المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الادارة و الاقتصاد
عدد المواضيع في هذا القسم 7180 موضوعاً
المحاسبة
ادارة الاعمال
علوم مالية و مصرفية
الاقتصاد
الأحصاء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Continuity-Borel Hierarchy
25-4-2018
فضائل الأندلس / عن الحجاري
2023-02-16
تفسير{الْحَمْدُ لِلـهِ رَبِّ الْعالَمينَ}
2024-03-05
أبو حازم سَلَمة بن دينار
18-8-2016
قريش تتشاور كيف تمنع تأثير القرآن في النفوس
17-10-2014
The dialects in the South of England: phonology
2024-03-06


تـعـريـف التـنميـة الاقـتصـاديـة  
  
2808   12:26 صباحاً   التاريخ: 25/12/2022
المؤلف : د . عبد اللطيف مصطيفي ، د . عبد الرحمن سانية
الكتاب أو المصدر : دراسات في التنمية الاقتصادية
الجزء والصفحة : ص11 - 15
القسم : الادارة و الاقتصاد / الاقتصاد / التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية /

الفصل الأول 

التنمية: المفهوم والمتعلقات الأساسية

تمهيد : 

التنمية مفهوم لقي جدلاً واسعاً وحيزاً كبيراً من النقاش في الدراسات الاقتصادية باعتباره يمثل محصلة الجهود المبذولة لتحقيق رفاهية الإنسان، وإن الحديث عن هذا المفهوم المعقد يقتضي الحديث عن الجوانب المختلفة المتعلقة بها وأهمها :

- المقصود بهذا المفهوم مع بيان خصائصه.

- محددات التنمية الاقتصادية مع منافعها وأعبائها.

- أركان عملية التنمية.

- تهيئة الإطار الملائم للتنمية. 

- كيفيات قياس التنمية الاقتصادية.

أولاً: ضبط مفهوم التنمية الاقتصادية وبيان خصائصها

1- تعريف التنمية الاقتصادية

التنمية لغة من النماء وهو الزيادة والكثرة، وتنمية الشيء تعني إحداث النماء فيه اصطلاحاً : اختلف الاقتصاديون كثيراً حول هذا المفهوم ولا نكاد، نحصل على تعريف متفق عليه بين الباحثين ويعود السبب في ذلك لعدة أمور:

* كل باحث يعرفها انطلاقاً من الايديولوجية الحاكمة لفكره واختصاصه لذلك اختلفت النظرة إلى التنمية بين المفكرين الرأسماليين، والمفكرين الاشتراكيين، ومفكري الاقتصاد الإسلامي(1).

* مفهوم التنمية مفهوم نسبي متغير المحتوى في الزمان والمكان: فبالنسبة لعنصر الزمان فإن مستوى التطور الذي يسمح بالحكم على بلد ما بأنه متقدم اقتصادياً يتغير كلما مرت فترة معينة من الزمن، حيث نجد مثلاً أن المستوى الذي بلغته الدول المتخلفة اليوم أعلى منه في الدول المتقدمة قبل 50 سنة، وبرغم ذلك متخلفة بمقاييس اليوم. أما بالنسبة للمكان فإن لكل بلد هي خصائصه المتميزة ،اقتصادياً ،اجتماعياً ثقافياً ومؤسساتياً ، لذلك من الصعب إعطاء تعريف موحد ودقيق لمستوى التنمية المنشود.(2)

* الخلط بين مفهوم التنمية والمفاهيم القريبة منه، لاسيما مفهوم النمو الاقتصادي croissance économique حيث ظلت التنمية لمدة طويلة تنحصر في مفهوم ضيق هو النمو الاقتصادي، ومن التعريفات في هذا الشأن التعريف التالي :

" التنمية هي الجهد المبذول للارتفاع بالدخل الفردي الحقيقي ارتفاعاً تراكمياً عن طريق استخدام الموارد البشرية والطبيعية المتاحة استخداماً أكفأ وأشمل بغرض رفع الدخل القومي بمعدل أكبر من معدل تزايد السكان"(3). فهذا في الحقيقة هو مفهوم النمو الاقتصادي وليس التنمية الاقتصادية ".

إن الحقيقة التي وصل إليها الفكر التنموي أن التنمية مفهوم معقد تتشابك فيه جوانب وعلاقات متعددة وهي تتضمن إحداث تغيرات جذرية في الهياكل المؤسسية والاجتماعية والإدارية وحتى العادات والمعتقدات.(4) وبالتالي فإن تحقيق النمو  الاقتصادي لا يعني بالضرورة أن هذا البلد قد حقق تنمية اقتصادية، إذ يمكن أن يحدث هذا النمو دون أن ترافقه تغيرات هيكلية في الاقتصاد، كما الحال في الدول الأقل تقدماً التي كانت خاضعة للاستعمار وحصلت فيها معدلات نمو مرتفعة جداً بسبب توسع الصادرات دون أن ينسحب على القطاعات الأخرى، مما جعل الفوائص المحققة لا تسبب تغيرات في هياكل الإنتاج في تلك الدول، ومثال على هذه الحالة الدراسة التي قام بها الاقتصادي 1966 Robert Clawer بعنوان "النمو بدون تنمية" والتي أشارت إلى أن النمو لا ترافقه دائمًا تغيرات هيكلية مما يجعل النمو محدوداً وقد لا يستمر طويلاً(5) 

وبالنتيجة، فإن النمو الاقتصادي عنصر مهم من عناصر التنمية الاقتصادية ولكنه غير كاف وهو فقط وسيلة لخدمة غاية ولا يمكن اعتباره أبدا غاية في حد ذاته، لذلك ركز المفكر Amartya Sen بمناسبة حصوله على جائزة نوبل عام 1998 على ضرورة تجاوز دراسات التنمية مسألة معدلات الدخل المنخفضة إلى التركيز على أربعة عوامل كبرى تشكل حجر الزاوية في "المستوى المعيشي الأدنى المقبول"(6).

- الاختلافات الشخصية كالعمر ، العجز ، ...  

- تنوع البيئات، حيث أن العيش في بيئة خاصة (حارة أو باردة) يتطلب نفقات مختلفة بالنسبة للسكن واللباس والوقود....

- تغير المناخ الاجتماعي (النزاعات، الآفات، ...)

- تنوع الحرمان النسبي.

إن الحقيقة المشار إليها بخصوص تعقد مفهوم التنمية وشموله لجوانب عدة كان وراء تطور التعاريف المعطاة لهذا المفهوم، وهو ما يلحظ في التعاريف المتتابعة التي اعتمدها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لهذا المفهوم، حيث ربطه في البداية بضرورة وجود نمو اقتصادي وذلك في تقرير التنمية البشرية الصادر سنة 1991، ثم ركز في مرحلة لاحقة على التأكيد على تحسين الحياة المادية مع وضع مؤشرات كمية لقياسها، مع ضرورة أن يرافق ذلك مراعاة حقوق الإنسان في المشاركة والحرية السياسية والعدالة في توزيع ثمار التنمية بين الجيل الحاضر والأجيال اللاحقة في سيرورة مستمرة تضمن الترقي من نقلة نوعية إلى نقلة نوعية أخرى في إطار تصاعدي مترابط حتى تصبح عملية التنمية تلقائية إلى حد كبير كما هو الحال في الدول المتقدمة(7)

ويرى الدكتور أسامة عبد الرحمان وهو الرأي الذي يتفق عليه كثير من الكتّاب أن مفهوم التنمية أشمل بكثير من ذلك فليست التنمية مجرد تحسين للأحوال المعيشية ولكنها هدف مستمر وقدرة متواصلة متعاظمة على التطور والنماء والارتقاء، تتداخل فيها أبعاد عديدة متفاعلة ومتشابكة مع بعضها البعض، إذ لا يمكن تصور حدوث تنمية في بعد أو محور واحد دون بقية المحاور والأبعاد، فلا يمكن تصور تنمية اقتصادية مع وجود تخلف إداري أو سياسي أو ثقافي أو تقني. ويخلص من ذلك إلى تعريف التنمية بأنها: " عملية مجتمعية واعية ودائمة موجهة وفق إرادة وطنية مستقلة من أجل إيجاد تحولات هيكلية 

وإحداث تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية تسمح بتحقيق تصاعد مطرد لقدرات المجتمع وتحسين مستمر لنوعية الحياة فيه".(8) 

إذن الأمر الجوهري في التنمية حدوث تغيرات جذرية ذات امتداد واسع للعديد من الميادين تكون لها آثار إيجابية على تقدم المجتمع وازدهاره، لذلك من التعاريف المختصرة والشاملة التي يمكن أن نوردها أيضاً التعريف التالي:

* التنمية هي الانتقال  من حالة التخلف إلى التقدم ويصاحب ذلك العديد من التغيرات الجذرية والجوهرية في البنيان الاقتصادي"(9). 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- ابراهيم العسل ، التنمية في الإسلام : مفاهيم مناهج وتطبيقات ، ط1، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1996، ص: 14.

(2) Matouk BELATTAF, économie du développement, ed. Office des publications universitaires (OPU), Alger, 2010, p: 34.

(3) فؤاد عبد المنعم أحمد، السياسة الشرعية وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية وتطبيقاتها، ط1، منشورات البنك الإسلامي للتنمية، 2001، ص: 51.

(4) محمد صالح تركي القريشي، علم اقتصاد التنمية، ط1، دار إثراء للنشر والتوزيع، الأردن، 2010، ص: 36.

(5) نفس المرجع، ص: 39.

(6) Dwight H. Perkins et autres, économie du développement, 3eme ed., de boeck, Paris, 2008, pp: 60-61.

(7) أسامة عبد الرحمان ، تنمية التخلف وإدارة التنمية : إدارة التنمية في الوطن العربي والنظام العالمي الجديد مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، يونيو 1997، ص ص: 15-16. 

(8) المرجع السابق، ص: 16.

(9) مدحت القريشي، التنمية الاقتصادية نظريات وسياسات وموضوعات، ط1، دار وائل للنشر، عمان، 2007، ص: 122. 




علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





لقد مرت الإدارة المالية بعدة تطورات حيث انتقلت من الدراسات الوصفية إلى الدراسات العملية التي تخضع لمعايير علمية دقيقة، ومن حقل كان يهتم بالبحث عن مصادر التمويل فقط إلى حقل يهتم بإدارة الأصول وتوجيه المصادر المالية المتاحة إلى مجالات الاستخدام الأفضل، ومن التحليل الخارجي للمؤسسة إلى التركيز على عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة ، فأصبح علم يدرس النفقات العامة والإيرادات العامة وتوجيهها من خلال برنامج معين يوضع لفترة محددة، بهدف تحقيق أغراض الدولة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و تكمن أهمية المالية العامة في أنها تعد المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد وظروفه في دولة ما .و اقامة المشاريع حيث يعتمد نجاح المشاريع الاقتصادية على إتباع الطرق العلمية في إدارتها. و تعد الإدارة المالية بمثابة وظيفة مالية مهمتها إدارة رأس المال المستثمر لتحقيق أقصى ربحية ممكنة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المالية و إدارتها بغية تحقيق أهداف المشروع.