المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28

الشيخ أبو محمد ريحان بن عبد الله الحبشي
19-8-2017
عامل اطفالك باحترام
24-4-2017
معادلات الحركة equations of motion
23-1-2019
Integration Problem
20-7-2020
Polynomial Roots
17-2-2019
الجرثومة اليوريدية
28-7-2021


الاطفال وكشف العيوب  
  
1157   09:39 صباحاً   التاريخ: 13/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص245 ــ 247
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

التربية امر مهم وضروري وعلل اهميتها هو البعد الاخلاقي، فالتربية هي الوسيلة لبناء الاخلاق، وتعني مجموعة القواعد والضوابط الانسانية لحياة الانسان. وفي ظل التربية تكون حياة الانسان مقرونة بالخير والسعادة والحياة الاجتماعية بعيدة عن اللاأمن.

ان قسماً كبيراً من القلق وعدم الراحة الذي يعتري بني البشر في يومنا هذا بسبب الاشكاليات الاخلاقية فالحروب، وسوء الظن والرذائل والاهانات، كل ذلك يحدث في العالم بسبب الضعف والانحطاط الاخلاقي لبني البشر.

ان قسماً من الجرائم والانحرافات التي تبرز في المجتمعات البشرية. سببها الفساد الاخلاقي.

فإراقة الدماء وماء الوجوه بسبب الانحطاط الاخلاقي. والحق كما قيل: (ان قوما فقدوا اخلاقهم ماتوا).

وهنا في هذا البحث نود تسليط الضوء على نوع من أنواع الانحطاط الاخلاقي ألا وهو (كشف العيوب) لدى الاطفال والتي تعني سلامتهم ورشدهم سلامة للمجتمع وتطوره لان سلامة وتطور الاطفال في هذا اليوم له علاقة بسلامة وتطور المجتمع غداً. 

معنى ومفهوم (كشف العيوب)

في البدء نشير إلى هذه النقطة وهي: ماذا يعني كشف العيوب؟

والجواب: هي حالة يكون فيها الانسان دائما في حالة تفحص وتتبّع لكل ما يصدر من الآخرين على الملأ العام سواء كان ظاهرياً أم باطنياً.

والأمر الذي لا بحث فيه هو ان لكل انسان نواقص وعيوب، والمسألة هنا هي أن أغلب الافراد يسعون بنحو أو باخر إلى اخفاء عيوبهم واسدال الستار عليها.

ولكن الشخص الذي يتقمّص العيوب لكشفها يسعى دائماً إلى كشف الستار عن هذه العيوب لتنتشر على الملأ العام.

فأحياناً نجد شخصا سالماً من النقص والعيوب ولكن كاشف العيوب يسعى إلى الصاق عيب به، أو ينسب له نقصا أو أن له عيباً جزئياً فيضعه تحت المجهر ليكبره مئات المرات وذلك لإراقة ماء وجه ذلك الفرد أو وضع علامة استفهام على شخصيته وتوجيه ضربة الى حيثيته.

وهذا العمل يمثل نقص في الاخلاق يجب علاجه وازالته.

والاطفال حتى ولو كانوا في مستوى معرفة الخطأ أو عملهم هذا. لكن الاصل في أن تربية الطفل يجب أن لا ترتكز على اسس خاطئة بحيث تهيئ الارضية لنمو مثل هذه المفسدة.

السلوك والحالات

الاطفال الذين همهم كشف العيوب. دائماً في حالة بحث لكي يعثروا على عيب أحد الأشخاص فيسخرون منه أو يعلنون عيبه على رؤوس الاشهاد ويواجهونه به، يجوبون الاماكن ليتعرفوا على كل الأمور وكل المسائل فيكتشفون جوانب باطنية من حياة الآخرين ويطلعون على معلومات ليعلنونها على الملأ.

همّ هؤلاء القضاء على شخصيات الآخرين او اختلاق النقاط السلبية لهم. يصرون على أن يذكروا بعض الافراد بأنهم أشخاص لا يطاقون فيسقطون قيمتهم لكي يستطيعوا الحصول على قيمة ومكانة لهم.

يضعون الآخرين في مواقع الخطر لعلهم يسلمون من الاخطار الاحتمالية أو الفرضية. انتقاداتهم لاذعة ومعاملاتهم مبنية على الخصومة. سلوكهم مؤذي، وتوجيه الصدمات للآخرين بالنسبة لهم أمر عادي وطبيعي فلا يستحيون من ذلك.

افكار وأحاسيس هؤلاء

في بعض الأحيان يتم الثناء على أشخاص في حضورهم فيتصورون ان هذا الثناء تضعيف لهم. فهم دائماً في حالة سوء ظن وعلى هذا الاساس فانهم يسعون دائما إلى تحطيم شخصية الآخرين وتضعيفها وفضحها والتشهير بها.

يظنون انهم إذا ما وجهوا ضربة لاحد ولوثوا سمعته فانهم سيصلون إلى مقام ومكانة مناسبة، يتصورون ان سوء الحظ منصب على شخصياتهم، يفكرون دائماً بأنفسهم فيسعون إلى أن يظهروا بمظهر العظمة والأهمية، حيث ان هذا التفكير يتجسد في كشف عيوب الآخرين.

ان الكثير منهم يصرّون على إفشاء أسرار الآخرين ليبقوا هم الأبرياء المطهّرين أو أن يغتابوا الآخرين ويذكرونهم بسوء من أجل تضعيفهم حتى يزدادوا قوة كما يظنون.

ومن أجل النجاح في سلوكهم وطريقهم هذه يرون انهم يجب أن يتدخلوا في شؤون الآخرين وبرامجهم ويبذلوا قصارى جهدهم لإخراجهم من الساحة لكي تخلوا إليهم فيعرضوا أنفسهم على حساب الآخرين حتى تزول حياة الآخرين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.