أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2022
2000
التاريخ: 2024-06-02
820
التاريخ: 20-2-2022
2384
التاريخ: 5/10/2022
1652
|
مص الأصابع، ظاهرة كثيرة الشيوع عند الأطفال، وتكاد تكون عملية سلوكية عادية يقوم بها كل طفل تقريباً، مع تفاوت الأطفال في ما بينهم باتباع هذه العادات، التي يجدون فيها لذة وإشباعاً لحاجاتهم. ومص الأصابع أو قضم الأظافر حركتان عصبيتان موجهتان، وهما دلالة على عدم الاستقرار، وعدم القدرة على التركيز لمدة طويلة. وتبقى الظاهرة عادية في الطفولة المبكرة لكنها إذا تجاوزت هذا الحد المألوف تصبح حالة مرضية يجب النظر في علاجها، ومحاولة منع الأطفال بطريقة قسرية عن طريق ربط أيديهم، هو تدخل غير مبرر، ولا جدوى منه ويفضل مراقبة الطفل وإرشاده للإقلاع تدريجياً عن هذه العادات.
ويرى بعض العلماء، أن مص الأصابع، وقرض الأظافر، أو عصر حبوب الوجه، واللعب بخصلة الشعر، وإلى ما هنالك من حركات شبه دائمة، تشغل معظم وقت الأطفال، هي عبارة عن بؤر يتمركز فيها النشاط العصبي غير الموجه، ويستحسن أن تدرس الحالة الصحية للمصاب وخاصة لجهة وجود الديدان أو التهاب اللوزتين أو الزوائد الأنفية.
أسبابها:
1- من الوجهة النفسية، تعتبر حالة عصبية غير معلنة، تنتج من جراء عدم استقرار الطفل الذي لا ينال التقدير الكافي، في الوقت الذي توجه عناية الأهل إلى غيره من الأخوة، وهذه الظواهر (مص الأصابع، قرض الأظافر)، (هي أسلوب لنشاط لا يؤدي إلى نتيجة ملموسة أو نوع من العمل غير المنتج يقوم به الطفل ويتعود عليه)(1).
2 - يرى بعض العلماء أن هذا العمل (غير المنتج)، يستعمل بقصد الاستغراق في أحلام اليقظة، ويعتبرونها مصاحبة لمظهر القلق (غير المنتج)، والإحباط، أو اعتلال الصحة، وعدم تحقيق الرغبات.
3- هي نوع من التلذذ الجسماني الذاتي.
4- مص الأصابع ليس مهماً بذاته، بل هو مؤشر على وجود حالة عقلية غير سوية يجب الاهتمام بها ومعالجتها، وغالباً ما يلجأ الطفل إليها في حالات الحرمان والشدة وفي مواقف الغيرة، وهو موقف انسحابي يبعد الطفل عن مواجهة الواقع. وغالباً ما تكون هذه الظاهرة بمثابة مؤشر على حالات سيصاب فيها الطفل في الكبر، ومنها الخجل والعزلة والتكتم وعدم الجرأة في الحديث، وسرعة التأثر وشدة الحساسية، ويمكن علاج هذه الظواهر - كما يرى فريق من العلماء - بالتوجيه نحو الخياطة والحياكة أو الرسم وغيرها من الأشغال اليدوية التي تشعر الفرد بأهميته وقيمته.
ومعظم الذين أحيلوا إلى العيادات النفسية في هذا الموضوع بقصد الاستشارة والاسترشاد تبين أنهم في حالة توتر وغضب (وهؤلاء هم جماعة قرض الأظافر)، في حين تبين أن المصابين بمشكلة (مص الأصابع) هم في حالة استسلام وخضوع. وفي علاج هذه الظواهر، يجب الاعتناء بالصحة، والقيام بالنزهات، وإشغال اليدين بالطريقة التي ذكرنا.
5- قد يكون مص الأصابع استجابة لفطام فجائي مبكر جداً، أو نتيجة معاناة لمشاعر الاهمال في موقف الرضاعة أو لمشاعر التهديد أو النبذ، وهذا يرجع فسيولوجياً إلى نقص الماء في الجسم، أو هو استمرار للمرحلة الفمية التي لم تشبع إشباعاً سليماً أثناء الطفولة.
6 - قد يكون من أسبابها عوامل الضعف العقلي، أو نتيجة الضعف في القدرات التحصيلية ومتابعة المذاكرة.
7- الإصابة ببعض الأمراض كالحميات، والتهابات اللوزتين، فتظهر هذه الحركات بمثابة مؤشر على التوترات الداخلية.
8- مواجهة مشكلة مستعصية الحل، فيعيش الطفل على أثرها حالة قلق.
9ـ الدلالة على عدم التوافق الانفعالي.
وسائل العلاج:
وسائل العلاج بواسطة القمع والذي يبدو لأول وهلة نجاحاً، فالحقيقة ليس سوى خداع فسرعان ما تظهر التوترات بأساليب تعبيرية أخرى، والوسيلة الناجحة هي الإرشاد النفسي وبعض الأمهات وبحجة الحرص على عدم إفساد أطفالهن يكتمن مشاعر الحب والعطف الزائد عنهم. إن هذه الطريقة المبالغ بها، والتي لا مبرر لها على الإطلاق من شأنها أن تحرم الطفل من حق هو له، ومن غذاء نفسي هام يحتاج إليه حاجته إلى الماء والهواء.
1- لقطع الطريق على ظاهرة قضم الأظافر، يجب تقليمها بحجة إبقائها نظيفة كظاهرة صحية واجتماعية محمودة.
2- استخدام الأسلوب الإيحائي كتسجيل أسطوانة تحمل عبارة - لن أقضم أظافري فهذه عادة قذرة - وتوضع لبعض الوقت قرب السرير أثناء النوم، مع الاشارة إلى بعض الملصقات، بالإضافة إلى الإرشادات الشفوية والحديث برفق عن مساوئ هذه العادة.
3- توفير وسائل النشاط المختلفة للطفل، وإتاحة الفرصة له لممارستها، وتخليصه من مشاعر الخوف المتزايدة.
5- يلجأ بعض الأهل إلى وضع مادة كريهة على الأصابع، حتى يأنف الطفل من تقريبها إلى فمه، فيقلع عن المص والقضم. لكننا لا نرى فائدة في هذه الطريقة لأنها تحمل في طياتها معنى المنع القسري.
6- يشير (إيزنك) إلى اعتماد العلاج النفسي في هذه المسألة ، وذلك في كتابه (مشكلات علم النفس)(2)، حيث يتوجه الطفل بنفسه وبمعرفته التامة إلى لقاء عالم النفس ويقضم أظافره أو يمص أصابعه في العيادة، وعلى مرأى من عالم النفس ذاته لمدة من الزمن، وعلى عدة فترات، ويراقب نفسه بنفسه فإذا به يقلع بعد فترة من تلقاء ذاته (وقد أجريت التجربة ذاتها على المدخنين حيث يجلس المدخن مع عالم النفس لمدة ساعة فيدخن السيجارة بعد السيجارة، مع الالتفات الشعوري لكل شهيق، ولكل الاحساسات في حلقه وفمه، واختفى بعد ذلك تدخين السجائر)(3)، ويرى بعض المربين أن خلق الأجواء النفسية المريحة هي من أهم أسباب الاقلاع عن هذه العادات، ومنها الأنشطة الترويحية وكل ما يدخل السرور إلى قلب لطفل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. عبد العزيز القوصي، أسس الصحة النفسية، ص288.
2ـ ايزنك، مشكلات علم النفس، ترجمة جابر عبد الحميد ومحمود الشيخ، دار النهضة العربية، 1964.
3ـ د. محمد عبد المؤمن حسين، مشكلات الطفل النفسية ص180.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|