حرب المعلومات الاليكترونية Information Warfare 

تعد المعلومة في هذا العصر كنزاً عظيماً وهاماً لاسيما في ظل وجود تكنولوجيا المعلومات التي ساهمت بشكل فعال في معالجة وتخزين وبث المعلومات بأقصى سرعة، كما أوجدت أهمية المعلومات وضعاً أصبح فيه النفوذ عاملًا قويًا في الصراعات، إذ أصبح التلاعب بالمعلومات وظيفة أساسية في الحروب لمن يمتلكها.

لكن نجد أن إمكانية العدوان والتخريب والتجسس على هذه المعلومات يفرض علينا توفير قدر من الحماية يتناسب مع مستوى أهمية المعلومات.

ونتيجة لتنامي ظاهرة العدوان على البيئة المعلوماتية وتعدد اتجاهاته ليطال البرامج والأجهزة والاتصالات إضافةً إلى المعلومات برز أمن المعلومات ليشكل مجموعة الوسائل والطرق المعتمدة للسيطرة على كافة أنواع المعلومات وحمايتها من أوجه العدوان المختلفة.

بدأ مفهوم حرب المعلومات الإلكترونية بالظهور كتكتيك موجه بالتكنولوجيا المتطورة في تسعينيات القرن الماضي من أجل الوصول إلى نفوذ معلوماتي يُسيطر عليه من جهة عليا. جرى تطوير هذه التقنيات إلى أحد أشكال القوة والسيطرة، كسلاح يوجه ضد العدو.

حرب المعلومات أحد أكثر المصطلحات التي أثارت جدلاً واسعاً من ناحية تحديد معناها فغالباً ما يتم تفسيرها باستخدام الأسلحة العالية التقنية في الجيوش التقليدية ولكن في الحقيقة هي ليست محصورة بنطاق عسكري وإنما تشمل جميع المجالات سواءً السياسية، الإقتصادية، أو حتى الثقافية.

ومصطلح حرب المعلومات يستخدم بكثافة هذه الأيام في وسائل الإعلام المختلفة، وغالبا ما يُساء فهمه على أنه يعني استخدام الأسلحة عالية التقنية في الجيوش التقليدية، والصحيح أن في حرب المعلومات تختفي المدافع والصواريخ أو تتأخر للخلف وتتقدم الحواسب للخطوط الأمامية للجبهات، وهي في كل مكان وفي اللامكان أيضا، ولا مجال للالتحام المباشر فيها! فهي تعتمد على استخدام نظم المعلومات لاستغلال وتخريب وتدمير وتعطيل معلومات الخصم وعملياته المبنية على المعلومات ونظم معلوماته وشبكات الحاسب الآلي الخاصة به، وكذلك حماية ما لدي من كل ذلك من الهجوم المحتمل للخصم لإحراز السبق والتقدم على نظمه العسكرية والإقتصادية والتكنولوجية.

من الممكن أن تحدث هذه الحرب على مستوى الأشخاص أو الشركات أو على مستوى عالمي. وغالبا ما تندلع بين وضد المجتمعات عالية التجهيز تقنيا، وتستخدم أسلحتها بين الأمم والدول التي لها صفة الندية من حيث القدرة التكنولوجية العالية.