المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

قدرة تجميع collecting power
21-5-2018
المصطلحات الاقتصادية باللغة العربية (الخصخصـة)
24-6-2021
تفسير {اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}
2024-09-13
اصناف قصب السكر
2023-06-23
كرول – ولفجان
6-9-2016
الأخلاق الذميمة تحجب عن المعارف
6-10-2016


السلوك الناتج عند الاطفال من حالة الخوف من المدرسة  
  
1334   09:06 صباحاً   التاريخ: 25-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص44 ــ 53
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-15 1437
التاريخ: 10/9/2022 1279
التاريخ: 19-5-2017 2305
التاريخ: 14-11-2018 2764

الخوف من المدرسة يكون سبباً لتمارض الأطفال في بعض الأحيان والاقدام على إعمال تولد الرعب لأبويهم حتى يصلوا الى نتيجة هي، أن لا يرسلوه إلى المدرسة وأن يتركوه يبقى في البيت هذا اليوم. ومن الممكن أن تذهب الام معهم، وفي هذه الحالة لهم حالة عادية، في الحارة والشارع، ولكن في الوقت الذي تبتعد الأم عن المدرسة يبدأ هؤلاء الأطفال بالبكاء واهراق الدموع، هذه الحالة مختصة بالمدرسة، لأنه قد شوهد بعض هؤلاء الأطفال في الوقت الذي يذهبون فيه إلى بيوت الأقرباء مع أنهم ينفصلون عن الآم لا يحسون بالخوف والوحشة.

من الممكن أن يتمرض هؤلاء بالحقيقة، لأن ثقل الهموم والأحزان أيضاً تمرّض الأطفال، وفي تلك الحالة يجب الاسراع بمداواته وذلك بتهدئه خاطره، لأن هذه الحالة هي حالة واقعية وثابتة، فالروح والجسم يؤثر بعضهما على البعض.

ولكنه - أي الطفل - هل يمكنه أن يؤدي واجبات المدرسة وهو يعاني من حالة الخوف والارتعاش والاجبار، ويتوهّم أن عمله ليس له تلك القيمة ليريه لمعلّمه، أو لا يستطيع إلفات نظر المدرسة الى نفسه، فهو غالباً ما يفكر ويتوهم أنه لا يقدر على الوصول إلى النجاح والموفقية في أعماله المدرسية.

مثل هؤلاء الأفراد من الممكن أن يذهبوا إلى المدرسة وهم هادئون. ولكنهم ليس لديهم البشاشة والنشاط اللازم فلون وجوههم مختطف، وأن تكلّمت معهم عن المدرسة والدرس فأنهم من الحياء تحمر وجوحهم، وتستمر هذه الحالة عندهم ما لم يتعودوا على المدرسة، وحتى في المدرسة لا يستطيعون تركيز أفكارهم وفي كل الأحوال يفكرون في إعفاء أنفسهم عن المدرسة.

موارد الشدة

التخوّف من المدرسة تُظهر نفسها في أربعة مراحل: مرحلة الاضطراب الناشئة عن الفراق، مرحلة الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة، مرحلة الاضطراب النفسي، وأخيراً مرحلة الإحساس بالألم والتهوّع والتقيء، وبالتأكيد أن أساس تلك الاضطرابات، الفراق والخوف من الواقع والمحيط المدرسي.

هذه الحالات من الخوف لها حدّين من الشدّة والضعف، الحالة الشديدة منها للصفوف الأولى إلى الثالثة، وفي هذه المرحلة توجد مشاكل ونزاعات بين الطفل والوالدين والمربّين. فهو دائماً يشكوا من آلام مختلفة، مبتلى بقلّة النوم والأرق، قلّة شهيّته للأكل مع سوء هضم لما يأكل و...

إن لم يداوى في هذه السنين فمن الممكن أن تستمر هذه الحالة معه إلى الصفوف العليا. وحتى إلى السنوات الأخيرة من الثانوية خصوصاً للبنات اللآتي لهن نفسية أضعف في هذا المجال. ونحن نعرف بنات في السنة الأخيرة من الثانوية حتى الآن عندما يسمعون عن قرب موعد الامتحان يحسون بالخوف والرعب ويفاجئن بمغص شديد في البطن. وبالتأكيد أن هذه الحالات لا توجد في تلك السنين إلا نادراً، ولا توجد إلا في الوقت الذي تكون المسألة حادة جداً.

من الممكن أن يقل هذا الخوف في أواخر الصف الثاني مثلاً. ولكنه قد يشتد في أوائل السنة القادمة ويخلق مصاعب جمّة للوالدين، هذه الحالة تكثر وتزداد بعد الاصابة بالأمراض الجسمية، أو تبديل المدرسة، تغيير المعلم، موت أحد الأعزاء، وكذلك عند احتمال فقد المحبّة والأمن والاستقرار.

ماهيّة هذه الحالة

هذا ليس مرضاً، بل هو شبيه بالمرض. ويحكي عن الألم والمشقة وبالنتيجة الهروب منها.

يعرف بعض علماء النفس ماهيّة هذا المرض ب (الاختلال العصبي أو النوروتيك) ويعتقدون أن الأطفال يصيبون أنفسهم بذلك بوعي كامل حتى يتمتّعوا بمحبة ورعاية أكثر.

حول أساس هذا المرض يعتقد بعض علماء النفس أنه الخوف. في حين يعتقد البعض الآخر انّه الاضطراب، ويقول البعض: أن اساس (الفوبيا المدرسية) هو الغضب والخوف المكبوت الى حد لا يستطيع الطفل معه البيان عنه. وأن تقيّأ فلأن المعدة هنا تعمل بدلاً عن اللسان وتتضح من خلالها الاضطرابات الموجودة.

يعتقد علماء مثل (لانغ)، أن أساس هذا المرض هو الحضور الاجباري في المدرسة والضغط والألزام مع عدم الفهم الصحيح للمدرسة، وأيضاً بطبيعة المدرسة التي توجد فيها الضغوط والالزامات والتي دخلت جذورها إلى أعماق الوجود.

يعتقد البعض الآخر أن أساس الفوبيا هو الخوف والاضطراب الناشئ من الأنفصال من الأم، وقد قالوا إن هذا الأمر للطفل غير أرادي (ايزنبرغ 1958) فهذه الاضطرابات ناشئة عن الجدال بين الأقسام المختلفة من الشخصية في أطار العوارض الجسمية. حيث يقع الطفل المضطرب في كنف المرض وبالتالي يستريح من الألم ويحرّر نفسه من القيود التحميلية المتنوعة.

وقال البعض الآخر: أن مرضه ليس بشيء. فهو مجرّد احساس بالتألم من الدرس والاشتراك في الصف، وفي ظل المرض يهرب ويحصل على الاطمئنان.

فالمغص الشديد يدل على النقصان في العمل والواجبات المدرسية التي هي من عوامل عصبية المعلم. وبالنتيجة تحطم شخصية التلميذ ويجب عليه الهروب منها.

أما حول التمارض فقد قالوا بأنه ليس بتمارض، بل إحساس بالمرض، ففي التمارض تنشأ الاختلالات بصورة إرادية، مع أن في احساس المرض يتوهّم الطفل أنه مريض وهو على أهبة الاستعداد لأن ينام في فراش المرض.

عمومية هذه الحالة

هذه الحالة لا تختص بمجموعة وطبقة خاصة. فهي أمر موجود في كثير من المجتمعات وهي عامة. في كل مدرسة نرى نماذج منها عددها يزداد في أول السنة الدراسية. وفي الصف الأول. ولكنها تقل بالتدريج. خصوصاً عندما يصل الأفراد الى المراحل العالية والصفوف الثانوية وتصل إلى رقم نسبته واحد من ألف.

احصائيات اخرى تدل على أن هذه الأرقام تصل إلى خمسة في المائة في الدراسة الابتدائية وأثنين في المائة في مقاطع الثانوية. ومن المؤكد أن مقداره بين البنات والبنين ليس بنسبة واحدة. البنات من هذه الناحية لهم مشاكل ومعضلات أكثر واقصى حد لهذه الحالة عندهن يكون في سنين 11و 12 من العمر.

وتوجد هذه الحالة عند الكبار أيضاً، وفي بعض الأحيان عند الجنود الذين يريدون الهروب من الخدمة العسكرية، ففجأة يتمرض هذا الجندي، بل يتمنى البعض منهم أن يشتد به المرض ويرى بصورة من أصيب بالحمى العالية والنوم في سرير المرض حتى يصدق المسؤولون أنهم مرضى في الحقيقة.

يجب ذكر هذه النكتة أن من بين الذين لهم حالة الهروب من المدرسة والمبتلين ب (الفوبيا المدرسية) توجد نماذج من المصابين بالأمراض النفسية. نسبتهم ليست كثيرة، فمن كل الذين ابتلوا بذلك المرض يوجد حوالي 3% منهم مصابين باختلالات نفسية، وعدم الاتزان النفسي اللازم.

ظاهر الأفراد

توجد عدّة أجوبة مدونة عن سؤال معين، وهو: ما هو ظاهر هؤلاء الأفراد، ومن أيّ مجموعة هم؟ وأهم هذه الاجوبة هو:

ـ هؤلاء من أسر كثيري الأولاد ولهم عدّة من الاخوة والاخوات.

ـ وجود التبعيض في محيط حياتهم، أي ممارسة الأبوين للتمييز بين أبنائهم.

ـ تدني المستوى الثقافي للأسرة، وليس للأب والأم دور بنّاء ومؤثر في حياة أبنائهم.

ـ شيوع الفقر في اسرهم. بحيث تكون أوضاعهم غير منظمة، وفي أكثر الأوقات بعض الأطفال يحرمون من حصتهم.

ـ التعلّق بالأم بصورة دائمية ومستمرة.

ـ أغلب هؤلاء يسيطر عليهم الخوف والخجل حتى في مجال إحقاق حقهم أيضاً.

ـ أغلب هؤلاء لهم تصور خاطئ عن مدى قدراتهم ومهارتهم، وفي بعض الأحيان يحسبون أنفسهم أعلى من ذلك أو أدنى.

ـ متخلفين من ناحية الرشد والنمو، سواء من الناحية العلمية أو الدراسية أو الجسمية والنفسية.

ـ يتحملون المشقة من القيود والآداب، لأن أغلبهم كانوا يشعرون بحرية واستقلالية في حياتهم.

ـ يرون أنفسهم وحيدين غريبين في المدرسة وكذلك في البيت في بعض الأحيان.

وهذه المجموعة تكون سبباً لأن يبحث الأفراد عن طريقة يجتنبون بها هذه المصاعب، والمرض طريقة جيدة.

احساسهم وتصورهم

إحساس هذه المجموعة عن قدراتهم وإمكاناتهم إحساس خاطئ، أغلبهم يظنون أنهم غير قادرين على اداء الواجبات المدرسية وعاجزين عنها لا يستطيعون أن ينالوا النجاح. يتصورون أنهم لو تخلفوا في البيت وتصالحوا مع تعاستهم فهي أفضل من الذهاب إلى المدرسة بمرات عديدة. والبعض منهم يتصور النجاح والموفقية لأنفسهم إلى حد الغلو ولكنهم في العمل يعجزون عن ذلك ويتوهّمون لو أنهم لو شاكسوا فأن ذلك أحفظ لغرورهم.

في بعض الاحيان يجرهم الاحساس بعدم وجود شخص عطوف في البيت إلى الهروب من المدرسة والتمارض والتزام سرير المرض. وعدم حضوره في المدرسة بالحقيقة نوع من توجيه تلك الحالات السلبية وطباعه السيئة.

اعادة هذا السلوك في هذا المجال والتمارض الكثير تُحيي هذا الأحساس في مخيلته بالتدريج. أن جدار معدته يتقرح. وهذا هو سبب احساسه بالمرض، وهذه الأحاسين إن لم تعالج فأنها ستكون سبباً لاختلال الخلق، ومن الممكن أن تسوقه إلى المرض الواقعي.

رغبتهم وأملهم

نعم. المرض غير محبب للنفس، ولكنه من جهة اخرى حسن لهؤلاء. وبما أنه يكون سبباً لكسب النجاح. والمريض في ظله يكون معرضاً للانتباه والمحبة أكثر بحيث تمتد إليه مرة ثانية يد اللطف، ويرجع أبويه إلى الانشغال برعايته والعناية به.

انهم يبحثون عن سبب وحجّة للمرض. وعندما يأتيهم المرض يكونوا شاكرين له، ويصيبهم التوتر والخوف عندما يرى الطبيب أو الأم أو الأب بانه ليس هناك سبباً وجذوراً لمرضه، وفي تلك الحالة يجب عليه أن يذهب إلى المدرسة.

وهذا الشيء يخالف رغبتهم، فهم لا يرغبون بالذهاب إلى المدرسة.

في داخلهم غليان مستمر ولكنهم يتظاهرون بالتألم والتأوه. وأن تقيء أحدهم أو تهوع بعد ذلك فلا يشعر بالأسف، بل يفرح ويريد أن يصاب بمرض حقيقي حتى يتبين صدق قوله. ونشاهده دائماً يتمنى أن يتألم من ظهره ورأسه وأذنه. ولكن لا يذهب إلى المدرسة. وبشرط أن يعلم والديه بأنه صادق وبالتأكيد أن الأفراد الذين يعانون من الاختلال العصبي (النورتيكيين) في هذا المجال أكثر.

شخصية الوالدان

من المفيد هنا أن نذكر ما هي نظرة الوالدان ومميزاتهم الظاهرية بالنسبة إلى الأطفال؟ البحوث المحدودة التي أنجزت في هذا المجال تبيّن أن والديهم لهم الخصائص التالية:

ـ تعاني امهاتهم من التشويش والاضطراب.

ـ الخوف والذبول والحزن أمر شائع بين بعض الأمهات (حدود 12%).

ـ بعض هؤلاء الأمهات مصابات بمرض عاطفي.

ـ بعض آباء هؤلاء الأطفال من الذين يسعون أن لا يخرج أبنائهم من البيت لأجل الخوف من الصدمات والعوارض المحتملة.

ـ أغلب آباء هؤلاء الأطفال هادئين وغير حركين.

ـ أكثر أمهات هؤلاء الأطفال من النوع الذي يبحث عن السلطة ويسعون لوضع أبنائهم تحت سلطتهم.

العوارض المرافقة لسن الطفل

قلنا أن الخوف من المدرسة في سنين الصفوف الأولى إلى الثالثة غالباً ما يكون شديداً. وتصبح الحالة شائعة في السنين 11 و12 أيضاً وكلما يزداد سن الرشد في الطفل يقل هذا الخوف إلى أن يصل وضع الفرد إلى الحالة العادية. ولكن الأفراد العصبيون يصعب عليهم التخلص من هذه الحالة.

لهذا من الممكن أن تزداد فيهم حالة التصنع والتملق. ويكثر جهدهم وسعيهم لأجل الهروب من المدرسة.

ومن الممكن أن توجد مع هذه الحالات، حالات من المكر والكذب والتصنع والهزيمة من البيت والتقليد وعدم الالتزام بالنظام.

يقول بعض علماء النفس: أن هؤلاء الأفراد يمكن أن تنشأ لديهم حالة من الوسوسة والتعوّد على السرقة وغيرها من الأعمال السلبية.

القلق والاضطراب، التمايل لنسج الحيل، والتظلّم والتعود على الخداع كلها من المسائل التي تتكون تدريجاً وتغير الوضع الأخلاقي له وتفسده.

العوامل المؤثرة

اسم وعنوان هذا البحث يدل على الدليل الذي أوجده. ولكننا في نفس الوقت نتكلم عن هذا البحث لأجل وجود عوامل وشروط تستطيع أن تكون عاملاً أصليا وأساسياً لبروز وظهور هذه الحالات.

عندما يتمرض الطفل أو يتظاهر بالتمارض يجب أن نعرف أولاً ما هو التحول الذي طرئ على وضعه الجسمي والروحي، وما هي الشرائط التي أوصلت الوضع إلى هذا الحد. في هذا المورد الخاص يجب أن نبحث عن جذور هذه الأوضاع في شخصية الأفراد وأيضاً عن الحوادث التي حدثت في السنين الأولى لحياتهم.

نعم، البحوث العلمية أثبتت أن لهذا الأمر جذور نفسية، أما في بعض الأحيان، الاختلال في وضع الفعل والانفعال وفي الحياة العاطفية والاجتماعية يكون مؤثراً في هذا المجال مثل كالتعلّق الشديد بالأبوين وبمحيط البيت. وإن تركنا مسائل المدرسة والمعلم فهناك عوامل أُخرى يجب أن تثير الانتباه.

الخوف من عدم الموفقية والنجاح، تصور الألآم النفسية في المدرسة، والاضطراب من الافتراق. والخوف من حدوث شيء لأمه في غيابه، الخوف من ترك والديه له، احساسه بفقدان احبته، التحرز والتدلل، طلب المحبّة والتلاطف، الميل للهروب من تحمّل المسؤولية جلب النفع ودفع الضرر، الخوف من الرسوب، القلق من العقاب، التحسس بوجود وقائع خطرة، عدم القدرة لأداء التكاليف والواجبات، عدم القدرة على إبراز الغضب، القلق والخوف من إيذاء الاخرين، إحساس الضعف في القدرة الدفاعية، عدم إدراك الدروس المدرسية، إحساسه بالتخلف في الدرس وشرود الذهن، عدم القدرة على إنجاز المسؤوليات.. فهذه كلها من العوامل المؤثرة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.