-2016 4178
التاريخ: 8-1-2023 1183

للطمع نطاق وصور واسعة، بعضها تكون موجودة لدى الأطفال وبشكل كبير، فالإسراف في تناول الغذاء وانتظار الطفل من والديه ليقدموا له الغذاء، وهؤلاء في وضع إذا ما رأوا فم شخص يتحرك. تتحرك فيهم الشهوة لتناول الغذاء. أو يكون لهم نصيب مما يأكل الآخرين. وإذا ما رأوا طعاماً في يد طفل فانهم يرغبون أن يكون ذلك من نصيبهم. والصورة الأخرى للطمع هو الطمع في التملك، فإذا ما شاهدوا شيئاً عند أحد الأطفال فيرغبون أن يكون لهم ويتحركون للاستيلاء عليه.

ان الطمع يختلف باختلاف نوع الحياة ويتناسب مع سن الانسان فهو يختلف من سن لآخر. ونطاق الطمع واسع حيث يشمل: الطمع في القدرة والتسلط. الطمع في الشهرة والصيت، الطمع في اللباس والمقام والمكانة.

والذي يختص به الأطفال هو الطمع في جمع المال ووسائل وأشياء الآخرين والغذاء وأمثالها: ففي الأطفال نرى الطفل قد جُبل على هذه العادة. فلا يستطيع تحمل أن يرى طفلاً يحمل شيئاً ولا يرغب في التحرك تجاهه ليكون ذلك الشيء نصيبه. وإذا كان الطفل ضعيفاً في التملك فإنه يلجأ إلى الخشونة والعراك.

الأحوال والسلوك

إن الأطفال الذين يتصفون بصفة الطمع لا يملكون الوضع الطبيعي، فهم يتصفون بالمصلحية والنفعية ودائماً في حال تمني. بحيث إن إراداتهم القلبية أصبحت مهمة وعظيمة. وعلى هذا الأساس فان الوصول إلى تحقيق إراداتهم وملكياتهم من الأمور المهمة جداً والتي تحظى بالأولوية في حياتهم. فهم يتوسلون بأي وسيلة من أجل إغناء أنفسهم وزيادة ثرواتهم. ولكي يحصلوا على سكرة الغرور واللذة عند مشاهدة أي شيء أو سماع أي مدح أو ثناء على شيء يتمنون أن يكون ذلك الشيء لهم ليأنسون به. فيقومون بتهيئة الأرضية للحصول عليه.

ومن أجل تحقيق رغباتهم يلجأون إلى أساليب ملتوية، وفي بعض الموارد يدوسون على كرامتهم وعزة أنفسهم، فيتصرفون بما يخالف الطرق والأساليب العادية. وفي هذا الطريق بإمكانهم أن يتخلوا عن الوازع الانساني ويضعون الضوابط الأخلاقية وراء ظهورهم.

فهم يسعون دائماً للحصول على امتيازات جديدة، فهم يعيشون لأنفسهم فقط. همّهم تهيئة حاجاتهم في الحياة بأي شكل ممكن. وأما مسألة الحق والباطل فهو اصطلاح غير معروف في قاموسهم، فمن الممكن أن يحرم صديقه لكي يصل إلى هدفه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.