المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

رأي الامام علي عليه السلام في احداث السقيفة
9-9-2018
الكاشيون في بابل
1-12-2016
غزوة دومة الجندل
28-5-2017
الصوم مفروض من عهد ادم
2024-10-29
Lagrange,s Four-Square Theorem
27-12-2020
Yutaka Taniyama
16-3-2018


تقويم سلوك الطفل  
  
1248   10:48 صباحاً   التاريخ: 19/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص145ــ148
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2021 2678
التاريخ: 8/10/2022 2571
التاريخ: 18-1-2016 8648
التاريخ: 2023-02-08 1213

ان الاهتمام بتقويم سلوك الطفل ومعالجته يفرض علينا اجتناب جملة من المسائل التي نكتفي في ما يلي بمجرد الاشارة اليها دون الخوض في تفاصيلها الجزئية مراعاة للاختصار:

١ -الاهتمام المفرط: ان الاهتمام المفرط بالطفل لغرض التخلص من بكائه وعناده يثير في نفسه شعوراً بانه يمتلك سلاحاً فعالاً يستطيع به ارضاخ الوالدين متى شاء ذلك وانه قادر على اشهاره عند الحاجة، وهذا ما يفرض على الوالدين والمربين تجاهله وعدم الاهتمام بمثل هذا السلوك لكي يسقط في يده ولايجد في متناوله سلاحاً فعالاً كهذا.

٢ -سرعة الاستجابة: صحيح ان الاستجابة الفورية تنطوي على نتيجة فورية وهي اسكات الطفل وانهاء بكائه وعناده، الا انها تضمن ضرراً فادحاً وهو التأثير السلبي الذي تغرسه في اعماقه وتخلق منه في المستقبل شخصيته مستبدة تحيل نهار الوالدين الى ليل حالك. أضف الى ان حالة العناد اذا تواصلت لدى الطفل تسوقه الى اتباع الطرق المنحرفة في المستقبل وعدم السير في اي صراط مستقيم، ثم تكون عاقبة امره تلقي الكثير من الضربات والصفعات فى ميدان الحياة الاجتماعية.

٣ -استخدام القوة: يعمد الطفل الى التمرغ في الارض والتخبط بيديه ورجليه لغرض الذهاب مع امه - على سبيل المثال -، وهنا لا يجب علينا الاسراع الى استخدام القوة الا اذا كانت هناك ضرورة ملحة؛ لأن ظاهر هذا الأمر ينبىء عن استسلام الطفل وانصياعه. الا ان هذا يولد لديه عصياناً وتمرداً اكثر ويدفعه الى انتهاج طريق جديد يوصله الى مراميه، مضافاً إلى انه يتلقن من هذا الاسلوب درساً سيئاً يبقى ملازماً له في حياته المستقبلية.

ويستقي منه مبدأ يتمسك به لاحقاً وهو مبدأ استخدام القوة متى توفرت لديها اسبابها ودواعيها.

٤ -العقوبة: يبدو لنا ان العقوبة لا تجدي كثيراً في معالجة عناد الطفل، حتى وان تقتلها وانصاع لها مرغماً. فالعقوبة اذا كان المراد منها ضرب الطفل فيجب ان تكون كالدواء الذي يوصف بجرعة محددة وفي اوقات معينة. فاستخدام العقوبة البدنية لا يتيح لنا الحد من ظاهرة العناد.

واذا تمت العقوبة في حالة غضب احد الوالدين قد تؤدي الى الحاق الأذى بالطفل بسبب ما يرافعها من فقدان زمام الامور أو الايغال في العقوبة. الاضافة الى هذا فان العقوبة تنتهي بالطفل الى الغضب والتصلب في موقفه مما يزيده عناداً وتمرداً.

٥ -تسليمه الى دور الحضانة: يطرح بعض المختصين بالشؤون التربوية فكرة إحالة الطفل الى دور الحضانة لفترة زمنية غير محددة. وقد ذكرنا في موضع آخر ان هذه الطريقة مرفوضة وضارة ولاتنم الا عن ضعف الوالدين، وان القيام بمثل هذا العمل لا ينسجم والتوجه الاسلامي؛ لأن وضع الطفل في مثل هذه الاجواء قد يؤدي الى افساده بالشكل الذي يعطي في ما بعد ثماراً أكثر مرارة من العناد.

٦ -التوبيخ اللاحق: واخيراً اذا عاد الطفل الى رشده وانصاع لكلام والديه سواء كان ذلك بواسطة التجاهل والاهمال، أو عن طريق النصح والارشاد، فمن الضروري في مثل هذه الحالة ان نبدي له الارتياح والمحبة ونقابله بالتشجيع، ونقدم له شيئاً من الحلوى أو غير ذلك ولايجوز مطلقاً مواجهته بالتوبيخ والاستصغار كأن نقول له مثلاً: هل رأيت انك لا تستطيع فعل شيء؟! لأن مثل هذا التوبيخ يمثل في حقيقة الحال تحريضاً له واثارة لمشاعره، ويدفعه بالنتيجة الى استئناف تمرده والحاق الأذى والازعاج بوالديه ومربيه وهو حتى وان لم يفعل هذا فانه سيصاب صدمة نفسية ويواجه انكساراً روحياً حادا.

توجيهات ضرورية

وفي نهاية المطاف رأينا أن نلفت انظار الآباء الكرام الى النقاط التالية اكمالاً للبحث واتماماً للفائدة:

١ -اذا اراد الطفل ان يجعل من العناد سلاحاً يتحدى به الوالدين فلابد من مجابهته بكل قوة لارغامه على الكف عن هذا التفكير.

٢ -حينما يكون ضرر هذا السلوك كبيراً ولايتاح اسكات الطفل الا بالردع لامناص هنا من استخدام اسلوب الردع ولكن بشكل محدود.

٣ -يجب ان لا نأبه كثيراً لعناد الطفل ولانقيم له وزناً لانه سلوك سطحي لاجذور له وبالامكان ازالته بقليل من التهديد والتخويف.

٤ -ينبغي الحفاظ على هدوء الاعصاب ازاء عناد الطفل لأن اظهار الغضب قد يسبب له ظروفاً واوضاعاً سلبية.

٥ -ليس هناك اية ضرورة تدعو الى الوقوف من الطفل موقف الاستعطاف والترجي ليكف اذاه ويلتزم الهدوء.

٦- عند محاولة تقويم سلوك الطفل يجب عدم اتباع سبيل العناد والالحاح فلا داعي للتأكيد عليه بوجوب الانقياد لآرائكم بشكل مطلق، بل من الافضل التزام الهدوء بمجرد ان نلاحظ عليه ميلاً نحو الانقياد، اما الامور الاخرى فنتركها له حتى يستعيد هدوءه ووضعه الطبيعي.

٧ -وأخيراً نؤكد على ضرورة اجتناب الاوامر الصارمة كأن نأمره بالقيام فوراً، أو أن يغسل وجهه في الحال، او بان لا يرفع صوته، أو لا يضحك حتماً، لأن هذا الاسلوب لا اصلاح فيه، بل فيه هدم وتخريب، ونيل من مكانتكم عند الطفل




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.