المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



من ترجمة ابن طاهر  
  
1232   10:55 صباحاً   التاريخ: 28/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1 ،657-658
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-15 820
التاريخ: 2024-01-27 871
التاريخ: 4-7-2016 3013
التاريخ: 19-2-2022 2304

من ترجمة ابن طاهر

وقال الفتح رحمه الله (1) : دعيت يوما إلى منية المنصور بن أبي عامر ببلنسية،

(657)

وهي منتهى الجمال، ومزهى الصبا والشمال، على وهي بنائها، وسكنى (2) الحوادث برهة بفنائها (3) ، فوافيتها والصبح قد ألبسها قميصه، والحسن قد شرح بها عويصه، وبوسطها مجلس قد تفتحت للروض أبوابه، وتوشحت بالأزر الذهبية (4) أثوابه، يخترقه جدول كالحسام المسلول، وينساب فيه انسياب الأيم في الطلول، وضفاته بالأدواح محفوفة، والمجلس يروق كالخريدة المزفوفة، وفيه يقول علي بن أحمد أحد شعرائها، وقد حله مع طائفة من وزرائها:

قم سقني (5) والرياض لابسة ... وشيا من النور حاكه القطر

في مجلس كالسماء لاح به ... من وجه من قد هويته بدر (6)

والشمس قد عصفرت غلائلها ... والأرض تندى ثيابها الخضر

والنهر مثل المجر حف به ... من الندامى كواكب زهر فحللت ذلك المجلس وفيه (7) أخدان، كأنهم الولدان، وهم في عيش لدن، كأنهم في جنة (8) عدن، فأنخت لديهم ركائبي وعقلتها، وتقلدت بهم رغائبي واعتقلتها، وأقمنا نتنعم بحسنه طول ذلك اليوم، ووافى الليل فذدناعن الجفون طروق النوم، وظللنا بليلة كأن الصبح منها مقدود، والأغصان تميس كأنها قدود، والمجرة تتراءى نهرا، والكواكب تخالها في الجو زهرا، والثريا كأنها راحة تشير، وعطارد لنا بالطرب بشير، فلما كان من الغد وافيت الرئيس أبا عبد الرحمن زائرا، فأفضنا في الحديث إلى أن أفضى بنا إلى ذكر

 (658)

منتزهنا بالأمس، وما لقينا فيه من الأنس، فقال لي: ما بهجة موضع قد بان قطينه وذهب، وسلب الزمان بهجته وانتهب، وباد فلم يبق إلا رسمه، ومحاه الحدثان فما كاد يلوح وسمه (9) ، عهدي به عندما فرغ من تشييده، وتنوهي في تنسيقه وتنضيده، وقد استدعاني إليه المنصور في يوم (10) حلت فيه الشمس برج شرفها، واكتست (11) الأرض بزخرفها، فحللت به والدوح تميس معاطفه، والنور يخجله قاطفه، والمدام تطلع به وتغرب، وقد حل به قحطان ويعرب،وبين يدي المنصور مائة غلام ما يزيد أحدهم على العشر غير أربع،ولا يحل غير الفؤاد من مربع، وهم يديرون رحيقا، خلتها في كأسها درا أو عقيقا، فأقمنا والشهب تغازلنا، وكأن الأفلاك منازلنا، ووهب المنصور في ذلك اليوم ما يزيد على عشرين ألفا من صلات متصلات، وأقطع ضياعا، ثم توجع لذلك العهد، وأفصح بما بين ضلوعه من الوجد، وقال:

سقيا لمنزلة اللوى وكثيبها ... إذ لا أرى زمنا كأزماني بها

 

 

 

__________

 (1) القلائد: 68.

(2) القلائد: وسكون.

(3) القلائد: في فنائها.

(4) القلائد: المذهبة.

(5) ك والقلائد: فاسقني.

(6) تأخر هذا البيت عن الذي يليه في القلائد.

(7) ق: وفيهم.

(8) ق: جنات.

(9) ق: إلا وسمه.

(10) ك: وقت.

(11) ك: واكتست فيه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.