المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الاحتياجات المهمة للأطفال / الحاجة الى السيطرة والرقابة  
  
1237   10:41 صباحاً   التاريخ: 25/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص225 ــ 236
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 2368
التاريخ: 13-4-2021 2407
التاريخ: 2023-03-21 1261
التاريخ: 31-12-2022 1823

من متطلبات الاطفال وفي نفس الوقت حقوقهم أيضاً، هو حق السيطرة في كلامه واعماله وسلوكه. ذلك ان الاساس في مبدأ الامانة الالهية يكمن في المحافظة على الطفل، وابعاده عن الشرور والمخاطر. وتعتبر السيطرة عاملاً ينجّي الطفل من الشر وتعلمه النمط الطبيعي والصحيح في الحياة.

ان مسألة ولادة الطفل تمثل في رأي علماء البيئة والتكامل ظاهرة سلبية. ذلك ان الطفل يفتقد القابلية على التوافق الغريزي مع الطبيعة ويحتاج الى المراقبة والحماية لكي يصبح بإمكانه ان ينمو، واننا كأولياء للطفل مسؤولون عن سعادته وشقائه، ويجب علينا كذلك ان نجيب بين يدي الله تعالى عن صالحه وسيئه بقول الامام السجاد عليه السلام إذ قال : وانك مسؤول عما وليته و...

ضرورة الضوابط للأسرة :

هناك أصول وضوابط معينة في الاسرة الجيدة بحيث ان جميع اعضائها تابعون لتلك الاصول والضوابط. ومما لا شك فيه ان هذه الضابطة هي بالشكل الذي يأخذ بها الطفل أيضاً وحسب درجة نموه. ومفاد هذه الضرورة ناجم عن ان بعض الفلاسفة واغلب علماء النفس يقولون ان ذات البشر وطبيعته هي بالشكل الذي تدفعه الى الميل اكثر نحو الشهوة والعنف وان لم يخضع للمراقبة يتسبب في ايذاء نفسه والآخرين.

كما ان الطفل ذو طبيعة حرة وبعيدة عن اي نوع من تحمل المسؤولية. ونحن مضطرون الى اخضاعه لمراقبتنا الدائمة لكي تصبح حريته خاضعة لضابطة معينة وذات شروط معينة وان يرى نفسه مسؤولاً امام سلوك الآخرين تجاهه ويبدي تحمله لمسؤولية معينة في المجتمع.

واخيراً تجدر الاشارة الى هذه الملاحظة أيضاً وهي: ان الطفل وبسبب ملاطفة الوالدين الدائمة له وحمايتهم واعالتهم المستمرة له، ينقلب تدريجياً الى فرد متكبر، وكثير الطلب، ويرى نفسه بأنه الدائن على طول الخط. لذا من الطبيعي ان يقوده ذلك أحياناً الى طرق ملتوية بسبب هذا الغرور والتباهي وهذا الامر لا يصب في مصلحة حياته الفردية والاجتماعية.

ان سيطرة الوالدين تبعده عن هذا المسير الخطر وتخضعه لضابطة معينة.

فوائد السيطرة والمراقبة :

السيطرة على الاطفال لها فوائد وآثار كثيرة يمكن فيما يلي الاشارة الى بعض منها:

١- المحافظة على سلامة الطفل:

ان مراقبة الطفل تمثل سبباً للمحافظة على سلامة الطفل جسمياً ونفسياً. ويبقى الطفل في ظلها بعيداً عن الاخطار والاضرار كالحريق، والغرق، والتكهرب، والتسمم، والسقوط و.. الخ. وما اكثر الامراض التي تعرض حياة الطفل للخطر. وتصبح مراقبة الوالدين وحذرهم سبباً في تخلص الطفل من هذه المخاطر وتأمين سلامته الفكرية والسلوكية.

2ـ الحؤول دون بروز المفاسد :

ان مراقبة الطفل تمنع من وقوعه في ورطة المفاسد ولا تسمح بفناء الطفل فيها. إذ ان سذاجة الطفل وسرعة تصديقه، وعدم تجربته، وجهله وغفلته تصبح أحياناً السبب في انقياد الطفل الى ورطة المفاسد ويصبح مرتعاً للاستغلال. ان مراقبة الوالدين اياه في ذهابه وايابه، ومتابعة حالاته وتصرفاته تبعد الطفل عن شراك هذه المفاسد.

٣- ضمان أمنه:

ومن أجل ان ينمو الطفل فهو بحاجة الى الأمن، ويجب ان يعيش في محيط آمن. وفي ظل حياة آمنة كهذه يصبح بإمكانه بناء حياته وتوجيهها بالاستفادة من مواهبه وامكانياته. ان اعمال السيطرة والمراقبة اسلوب جيد للوقاية من الاضرار ويتمكن الطفل في ظلها ان يطوي مراحل نموه بكل سهولة ويندفع نحو تحقيق اهدافه.

٤- تقليل الاصابة بالأضرار:

واخيراً فان سيطرة الوالدين ومراقبتهم احدى الاسباب المؤدية الى ابعاد الطفل عن الاضرار الفردية والاجتماعية، وبالنتيجة تؤدي الى التمتع بحياة سليمة. اننا بحاجة الى ان نمتلك الآن وفي المستقبل اطفالا اقوياء بدنياً وأصحاء من حيث العقل والارادة والحالة النفسية. إذ توجد بعض المخاطر أمامهم تعيق الاطفال من بلوغ هذا الهدف، وهنا يأتي دور السيطرة إذ تقدم له هذه النعمة على طبق من ذهب.

أبعاد السيطرة :

ابعاد السيطرة واسعة وشمل جميع المسائل والأمور التي تواجه الانسان خلال حياته. مثلاً:

* السيطرة على ذهابه وايابه ضروري، لكي نعلم الى اين يذهب الطفل ومن اين يأتي، وما هي الاماكن التي يتردد عليها.

* السيطرة في المعاشرة، حتى يصبح معلوماً لدينا الافراد الذين يعاشرهم وما هي درجة سلامتهم الاخلاقية.

* السيطرة في الحديث والكلام، لكي تكون كلماته مدروسة وصادرة وفق ضوابط معينة.

* السيطرة في علاقته بنفسه وما يتعلق بشؤونه بحيث لا يؤدي ذلك الى فسح المجال امام انحرافه وشذوذه.

* السيطرة في الادرار والمدفوع، بأن لا يقوم الطفل بحبس ذلك أو لئلا يتعرض الى حادثة معينة في الدفع والتخلية، وان يراعي الجوانب الاخلاقية خلال ذلك.

* مراقبة حالات التفحص والتدقيق خاصة في الحياة العائلية؛ إذ من الممكن ان تؤدي أحياناً الى انحراف الطفل وفساده.

* السيطرة في اللعب والاشياء والادوات؛ إذ من الممكن ان تسبب له أحياناً مخاطر على حياته.

* السيطرة اثناء ممارسة الالعاب، والتزلق، والانكفاء والسقوط.

* السيطرة على محيط خلوته، وغرفة النوم، وكيفية نومه و...

* السيطرة في السلوك ونمط التعامل مع مختلف الافراد ، والاستئناس والاختلاء و...

* السيطرة اثناء غلبة العواطف والمشاعر، والغضب، والمحب ، والخوف، والانسجام.

حدود السيطرة :

ان السيطرة مطلوبة وضرورية ولكن لابد من وجود حدود معينة ، لذلك لا يجد الطفل نفسه معها انه في عذاب شديد أو لا يصار فيها الى تحطيم وتهميش رغباته وطلباته ، أو ان لا يجد الطفل نفسه حبيساً بين اربعة جدران ولا تُلغى حرياته المشروعة.

ولابد للآباء من مراعاة هذه المسألة؛ وهي اننا لا نطمح الى تحطيم حرياته أو أن نختم على طلباته في ظل عملية التحكم والسيطرة على الطفل. بل ان الاساس في ذلك هو ان نُحد من جموحه وحرصه الشديدين، وتمكنه من التحكم بقواه الذاتية، ونجعله مديراً لشؤونه.

ويجب ان لا يشعر الطفل بانه مجبورٌ في حياته وان كان هذا الاجبار ضروري له، ينبغي توضيح ذلك له بحدود معينة، وجعل عملية السيطرة معقولة بالنسبة للطفل. كما يجب ان لا يتبادر الى ذهنه التصور الذي ينم عن ان والديه يريدان ان يرغموه ويجبروه او يتجاوزان على حقوقه.

أضرار السيطرة الشديدة :

بالرغم من المنافع الجمة التي تؤمنها السيطرة للطفل فإنها تؤدي الى ظهور الضرر التالي؛ وهي ان الطفل يفقد على اثر ذلك الشعور بالاستقلال، وأحياناً يستحوذ عليه شعور دائم بالذنب والذي يشكل خطراً جسيماً على وجدانه لأنه يشعر دائماً بانه خجل من نفسه.

ان الذي يخضع دائماً تحت الرقابة والسيطرة يشعر بأنه متخلف في بعض الجوانب عن الآخرين ، وهذا بحد ذاته يشكل احساساً خطيراً يستحوذ عليه. كما ان اعمال الرقابة الشديدة والمعقدة تظهر أحيانا لا تطاق وتساعد على خلق الاجواء الملائمة لابداء المقاومة تجاهها والهروب منها.

بعض الاطفال الذين ترعرعوا وكبروا تحت اجواء الانضباط الشديد تحولوا فيما بعد الى افراد انهزاميون ومستسلمون، وبحاجة الى قيادة الآخرين لهم، كما لوحظ أيضاً ان البعض الآخر منهم على العكس من ذلك تماماً إذ أنهم يقفون حتى بوجه كلمة الحق ويعارضون ويعاندون.

ان الشعور بالكمال يتعرض عند بعض الافراد الى التضعيف الشديد ويجعلون الاساس في حياتهم المستقبلية مبنياً على حل المعضلات.

السيطرة على الطفل والتهديد :

ينبغي ان لا ننسى ان الهدف من السيطرة هي الحفاظ على أمن الطفل وسلامته دون أن يكون سبباً الحاق المزيد من الاذى به. ومن هذا المنطلق ينبغي ان لا نلجأ الى ارعاب الطفل وتخويفه من أجل يأخذ بأوامرنا وتوجيهاتنا أو ان نفرض عليه رأينا حتى وان كان خاطئاً بهذا الاسلوب اطلاقاً.

ان فكرة ضرورة الانضباط المتزامن مع الخوف ناجمة عن الفكرة القائلة بان الطفل مجبول على الشغب ذاتاً أو فطرياً، وهذه الفكرة غير موضوعية في الفكر الاسلامي. أو ان اكثر الآباء يسعون الى التضييق على اطفالهم من اجل اثبات جرأتهم وشهامتهم أو يقومون بفرض الرقابة الصارمة عليهم.

ان استخدام القوة واصدار الاوامر الصارمة لو أخذت طابعاً متزامناً وبلغت مرحلة الاجبار من الممكن عندها ان يلجأ الطفل الى العصيان أو أن يفكر بالهروب، ولكن مع ذلك فان العودة الى الوضع السابق ممكنة متى ألغيت فكرة استخدام القوة في التعامل مع الطفل.

السيطرة عن طريق التدخل والتوبيخ :

ان امتلاك الآباء لحق التدخل في امور الطفل امرٌ مفروغ منه. إلا ان المسألة تتعلق بتعيين حدود التدخل. يا ترى هل يمتلك الآباء الحق في ابداء وجهة نظرهم حول كل مسألة؟ قطعاً كلا. إذ ان بعض المسائل طفولية ينبغي للطفل ان يبادر الى حلها بنفسه؛ ذلك ان تدخل الآباء في هذا الامر يتسبب في ان يتعلق الاطفال بهم بشدة أو ان يستخدموا نفس هذا الاسلوب في المستقبل.

ان التدخل المفرط يعدُّ بحد ذاته خطأ، خاصة عندما يتعرض الطفل الى اللوم والتوبيخ أيضاً بسبب عدم موافقته على اسلوب الآباء. وهذا الامر يتسبب في ايذاء الطفل وازعاجه واتصافه بالخجل والحقد، ويؤثر سلبياً في بناء شخصية الطفل ونحوه.

ونعتقد بوجوب الابتعاد عن مؤاخذه وتوبيخ الطفل الصغير وان كان مقصرا فعلاً، أو عدم الاستهزاء والضحك عليه إذا عجز عن القيام بعمل معين. ويجب الابتعاد عن توبيخه لغرض جعله طفلاً ماهراً لأنه امر مضر ولا طائل منه وعاقبة ذلك سيئة بالنسبة للطفل.

السيطرة والانضباط :

الامر الذي نلفت الانظار إليه من الناحية التربوية هو السيطرة على الطفل من خلال الانضباط. ففي البيت يجب ان تكون الضوابط والمقررات الجماعية هي الحاكمة ويخضع لها جميع الافراد. ومما لا شك فيه ان الآباء يمثلون الوجه المسيطر في العائلة وليس الفرد المستبد.

انهم مسؤولون عن تنضيد القانون وليسوا دكتاتوريين، إذ يستخدمون اسلوباً معيناً كي ينعم الطفل بالأمن ويصبح بمقدوره ان ينمو بشكل سليم.

ان الاطفال الذين يترعرعون في جو دكتاتوري وارهابي يضفون على انفسهم حالة الطاعة في ظاهر الحال إلا انهم سيعانون فيما بعد من حالات الغضب والعداوة. وتظهر بعض المشاكل اثناء محاولة حل معضلاتهم والتي لا يمكن حلها بسهولة. وفي ظل هذه الاجواء يفقد الطفل شعوره بالأمن ويصار الى قتل جرأته وشجاعته.

يجب ان يسيطر على البيت جو الانضباط وليس الاستبداد وايجاد الرعب والفزع .كما يجب ان يتسم هذا الانضباط بمقررات وضوابط محددة وليس متعددة ومختلفة لئلا تتسبب في حيرة الطفل واضطرابه. ويجب ان تكون المقررات ثابتة وليس متزلزلة وتختلف بين يوم لآخر كي يتبلور ويترسخ سلوك الطفل بناء على ذلك. والافضل ان يحظى ذلك بموافقة الطفل أيضاً اي بمعنى ان لا تتحكم به. ضابطة غير مرغوبة.

جعل السيطرة ذاتية :

ان سيطرة الآباء على اطفالهم سيطرة خارجية ذلك ان الضوابط تفرض على الطفل من الخارج. وهذا النوع من السيطرة امر جيد ويتقبلها الطفل ولكن من باب الاضطرار. إلا ان السيطرة الافضل هي تلك التي يختارها الفرد لنفسه بنفسه، ويمتلك حرية الاختيار في ذلك، ولكن من المعلوم لدينا ان حق الاختيار هذا من السابق لأوانه للطفل.

ويمكن اللجوء الى استخدام اساليب معينة للوصول الى هذا النوع من السيطرة منها ما يلي:

١- اعطاء الدروس اللازمة فيما يتعلق بالضوابط وتعليم الطفل على القاعدة والقانون.

٢- طلب التأييد والموافقة من قبل الطفل بحيث يشعر بموجبه الطفل بانه ملزم بتطبيق الضابطة الفلانية.

٣- المطالبة بتطبيق الضوابط بحيث يصار الى استخراج ضابطة معينة من فم الطفل ويطلب بنفسه تحقيق العمل الكذائي.

٤- افهامه تدريجياً بأن تطبيق الضوابط المطلوبة انما هي لغرض تحقيق خيره ومصلحته وان منعوه عن شيء ما فلغرض مراعاة وضعه ومصلحته.

٥- حمله للتمرن على منع حالة الكبت وتجرع الغصص والغضب والمجادلة والضغينة.

6- ابراز مظاهر الحياة الطبيعية عن طريق الاشارة الى النماذج واطلاعه وتعريفه على الحقائق والمعلومات.

٧- مطالبته الدائمة بامتلاك سلوك متعقل ويتصف بالرزانة والوقار.

٨- عدم اللجوء الى شرح وبيان القواعد والضوابط التي لا يفهمها الطفل أو لا يدرك معناها.

وأخيراً فإننا نحمل الطفل على التحكم والسيطرة على اعماله شخصياً وجعلها تسير وفق ضوابط معينة عن طريق تعويد الطفل على مراعاة الضوابط. ويلزمنا في هذا السبيل ان نفهم طبيعة الطفل، ومستوى ذكائه أيضاً وان نصوغ اسلوب توجيهه وهدايته وفقاً لهذه الاصول.

السيطرة والعقاب :

ان قولنا بان الطفل يجب ان لا يعاقب مطلقاً يعد كلاماً لا يحظى بجانب تطبيقي وعملي في الاجواء العائلية المختلفة. ولكن من الخطأ أيضاً ان ننهال بالضرب على الطفل لمجرد ارتكابه خطأ بسيطاً وحتى كبيراً. فالعقاب يجب ان يكون على عدة مراحل اشرنا لها في كتابنا آفاق التربية الى بعض من هذه المراحل. ونضيف هنا انه على الآباء ان يراعوا الموارد التالية قبل ان يلجأوا الى ضرب الطفل:

١- التسامح والتساهل بمعنى عدم الاصرار الى الحد الذي تنهالوا على الطفل بالضرب بمجرد ان يرتكب الطفل خطأ معيناً. خذوا الامور ببساطة، ولا تعيروا أهمية لبعضها، وحاولوا ان تغضوا الطرف عن الانحراف والخطأ.

٢- اندار الطفل وتحذيره بحيث يعتبر ذلك ناقوس خطر له ليبتعد بالتالي عن موارد الانحراف والخطأ. وليعلم انكم لن تسامحوه في الموارد التالية .

٣- ان النظر شزراً وبشكل ينم على اللوم والتوبيخ يعد بحد ذاته درساً جيداً للطفل ويوقفه على خطأه ويحول دون تكرار الخطأ. كما يلزم للآباء خاصاً ان يمتلكوا المهابة في قلب الطفل بحيث ينبهوا الطفل ويعيدوه الى رشد، بنظرة واحدة.

٤- أمر الطفل ونهيه بشكل رسمي وعلني كي يفهم بانه ينبغي عليه ان لا يقدم على هذا السلوك وان يعرض عنه حتماً.

٥- انذاره وتهديده كي يدرك اولاً ان استمراره على هذا السلوك سيجلب عليه عواقب وخيمة، وان يشعر ثانياً ان المربي يرمي وبشكل جدي الى معاقبته. طبعاً يجب عدم الالحاح أو الاسراف في هذا المجال لأنه يفقد هذا العمل قيمته.

٦- المعاقبة في حالة تكرار الخطأ، إذ لابد من القول ان ذلك لا يعني الحاق الاذى بالطفل، وتعذيبه وازعاجه وان لا يحصل بالشكل الذي يؤدي الى تفاقم حالة الاستسلام والعنف فيما بعد لدى الطفل وظهور الحالات والروحيات السيئة فيه.

بعض الأصول في تطبيق السيطرة :

لابد من مراعاة بعض الاصول من قبل الآباء عند تطبيق الضوابط، والعمل على ايجاد المهابة، والسيطرة على الطفل واهمها كما يلي :

١- مراعاة الهدوء والكياسة بحيث تسيطرون فيه على انفسكم وتتحكمون بتصرفاتكم ولا تفلتون زمام الامور من ايديكم اثناء العمل على تطبيق الضوابط.

٢- مراعاة الجدية بحيث ان اطفالكم يجدون فيكم افراداً جديين في العمل بالضوابط ويحسبون لقولكم وفعلكم الف حساب. كونوا آباء وليس دمية الحقل (خرّاعة) يكتشف الطفل حقيقتها.

٣- مراعاة الاصول المتفق عليها والعقلائية في الحياة، وليس المزاجات والاهواء الشخصية. ولا تتصرفوا في كل يوم بنحو معين يختلف عن سابقه كي لا يقع الطفل في حيرة من أمره ويعرف ما ينبغي له القيام به.

٤- لا تغفلوا عن مسألة المحبة للطفل، إذ ان تطبيق الضوابط ليس لها اي تباين مع مسألة محبة الطفل والمفروض ان يكتشف الطفل ان السبب في استخدامكم لهذا السلوك هو محبة الطفل وليس شيئاً آخر.

٥- لا تعاقبوا الطفل ما استطعتم وان اضطررتم الى معاقبته يجب ان يفهم الطفل سبب ذلك ويشعر بمراعاة العدالة في هذا الامر.

٦- بعد أن يرتكب الطفل خطأ معيناً امنحوه الفرصة أحياناً لإصلاح خطأه وتداركه.

٧- حاولوا في بعض الموارد ان توفروا للطفل امكانية الوقوف على أثر خطأه فيما لو ارتكب خطأ ما ويعمد بنفسه الى منع حصول ذلك.

٨- هيأوا أسباب التقليل في معاقبة الطفل وتحذيره بما يتناسب مع نموه وسنه وان يقوم بإدارة شؤونه بنفسه.

٩- اجتنبوا الفضاضة وسوء الخلق في تطبيق الضوابط ولا تجعلوا الطفل ييأس منكم.

10- في كل الاحوال لا تنسوا المرحلية والتدرج في التطبيق ولا تتوقعوا إصلاح الطفل في ليلة وضحاها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.